في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد من انتشار كبير للأوبئة، اكتشف مؤخرا أن استخدام مضادات الميكروبات بدون الرجوع لطبيب له أثار سلبية وخطيرة على الصحة قد تصل للوفاة.
وأكد على ذلك الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، وبين خطورة الاستخدام غير المقنن لمضادات الميكروبات، والذي أصبح سببًا رئيسيًا في وفاة أكثر من 1.2 مليون مريض بجميع أنحاء العالم، والذي يفوق حالات الوفاة بسبب فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» أو الملاريا.
جاء ذلك في كلمة الدكتور خالد عبدالغفار، خلال مشاركته في المؤتمر الوزاري الثالث، الذي عقد اليوم الخميس في سلطنة عمان، حول مقاومة مضادات الميكروبات، والذي يمهد الطريق للدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، حول مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2024.
وفي مستهل كلمته، أعرب الدكتور خالد عبدالغفار، عن شكره للدكتور هلال السبتي، وزير الصحة العماني، على دعوته الكريمة، وترحيبه بوزراء الصحة في الدول الأعضاء، معربا عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر الوزاري الثالث، حول مقاومة مضادات الميكروبات.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الوزير أكد في كلمته، على الالتزام السياسي الكبير لتحدي مقاومة مضادات الميكروبات، منذ عام 2016، وخاصة خلال اجتماع الأمم المتحدة رفيع المستوى، والذي تم من خلاله الإعلان عن الإعلان السياسي لمقاومة مضادات الميكروبات.
واستطرد «عبدالغفار» أن الوزير قال إنه لا يمكن إنكار دور الإعلان السياسي في وضع البلدان على المسار الصحيح لتكثيف العمل تجاه مقاومة مضادات الميكروبات، مشيرا إلى أنه مع ظهور جائحة فيروس كورونا، والاعتراف بتأثيره على مقاومة مضادات الميكروبات، لم تدخر الأمم المتحدة أي جهد لعقد الاجتماع الثاني رفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2021 والذي ناقش المزيد من الخطوات العملية للتصدي بفعالية للتحديات في معالجة مقاومة مضادات الميكروبات، والتي يجب أن تكون جزءًا من التأهب لأي تهديدات وبائية في المستقبل، من خلال نهج صحي واحد، مع دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف «عبدالغفار» أن الوزير أشار في كلمته إلى أهمية المؤتمر الوزاري الثالث، حول مقاومة مضادات الميكروبات، والذي يعكس الاهتمام المتزايد بشأن تحدي مقاومة مضادات الميكروبات، والرؤية الواضحة التي تُرجمت إلى خطوات فعالة نحو تحقيق الأهداف المتعلقة بأهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن الوزير نوه إلى تعاون مصر مع منظمة الصحة العالمية، لإطلاق خطة العمل الوطنية منذ مارس 2019، والتي تعكس تبني مفهوم الصحة الواحدة وتحقيق الأهداف الرئيسية الأربعة التي تركز على تحسين الوعي العام، والاستخدام الأمثل لمضادات الميكروبات، إلى جانب مراقبة الكائنات الحية المقاومة، وتنفيذ الممارسات القائمة على الأدلة، لمنع العدوى ومكافحتها، والتي توجت بالوصول إلى 54% من إجمالي النسب الموصى بها لاستهلاك المضادات الحيوية من قبل مجموعة Access والمقدرة بـ60%.
وتابع «عبدالغفار» أن الوزير كشف عن المزيد من الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية من خلال النهج الاستراتيجي One Health (2022-2026) الذي تم إطلاقه في مصر من خلال التنسيق المكثف بين وزارات الصحة، والزراعة، والبيئة، والهيئة المصرية للأدوية، وهيئة سلامة الغذاء المصرية، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، ومنظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان، منوها إلى أنه من المقرر الانتهاء من الإستراتيجية بحلول نهاية ديسمبر المقبل، بحيث تبدأ تنفيذ الخطة في مارس 2023.
وقال «عبدالغفار» إن الوزير أكد أهمية الدور المركزي الذي تلعبه الرعاية الصحية في منع ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات، لافتا إلى أن الطبيعة العالمية لمقاومة المضادات الحيوية تتطلب استجابة عالمية، سواء من الناحية الجغرافية أو عبر مجموعة كاملة من القطاعات المعنية، تماشياً مع نهج One Health .
ولفت «عبدالغفار» إلى أن الوزير أوضح في كلمته أن جائحة فيروس كورونا، لم تؤثر على التنمية الاقتصادية العالمية فحسب، بل أعاقت بشكل كبير المسار الذي اتبعته أنظمة الرعاية الصحية على مدار السنوات الماضية، خاصة بالنسبة لمساعي مقاومة مضادات الميكروبات، وبالرغم من ذلك فإن الجائحة وفرت فرصة كبيرة لتجديد الالتزام والتضامن والمساءلة تجاه مقاومة مضادات الميكروبات، كما سلطت الضوء على التحديات الأكثر إلحاحًا، والتي تتطلب تكثيف الجهود لحلها.
واستطرد «عبدالغفار» أن الوزير أشار إلى أن هذه التحديات يأتي على رأسها تمكين النظم الصحية الوطنية، وزيادة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الجيدة، لكافة المواطنين، وبالتالي الحد من حدوث العدوى، إلى جانب تخصيص المزيد من الموارد في مجالات البحث الرئيسية، بهدف بناء التدخلات القائمة على الأدلة وتحديد التشخيصات الجديدة واللقاحات والأهداف الدوائية، مضيفا أن هذه التحديات تشمل زيادة الوعي بمخاطر مقاومة الميكروبات بين العاملين الصحيين والمزارعين والجمهور، بهدف تغيير الأنماط السلوكية لاستخدام مضادات الميكروبات، جنبًا إلى جنب مع تكثيف الجهود الوطنية لإنفاذ القوانين واللوائح تجاه الاستخدام الرشيد لمضادات الميكروبات.
ونوه «عبدالغفار» إلى أن الوزير اختتم كلمته، بالتأكيد على أنه مازال في الإمكان الوصول إلى التطلعات نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال تفعيل التعاون بين الجميع والعمل يدا بيد، لتبادل المعرفة والخبرات، لتكثيف الأعمال الوطنية وتوحيد التطبيقات الإقليمية والعالمية، مطالبا الجميع بالمشاركة في مواجهة تحدي معالجة مقاومة مضادات الميكروبات.