دنيا سمير غانم ومن على شاكلتها جائوا إلى الدنيا كي نتعلم الحب والرضا والسلام منهم، من يقترب من دنيا قليلاً سيرى طريقتها ومذهبها اللين، العطاء والحب الدائم لمن حولها لا تتردد لحظة في اعطاءه لأي شخص، ولهذا فهي من أكثر النساء الذين قابلتهن قوة على الإطلاق ومن أكثر فنانات جيلها تأثيراً وحباً لدى الجمهور المصري والعربي.
ما تعرضت له وأختها إيمي لم يكن سهلاً بل من أصعب الصدمات التي ممكن أن يقابلها بشر.. يفوق طاقات الاحتمال.. لكنها كسرت تلك الصورة التي تخيلتها عليها.. بل كانت كلها إصرار.. عزيمة.. شغف.. حب للعمل وللحياة.. طوال تلك الفترة الصعبة وعلى مدار أكثر من عام وهي تحضر لمسرحيتها الجديدة "أنستونا" من إخراج خالد جلال وجدتها كما كانت من قبل.. أصبحت أكثر هدوءاً رغم إنها بالفعل هادية.. أكثر إيماناً.. أكثر رضا.
كيف يكافء الله مثل هؤلاء الأشخاص؟.. بالتأكيد إن الله يحب مثل هؤلاء الأشخاص.. هؤلاء رسالة الله في أرضه.. في النهاية أحيي تلك الفنانة المتميزة والمرأة والابنة والأخت.. إلى نص الحوار
"أستنونا مفاجئة للجمهور".. واسمها مأخوذ من فوازير سمير غانم.
منذ أن فقدت أهلي وأنا بأخرج حزني في الفن.
مامي أفضل من قدمت دور الأم في جيلها قبلها كريمة مختار.
بابا ملك الإرتجال وأنا مثله وخالد جلال عظيم.
لست أقوى من إيمي لكن كل شخص بيعيش الحزن بطريقته.
ماذا عن مسرحية "أنستونا" للمخرج خالد جلال هل اسم المسرحية مرتبط بفوازير سمير غانم؟
مأخوذ طبعاً من فوازير بابي لست أنا من أخترته، إنما أيمن بهجت قمر وعمرو مصطفى هما من اختاروا الاسم أثناء عمل بروفات أغنية من أغنيات المسرحية ففجأة قال عمرو "أنستونا" فقال أيمن: طيب ما نسمي المسرحية "أنستونا"، لأنه يعلم أثناء العمل على الأغنية، معلومة أننا لا زلنا نبحث للمسرحية عن اسم فاقترح الاسم وكل الناس رحبت بالاختيار.
هل توجد في المسرحية بعض الاستعراضات من فوازير سمير غانم؟
لا.. لكن بالصدفة الكلمة لائقة مع قصة المسرحية.
هل تؤد استعرضات في المسرحية؟
نعم.
هل دنيا ترى نفسها أكثر في أي نوع من الفنون، الاستعراض، الغناء أم التمثيل سواء مسرح أو دراما أو سينما؟
أحبهم جميعاً وأنا لا أعمل بالروح التقليدية أنا أعمل بإحساسي، وكإنسانة تحب الفن فتسير بكل خطاها وجوارحها تكتشف في الفن، أنا من زمان جداً نفسي أشتغل مسرح لكن لم يكن أحداً متحمساً.
هذه كانت رغبة أستاذ سمير أيضاً أن تعملي مسرح ومعه ؟
بالضبط.. لكنها كانت رغبتي أيضاً أن أقف بجواره على المسرح وللأسف لم يحدث، لأن المسرح لم يكن موجوداً في فترة من الفترات أو كان قليل جداً.. إلى أن بدأ أشرف عبد الباقي وكون مسرح مصر، تجربة جديدة رجعت شوية المسرح.. بابا كان يعمل مسرحيات إلا أن الحالة العامة للمنتجين والفنانين كانت بعيدة عن المسرح، فاتجهت أكثر للسينما والدراما، أيضاً بعد أزمة "كورونا" كانت الناس تقلق وتخاف من الخروج والتجمعات.. إلى أن حدث تنشيط لعرض مسرحيات في السعودية فأعادت الجمهور مرة أخرى لحب المسرح، لكن تسافر تخلص المسرحية في كام يوم وتعود لا أفضله.. المنطق يقول إننا نعمل مسرحية كبيرة ونبدأها في بلدنا عادي وبعد ذلك نسافر بها، لكن هذا المنطق أصبح غير موجود، كنت أتمنى من زمان إني أعمل ذلك.. أبدأ مسرحية هنا وبعد ذلك أذهب بها لكل الدول بإذن الله في الوطن العربي.. أول ما فكرت في المسرح تحمس معي محمد أحمد السبكي، وقلت أنا أريد أن أعمل مسرح لأنني عملت سينما وتليفزيون وحاسة من جوايا إني بحب المسرح جداً لكن عمري ما اشتغلته.. فأردت أن أكتشف نفسي فيه.
أحببتِ المسرح من خلال سمير غانم؟
حبيت المسرح أنا وإيمي منذ الطفولة من خلال بابي ومامي كنا دائماً نحضر مسرح خميس وجمعة، فحبيت أعمل مسرح في الوقت الحالي.
ألم تر إن المسرح محتاج مجهود أكثر من السينما والدراما وإلتزام أكثر؟
هو مجهود لكن هذا طبيعي، الفكرة أنني صدمت من موضوع الالتزام.. صدمت من بعض الفنانين لأن ليس الجميع يريد أن يلتزم بالمسرح، برغم ذلك منذ أن فكرت وقلت إني حأعمل مسرحية وجدت كل الناس ماشاء الله بدأت عمل مسرح، وهذا الشيء أسعدني جداً لأن الناس عادت تفكر مرة أخرى إننا نحتاج إلى خروجة المسرح مثلما توجد خروجة السينما، إلا إن المسرح خروجته أكثر متعة وغير أي شيء آخر.
أستاذ سمير كان ملك الإرتجال كان يستطيع أن يقول الإفيه في لحظة فهل دنيا لديها نفس الملكة هذه ؟
أه طبعاً.. جربت وأنا في البروفات ودون ما أشعر إن حد ضحك أو لأ فيه أشياء لا أشعر أنها خفيفة أو لم تحقق ما تخيلت، أغيرها وهناك أشياء أخرى أشعر أنها لذيذة وكوميدية.. أنا أفعل ذلك في المسلسلات أيضاً أضيف إيفيه أو جملة، لكن لو لم أشعر بها لا أقولها.
هل أستاذ خالد جلال متفهم لهذه المسألة؟
أستاذ خالد عظيم وكل الناس الذين تخرجوا من عنده، الموهوبين كملوا وانطلقوا في مسيرتهم الفنية وجميعهم من الذين لديهم القدرة على الإضافة والإرتجال وقادرين على ابراز شخصيتهم، أستاذ خالد ما شاء الله هايل في المسرح لأنه يحبه ليس فقط كأستاذ.. بل لأنه يستمتع حتى إنه إذا تأخر فنان أو حدث له ظرف ولم يحضر البروفات ممكن يقوم بدوره من باب المتعة كما إنه دمه خفيف ولذيذ بشكل غير طبيعي.
ما هي أهم النصائح التي قالها لك بما إن هذه أول تجاربك المسرحية؟
جميعها أشياء لا زالت من داخل المسرح ولا يوجد شيء بعينه قاله لي لأركز عليه.. على قدر ما نحن نعمل على المشاهد نفسها.
دورك في المسرحية استعراضي هل ممكن تخبريني بجزء من الشخصية التي تؤديها؟
خليه مفاجئة.. لكن هو ليس استعراضاً فقط هو كل حاجة وليس له علاقة بأحد من نجمات الاستعراض.. لكن أوعدك إنك ستشاهدين حدوتة حلوة فيها أغاني وفيها رقص واستعراض.
كنت تتدربين في فترة من الفترات على تدريبات خاصة بالصوت واللكنات فهل تحتاج دنيا في الفترة الحالية لأي نوع من التدريبات كالأستعراض على سبيل المثال؟
أنا دائماً أتدرب صوت، إنما بالنسبة للاستعراض طبعاً أتمرن مع "خديجة العرقان" هي أيضاً من تقوم بتدريبات استعراضات المسرحية.
هل هناك أعمال أخرى تقومين بتصويرها هذه الفترة أو حتى ارتباط بعمل الفترة القادمة؟
أنا متفرغة تماماً للمسرحية في الوقت الحالي، مهتمة بالمسرح الإهتمام الذي من المفترض أن يعطيه الناس له، نحن نتعب جداً في البروفات ونعمل منذ حوالي سنة يمكن الناس علمت فقط منذ أربعة أشهر لكن أنا من سنة بأشتغل عليها.
منذ سنة يعني من وقت الأزمة التي مررتِ بها فقد والديكِ؟
من وقت ما حدث لأهلي وأنا أردت أن أخرج حزني في الفن، ومنذ ذلك الوقت وأنا أعمل، حتى الأغاني التي عرضت مؤخراً عملتها من فترة لكن كنت بأختار الوقت المناسب لعرضها.
هل دنيا أقوى من إيمي في هذا الموضوع التغلب على الحزن بالعمل؟
لا يوجد شيء اسمه أقوى أنا اكتشفت إن الحزن ليس به أقوى أو أضعف، بل كل شخص يعيشه بطريقته، أنا الحزن لدي أرى أنني لابد أن أظل دائماً أقدم فن لا أعرف لماذا.
يجوز لأنها وصية أستاذة دلال ؟
لا أعرف، لكن أنا من بعد بابي وأثناء وجود مامي في المستشفى وأنا أريد أن أعود للعمل كنت وقتها أتمنى أن تخرج مامي بالسلامة، كان عندي أمل، وأريد أن أعمل بشكل سريع لأخرج كل طاقتي وحزني على بابي في الفن وعايزة أحس بالناس، إحساس الناس فرق معايا.. أنا عندي حزن لكن لا أريد أن أغلق الباب على نفسي وأبكي طول الوقت.. ممكن أبقى ماشية طول الوقت وهما معايا أفكر فيهم طول ما أنا بأشتغل أو بتكلم أو بسلم على الناس هما معايا طول الوقت.
لكن لا أريد أن أدخل في تفكير إن هما ليه مش موجودين؟، هذا الباب المغلق لا أريده لأنني راضية تمام الرضى إن الذي فعله الله هو يرى أنه الوقت المناسب له.. ويارب كل الأشياء الجميلة التي أراها لهم تطمئنني عليهم.
أريد أن أفعل الأشياء الطبيعية التي كنت أفعلها وهما موجودين، كانوا حابين جداً إني أكون بأشتغل.. أحب أن أفعل كل الأشياء التي كانوا يحبونها لأنني أشعر أن مازال هناك شيئاً أكمله لهم ومن أجلهم.. أشعر وكأن هذا التواصل بيني وبينهم لن ينقطع.. إيمي حزنها غيري هي تشعر أنها لا تريد أن تعود الآن للعمل.
"تسليم أهالي" ما رد فعلك من الإقبال الكبير للفيلم ونجاحه بهذا الشكل؟
سعدت جداً لأنني كنت أشعر إن الفيلم ظل كثيراً في تأجيلات، ينزل لأ نستنى شوية، لست أنا طبعاً إنما من قبل الجهات المنتجة، أيضاً أزمة كورونا كانت سبب من أسباب التأخير.. فتركتها على ربنا وعارفة أنني بذلت جهد كبير جداً، لست أنا فقط بل جميع من كان في هذا الفيلم، الحمد لله ربنا أكرمنا بعد التعب، كل الناس الذين شاهدوا الفيلم ردود أفعالها إيجابي.
بالنسبة لمدام دلال دورها في جزء أكشن هل كان فيه دوبلير؟
لأ هي التي قامت الدور كله بدون دوبلير.
قدرت تعمل ده؟
كانت مبسوطة جداً رغم إنها كانت تعبانة جسمانياً لأنه مجهود كبير لكن هي بتكون مبسوطة جداً في الأشياء التي تشعر فيها بنوع من التحدي، أنا أخذت منها هذه الصفة.
زاهية في تسليم أهالي هل دنيا قابلت مثلها في الواقع، تلك الفتاة الضعيفة المستسلمة؟
لا أريد أن أدخل في تفاصيل حد معين على قدر ما أنا حسيت إنها مكتوبة بشكل كويس واشتغلنا عليها أكثر مع شريف نجيب المؤلف فحسيت إن الشخصية فيها حاجة، البنت نفسها هي بتحلم إنها تحب وتتجوز فتعمقت أكثر في هذا الجانب من الشخصية.
ما ردك في الهجوم الذي حدث ضدك بعدما كتب إن سبب إعتذارك عن الجزء الأخير من الكبير قوي ولإنك قلت إن اعتذارك بسبب الناموس والناس ترى إنه ليس سبب منطقي؟
قلت ذلك فعلاً لكن هذا جزء من ردي عن سبب اعتذاري، لكنني قلت إني كفنانة أريد أن أقدم شخصيات أخرى جديدة وشهر رمضان موسم أنا بيجيلي فيه بطولات لوحدي فغير منطقي إني أظل طول حياتي أتنازل عن إني أعمل بطولات لوحدي أخرج فيها طاقتي الفنية، ليس صحيحاً أن أظل أقدم شخصية واحدة دون تجديد، لا أريد أن يمل الناس مني أو أنهم يظلوا يرونني في شخصية واحدة.. لولا أنني تركت الكبير ما كنت قدمت نيللي وشريهان ولا لهفة ولا في اللالاند.