تمر اليوم الأربعاء 2 نوفمبر الذكرى الـ72 على رحيل الفيلسوف والأديب جورج برنارد شو مؤلف مسرحية بجماليون Pygmalion الشهيرة، والذي رحل يوم 2 نوفمبر عام 1950، وهو مؤلف أيرلندى من أشهر الكتاب المسرحيين فى العالم، وواحد من مؤسسي الاشتراكية الفابية، وألف ما يزيد على 60 مسرحية أثناء حياته، وفاز بالعديد من الجوائز، ومنها جائزه نوبل.
ولد الأديب جورج برنارد شو يوم 26 يوليو سنة 1856 فى دبلن بأيرلندا، وانتقل عام 1876 إلى لندن، وفيها بدأ ممارسة الكتابة بانتظام.
في عام 1885 عمل ناقدا أدبيا لجريدة "بال مول"، ثم ناقدا فنيا لجريدة "إل موندو"، وبين عامي 1888 و1890 عمل ناقدا موسيقيا لمجلة "النجم"، حتى أصبح من أفضل النقاد في ذلك الوقت، وفي عام 1895 صار ناقدا مسرحيا لعروض يوم السبت Saturday Review، فكرس حياته نفسه للمسرح كناقد وكاتب.
تحولت مسرحيته بجماليون Pygmalion إلى فيلم سينمائى مرتين، وفاز السيناريو الذى كتبه لها للمرة الأولى بجائزة أوسكار.
بعد كتابته مسرحية قيصر وكليوباترا Caesar and Cleopatra عام 1898، انطلقت ملكته الإبداعية، وفي عام 1903 كتب عرض Man and Superman، والذى حقق فصله الثالث Don Juan in Hell نجاحا أكبر من المسرحية نفسها، حتى إن هذا الفصل استقل عن المسرحية الأصلية، وقُدم كمسرحية منفصلة.
وكان برنارد شو هو أول من يرفض استلام جائزة نوبل، التي فاز بها عام 1925؛ لعدم اقتناعه بأهميتها، ولسخريته من مؤسسها ألفريد نوبل، الذى جمع ثروته الكبيرة من اختراع الديناميت.
وكتب تعليقا على رفضه الجائزة: "أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت، ولكننى لا أغفر له أنه أنشأ جائزة نوبل. إننى أكتب لمن يقرأ، لا لأنال جائزة"، لكنه في العام التالي، وتحت إلحاح زوجته بأن هذا شرف لأيرلندا، قبل الجائزة في عام 1926 قبل برنارد، وظل مصرا على رفض الحصول على قيمتها المادية، وطلب أن تُستخدم فى ترجمة أعمال زميله الكاتب المسرحى "أوجست ستريندبرج" من السويدية إلى الإنجليزية.
وكتب برناردشو عن حادثة دنشواي، التي أعدم فيها عدد من الفلاحين المصريين فى قرية دنشواى التابعة لمحافظة المنوفية، بعد مشادة بين عدد من الجنود الإنجليز وفلاحين مصريين، أطلق فيها جنود الاحتلال النار، فقتلوا عددا من المصريين بينهم امرأة، وتوفي فيها ضابط بريطاني بضربة شمس، فأعدمت القوات البريطانية المحتلة، بقيادة اللورد كرومر، العديد من الفلاحين، وحكمت على كثيرين بالأشغال الشاقة والجلد.
وأخذ برنارد شو هذه الجريمة، وكتب فى مقدمة روايته "جزيرة جون بول الأخرى" فصلا فى 16 صفحة عنها، وقال فيها إن "الفلاحين المصريين لم يتصرفوا غير التصرف الذى كان منتظرا من جمهرة الفلاحين الإنجليز لو أنهم أصيبوا بمثل مصابهم فى المال والحرمات"، وهو ما قوبل بانتقادات شديدة، حتى إن بعض الكتاب المستعمرين قرن اسمه بـ دنشواي.