اطلق مجلس الشباب المصري برئاسة الدكتور محمد ممدوح رئيس مجلس الأمناء وعضو المجلس القومي لحقوق الانسان، مشروع تعزيز الثقافة والهوية الوطنية تحت شعار "من أجل مجتمع آمن"، بمقره الدائم بالقاهرة، بحضور اعضاء من مجلسي النواب والشيوخ وعدد من الشخصيات العامة والمفكرين.
وأكد الدكتور محمد ممدوح، أن أهمية طرح مجلس الشباب المصري لمشروع " تعزيز الثقافة والهوية الوطنية" تأتي على اعتبار أن دعم التنمية الثقافية يفضي بالضرورة إلى تعزيز الهوية الوطنية للمجتمع، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح ممدوح، خلال كلمته، أنه يتم انفيذ هذا المشروع في إطار دعم مشروع بناء الجمهورية الجديدة "، وذلك بما يسهم في النهوض بالتنمية الاقتصادية والتنمية المجتمعية بهدف الوصول إلى تنمية مستدامة، مما يفضي إلى تحقيق السلام والأمن المجتمعي. وعليه يرتبط المشروع ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري.
وقالت السفيرة سامية بيبرس عضو مجلس أمناء مجلس الشباب المصري، إن الدولة المصرية شهدت في السنوات الأخيرة تحولات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية، خاصة بعد ثورتي 25يناير و30يونيو، فقد واجهت الدولة في ظل هذه المستجدات محاولات من جهات لديها أجندات سياسية معينة لطمس هويتها الوطنية وتفتيت الثقافة المصرية والعمل علي إثارة الفتنة للتفرقة بين أبنائها.
وأضافت بيبرس، أن القيادة السياسية المصرية حرصت في الفترة الأخيرة التأكيد علي أن من ضمن أولويتها استعادة هوية الدولة، لافتة إلي أن عملية بناء الإنسان المصري ستكون شاملة وترتكز علي النهوض بالأبعاد الفكرية والحضارية والإجتماعية والثقافية.
ومن جانبه قال النائب أحمد علي عضو مجلس النواب، إن موضوع الهوية شائك جدا وهناك دراسات كثيرة تناولت هذا الموضع، موضحا أن الهوية المصرية هي أشمل وأعم من الهوية الوطنية.
وتابع علي، أن مصر كانت لديها ريادة في استعمال القوي الناعمة عن طريق السينما والمسرح، وان هذه القوي لديها أزمات كبيرة في الفترة الأخيرة، مشددا علي ضورة تفيكي الشرائح الشبابية إلي شرائح، لأن الشاب في مرحلة الثانوية لديه اهتمامات وانطباعات مختلفة عن الشاب في مرحلة الجامعة، ومختلفة أيضاً عن الشباب في مرحلة ما بعد التخرج.
وأشاد النائب عصام هلال عضو مجلس الشيوخ، بمشروع تعزيز الثقافة والهوية الوطنية، مؤكدا أن هذه المبادرة أكثر من رائعة، ويجب أن يتم تنفيذها بشكل جيد، وضرورة مشاركة المجتمع المدني في تنفيذ ألياتها بجانب الدولة.
وأشار هلال، إلي أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان ينادي بضرورة تعزيز الدولة الوطنية، مشددة علي ضورةر تعزيز القيم المصرية لأنها نابعة من الشعب المصري وتحتوي علي عداتنا وقيمنا.
ومن جانبها قالت الدكتورة حنان أبوسكين أستاذ العلوم السياسية، إن توقيت هذا المشروع رائعاً، لأن الهوية المصرية علي الهدف الإساسي، موضحة أن هذا المشروع مهم ويعزز قوة الدولة ويساعد علي أن يكون هناك اصطفاف وطني ونيسج متجانس.
أكدت أبوسكين، أن المشروع يخاطب الشباب ومصر لديها أكثر من 66مليون شاب، لذلك يجب أن يكون هناك توعية للشباب عن ما تقوم به الدولة في بعض القضايا والأنجازات التي يتم تحقيقها، لافتاة إلي انه من الضروري أن يكون هناك جانب ترفيهي بجانب الثقافي لجذب الشباب وأن يكون هناك بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة لتنظيم العديد من الرحلات.
وأكد النائب عادل عامر، عضو مجلس النواب، أن مصر كانت رائدة في السينما والمسرح، لكن هذه الريادة بدأ ينسحب من مصر في الفترة، مشددا علي ضرورة أن تقوم الدولة بالبحث وتشيج هذه القضية.
ولفت عامر، إلي أن المحور التثقيفي يجب أن بدأ من المدارس، ليكون بناء جيل جيل تستطيع الدولة المصرية أن تعول عليه في المستقبل، وهذا بناء وضع في الجيل الجديد الذي نعول عليها في المستقبل.
وفي نفس السياق قال وليد عتلم، باحث دكتوراه كلية الدراسات الأفريقية العليا، إن سن الشباب يبدأ من 16 عام، وأن الجيل الحالي لديه اهتمام مختلفة، لأن أصبح لديهم كم هائل من المعلومات والتطلعات المختلفة، مؤكدا أن المجتمع المدني لديه دور هام وكبير جدا للحفاظ علي الهوية.
وأوضح عتلم، أن الهوية الوطنية الجامعة هي الأساس وتتعرض حالياً إلي الاختراق والتزييف، مشيرا إلي أن هذا الهوية هي التي حمت الدولة من أزمات كثيرة تعرضت، لذلك أصبحت القوي الناعمة ضرورة وليست من باب الترفية أو الرفاهية وهي شئ أساسي في حروب الجيل الرابع.