يعد الدوبامين, من النواقل العصبية المهمة برأس الإنسان, فهو المسؤول عن تنظيم الحركة والمشاعر والإحساس بالسعادة والألم, كما إنه يساعد على اتخاذ القرارات وتنظيم السلوك والمزاج والإدراك.
ويعتبر الدوبامين, شريكا رئيسيا في أي عمل فني يتميز بالإبداع, نظرا لما أشارت إليه الدراسات, بأن هرمون الدوبامين أو كما يطلق عليه هرمون «السعادة», تزداد نسبته عند الشخص المبدع, بما لا يتجاوز الحد المطلوب, حيث أوضحت الدراسات أيضا, أن زيادة هرمون الدوبامين تؤدي إلى الإصابة بالأمراض النفسية والعصبية.
ويرتبط الدوبامين بالشعور بالسرور، ذلك لأنه يعمل على التأثير في مناطق معينة في الدماغ تتحكم بمشاعر السرور والتحفيز والمكافأة، ويتم إنتاجه في خلايا خاصة موجودة في منطقة في وسط الدماغ تسمى بمادة نيغرا (Substantia Nigra) التي تعتبر منطقة مهمة جداً لدورها في السيطرة على الأعراض الحركية.
ويتم إفراز الدوبامين, عندما يمر الإنسان بمواقف ممتعة مثل الشعور بالحب. لذلك، فإنّ قضاء الوقت مع أشخاص تجمعهم علاقة محبة مع الشخص المصاب بنقص الدوبامين والمصابين بتقلبات المزاج، يساعد في تحسين مزاجهم بشكل فوري.
الدوبامين هرمون الكيف
ويعد الدوبامين, هرمونا رئيسيا, يتم إفرازه عند تعاطي أي مادة مخدرة أو مسكرة, فعندما يأخذ الشخص المتعاطي لتلك المواد, جرعة معينة منها, يشعر بأنه معزول عن ما حوله, لما تسببه تلك المواد من تخدير العقل, وبالإضافة إلى ذلك, تنشط المواد المخدرة والكحوليات, المناطق التي من شأنها إفراز هرمون الدوبامين, بشكل زائد عن الحد المطلوب, فيحدث إثر ذلك إفراز كميات أكبر من المسموح من هرمون الدوبامين, مما يجعل المتعاطي شاعرا بالسعادة الغامرة, إلا أن ذلك لا يدوم طويلا, فالشعور بالسعادة ينتهي بإنتهاء مفعول المادة المخدرة, ومع كثرة تعاطي تلك المواد, يقل تأثيرها على العقل, مما يقلل من إفراز هرمون الدوبامين, فيضطر الشخص إلى زيادة الكمية, حتى يشعر بالسعادة التي كان يشعر بها من قبل.
وبالفعل, عند زيادة الكمية, يتم إفراز هرمون الدوبامين, بالشكل والكمية التي توفر للمتعاطي السعادة المطلوبة, إلا أن ذلك له آثار جانبية خطيرة, فزيادة إفراز هرمون الدوبامين, تصيب بعدة أمراض, منها الهلاوس البصرية والسمعية, اضطراب التفكير, وكل هذا يجعل من المتعاطي قنبلة موقوتة, قد تنفجر في أي لحظة, وتؤذي المحيطين بها, فالشخص عندما يتعاطى المواد المخدرة تزداد نسبة إفراز الدوبامين, مما يجعله غير واعي بتصرفاته, فمن الممكن أن يقتل أو يسرق أو يؤذي دون أن يعي, فعقله مغيب تماما, بسبب إفراز هرمون السعادة.
فرويز: الدوبامين يسبب الهلوسة والإبداع
ويقول الدكتور جمال فرويز, استشاري الطب النفسي, خلال تصريحات خاصة لموقع جريدة (بلدنا اليوم): «هرمون الدوبامين مطلوب في الجسد إلى حد معين, فهو هرمون السعادة والتركيز, وعند زيادته عن الحد إلى درجة معينة, يسبب الإبداع والتفوق».
وتابع فرويز: «هرمون الدوبامين قد يزداد عند بعض الأشخاص بنسبة معينة لا بأس منها, فتلك النسبة تجعل الإنسان أكثر تفوقا وإبداعا, لذلك نجد أغلب المخرجين والفنانين والمخترعين والعلماء لديهم نسبة زائدة من الدوبامين».
وأضاف: «عندما يزداد هرمون الدوبامين عن الحد المطلوب, بصورة أكبر من الصورة التي تكون عند المفكرين والمبدعين, يسبب ذلك مشاكل كبرى».
وواصل فرويز حديثه قائلا: «عند تعاطي المواد المخدرة, تزداد نسبة إفراز الدوبامين, إلى حد ورود أفكار وأحاسيس خاطئة إلى المتعاطي, وإصابته بالهلاوس السمعية والبصرية والحسية, اضطرابات في التفكير ومستقبلاته, نتيجة لزيادة هرمون الدوبامين في الجسد عن الحد المطلوب, فهو بذلك عمل بصورة عكسية, مردفا: نقول نحن في الأوساط النفسية, ما بين الجنون والإبداع شعرة, والشعرة هنا هي الدوبامين».
وعن قلة إفراز هرمون الدوبامين في الجسد, يختتم جمال فرويز, إستشاري الطب النفسي حديثه قائلا: «قلة إفراز الدوبامين في الجسد, تصيب الإنسان ببعض المشاكل, ومنها قلة التركيز والانتباه».
الطريقة الصحية لزيادة هرمون الدوبامين
يبحث متعاطو المواد المخدرة, عن السعادة, لذا فهم يأخذون المواد التي تحفز من إفراز هرمون الدوبامين في الجسد, تاركين أساليب صحية أخرى, تزيد من إفرازه, بما لا يسبب خطورة على الإنسان.
ويجهل الكثيرون, سواء من متعاطي المخدرات أو الآخرين, أن هناك أطعمة تزيد من إفراز هرمون الدوبامين, بالشكل الذي لا يسبب خطورة, وبطريقة صحية وآمنة تماما, بعيدا عن الآثار الجانبية التي تسببها المواد المخدرة أو الكحوليات.
وفقا لما نشره موقع بولد سكاى الهندي الشهير ،يُعتقد أن COVID-19 يشبه السارس ، فمن المحتمل أن يؤثر سلبًا على عمل الدماغ. إن تعزيز مستويات الدوبامين في الجسم من خلال النظام الغذائي هو أفضل طريقة للوقاية من مثل هذه الأمراض الفيروسية. عندما يكون مستوى الدوبامين مرتفعًا ، فإنه يؤثر على مركز المتعة في الدماغ مما يؤدي إلى تحسين المزاج والتحفيز. يمكن أن يؤدي نقص الدوبامين في أجسامنا إلى نقص الحماس والاكتئاب والقدمين الباردة وانخفاض الدافع الجنسي والإرهاق العقلي وقلة التركيز وغيرها. ألق نظرة على الأطعمة التي تساعد على تعزيز مستويات الدوبامين في أجسامنا.
1. اللوز البروتين ضروري لزيادة مستويات الدوبامين في أجسامنا. التيروسين هو حمض أميني يساعد في بناء البروتينات ، والذي بدوره يساعد في إنتاج الدوبامين. اللوز مليء بالتيروزين ، لذلك يعتبر أفضل وجبة خفيفة لإنتاج "هرمون سعيد" في أجسامنا.
2. الموز تحتوي الفواكه مثل الموز على التيروزين مع الفلافونويد المسمى كيرسيتين. كلاهما يساعد بشكل مفرط في إنتاج الدوبامين. وبصرف النظر عن ذلك ، يحتوي الموز أيضًا على العديد من الفيتامينات التي تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ.
3. منتجات الألبان تحتوي منتجات الألبان مثل الحليب واللبن على أحماض أمينية مهمة مثل الفينيل ألانين والتيروزين والبجنولونولون. هم اللبنات الأساسية للدوبامين وكذلك الهرمونات الأساسية في الجسم. أفضل شيء هو أن هذه المنتجات متاحة بسهولة وفعالة من حيث التكلفة.
4. الأسماك حمض DHA أو Docosahexaenoic هو نوع من أحماض أوميجا 3 الدهنية التي توجد في الغالب في الأسماك مثل السلمون والماكريل والسردين والرنجة. تساعد DHA على تحسين مستوى الدوبامين في الجسم إلى جانب علاج الحالات الطبية مثل ADHD والخرف.
5. القهوة تحتوي القهوة على مادة الكافيين التي تعمل كمنشط للجهاز العصبي المركزي. وذلك لأن الكافيين يساعد في إفراز الدوبامين في الدماغ مما يسبب اليقظة والتركيز. يعد الشاي والشاي الأخضر (مع الكافيين) والشوكولاتة الداكنة أيضًا أفضل مصادر الكافيين.
6. العنب يحتوي العنب على مضاد حيوي مضاد للأكسدة يسمى ريسفيراترول يساعد على زيادة مستويات الدوبامين في الدماغ. تساعد مضادات الأكسدة أيضًا في منع موت الخلايا عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي في الجسم.
7. التوت فهي غنية بالفلافونويد والأنثوسيانين ومضادات الأكسدة التي تساعد في الحفاظ على صحة الدماغ وتنظيم إنتاج الدوبامين. يساعد التوت الأزرق أيضًا على الوقاية من أمراض الشلل الرعاش عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي في مناطق Substantia Nigra و Striatum في الدماغ.
8. السبانخ يُعرف السبانخ أو الخضروات الخضراء الأخرى بشكل رئيسي بإنتاج السيروتونين ، وهو ناقل عصبي مشابه للدوبامين. كما أنها مليئة بالتيروزين الذي يلعب دورًا مهمًا في تحفيز مستويات الدوبامين في الدماغ.
9. الفطر يساعد البول في الفطر على استعادة مستويات الدوبامين في الدماغ. يلعب دورًا نشطًا في تركيب مستقبلات الدوبامين الجديدة إلى جانب تحسين الذاكرة واليقظة. يساعد الفطر أيضًا في علاج الحالات العقلية مثل الاكتئاب وتغيير المزاج.
10. الشوفان الشوفان غني بالكربوهيدرات المعقدة التي تنظم إنتاج التربتوفان ، وهو حمض أميني يساعد في إنتاج السيروتونين. يُعرف الناقل العصبي السيروتونين أيضًا باسم "الهرمون السعيد" الذي يساعد على تنظيم المزاج والاتصال العاطفي والشهية وغيرها الكثير. أغذية صحية أخرى بيض البطيخ المكسرات مثل الفول السوداني أو الفستق بذور مثل بذور اليقطين منتجات الصويا النبيذ باعتدال توابل عصير فواكه زيت الزيتون بروكلي الكركم.