صل أم صلى الله عليه وسلم؟.. الإفتاء توضح الخطأ فيها

دار الإفتاء

الجمعة 07 أكتوبر 2022 | 09:21 مساءً
الافتاء
الافتاء
كتب : بلدنا اليوم

صل أم صلى الله عليه وسلم ؟ لعله أحد أهم الاستفهامات التي يبحث عنها كثيرون بالوقت الراهن ونحن نحتفل بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث إن هذا الاستفهام عن صل أم صلى الله عليه وسلم ؟ يتعلق بإحدى صيغ الصلاة على النبي الشائعة بين الناس ، وتعد في هذه الساعات حيث نترقب مولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو من الأمور التي يبحث عنها الكثيرون، حيث تعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أمرًا إلهيًا ورد ذكره في القرآن الكريم، فقد خاطب الله تعالى المؤمنين في كتابه الحكيم في أكثر من آية وأكثر من موضع ليحثّهم على الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال تعالى: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، بما يدل على أن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عظيم، ويوجب البحث عن أفضل صيغة ومن بينها صل أم صلى الله عليه وسلم فهل هي الأفضل؟.

صل أم صلى الله عليه وسلم ؟، عنها قالت دار الإفتاء المصرية ، إن الصلاة على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إما أن تكون بصيغة الأمر الذي هو بمعنى الدعاء؛ مشيرة إلى أن "الأمر" إذا صدر من الأدنى للأعلى فإنه يخرج عن معناه الحقيقي إلى معنى مجازي هو الدعاء، ضاربة مثالاً كأن يقول القائل: "اللهم صَلِّ على سيدنا محمد"، مؤكدة أنه في هذه الحالة تحذف الياء من كلمة "صَلِّ"، لأنها في هذه الحالة فعل أمر معتل الآخر، وفعل الأمر المعتل الآخر يبنى على حذف حرف العلة.

أضافت الإفتاء، أن الصلاة على النبي –صلى الله عليه وآله سلم- تأتي أحياناً بصيغة خبرية يقصد بها الإنشاء، كأن يقول القائل: "صَلَّى اللهُ وسلم على سيدنا محمد"، ففي هذه الحالة يثبت حرف العلة، في كلمة "صَلَّى"؛ لأنه فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف المقصورة، وقد منع من ظهوره التعذر، منوهة بأنه من أخطأ في ذلك جاهلًا أو غير قاصد لمعنى غير صحيح فلا إثم عليه، ولكن ينبغي تصحيح مثل هذه الأخطاء اللغوية وعدم الوقوع فيها.

صلى الله عليه وسلم باعتبارها إحدى صيغ الصلاة على النبي المختصرة، وقد ورد فيها أنه لا حرج في الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه الصيغة: «صلى الله عليه وسلم»، ويرجى لصاحبها الثواب الكثير بذلك، ولو اقتدى بالمأثور فلا شك أنه أفضل وأفصح، وبالنسبة لقول سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- فهذا أجازه المذهب الشافعى وعليه يمكن قول سيدنا أو عدم قولها"، ولفظ السيادة قول " سيدنا " يجوز قوله ويجوز عدم قوله في التشهد.

صلى الله عليه وسلم باعتبارها إحدى صيغ الصلاة على النبي المختصرة، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام بلا شك، وبإجماع أهل العلم؛ لأنه قال عليه الصلاة والسلام: أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، فهو سيد ولد آدم وأفضلهم عليه الصلاة والسلام؛ لما خصه الله بهذه الرسالة العامة، والنبوة، والعبودية الخاصة، والفضل العظيم الكثير الذي جاءت به الأحاديث، ودل عليه القرآن الكريم، فهو أفضل عباد الله، وهو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام، ولا بأس ولا حرج في أن يقول الإنسان: اللهم صل على سيدنا محمد ، هذا كله لا حرج فيه.

وردت العديد من الصيغ عن الصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عباده المؤمنين بالصلاة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فقال جل ثناؤه: «إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا» (الأحزاب:56).

هناك عدة صِيغ للصلاة على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وذكر العلماء أن أفضلها هي الصلاة الإبراهمية : «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

فضل الصلاة على النبي 

أولًا: يؤجر المصلي على النبي - صلى الله عليه وسلّم- بعشر حسنات.

ثانيًا: يرفع المصلي على النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر درجات.

ثالثًا: يغفر للمصلي على النبي- صلى الله عليه وسلم- عشر سيئات.

رابعًا: سبب في شفاعة الرسول -صلى الله عليه وسلم- له يوم القيامة.

خامسًا: يكفي الله العبد المصلي على رسول الله ما أهمّه.

سادسًا: تصلي الملائكة على العبد إذا صلى على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.

سابعًا: الصلاة على النبي تعتبر امتثالًا لأوامر الله تعالى.

ثامنًا: سبب من أسباب استجابة الدعاء إذا اختتمت واستفتحت به.

تاسعًا: تنقذ المسلم من صفة البخل.

عاشرًا: سبب من أسباب طرح البركة.

الحادي عشر: سبب لتثبيت قدم العبد المصلي على الصراط المستقيم يوم القيامة.

الثاني عشر: التقرّب إلى الله تعالى.

الثالث عشر: نيل المراد في الدنيا والآخرة.

الرابع عشر: سبب في فتح أبواب الرحمة.

الخامس عشر: دليل صادق وقطعيّ على محبّة رسول الله - صلى الله عليه وسلّم-.

السادس عشر: سببٌ لدفع الفقر.

السابع عشر: تشريف المسلم بعرض اسمه على النبي- صلى الله عليه وسلّم-.

الثامن عشر: سببٌ لإحياء قلب المسلم.

التاسع عشر: التقرّب من الرسول - صلى الله عليه وسلم- منزلةً.

العشرون: لا يقتصر فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم-، على هذه الفوائد فقط بل تتعدى لتصل إلى مئات الأفضال التي تعود على المسلم بالنفع والخير في الدنيا والآخرة.

حديث فضل الصلاة على النبي ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: قُلْتُ: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْكَ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلاتِي؟ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ: "مَا شِئْتَ". قُلْتُ: الرُّبُعَ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: الثُّلُثَ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: النِّصْفَ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: الثُّلُثَيْنِ. قَالَ: "مَا شِئْتَ، وَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ". قُلْتُ: أَجْعَلُ صَلاتِي كُلَّهَا. قَالَ: "تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ ذَنْبُكَ».

ومعنى الصلاة هنا «الدعاء»، فإذا جعل الإنسان وقتًا يصلي فيه على النبي -صلى الله عليه وسلم- كثيرًا، فالله -جل وعلا- يأجره على ذلك، والحسنة بعشر أمثالها، إلى ما لا يحصى من الفضل، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إذًا تكفى همك، ويغفر ذنبك». إذا أكثر من الصلاة عليه -عليه الصلاة والسلام-، وهذا الحديث لا ينافي أن يدعو الإنسان ربه ويسأله أموره كلها بالأدعية المشروعة، وأن يكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيجمع بين الأمرين.

اقرأ أيضا