أشهر محاولات نقل جثمان النبي من المسجد النبوي.. الأخيرة أشدهم خبثا

محاولات نقل جثمان النبي

الخميس 29 سبتمبر 2022 | 05:34 مساءً
المسجد النبوي الشريف
المسجد النبوي الشريف
كتب : ياسمين أحمد

يمتلئ التاريخ بمجموعة من القصص المتعلقة بمحاولة سرقة جثمان النبي محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد النبوي الشريف، لكنها جميعها باءت بالفشل في نهاية المطاف، وقد ذكرها المؤرخون عبر التاري،خ ونستعرض أبرزها خلال التقرير التالي.

محاولات سرقة جثمان النبي عبر التاريخ

المسجد النبوي الشريفالمسجد النبوي الشريف

القرن الخامس الهجري

أول محاولة سرقة لجثمان الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في القرن الخامس الهجري، وكانت بأوامر من «الحاكم بأمر الله» بناء على إشارة من الزنادقة، فطلب من أحد جنوده ويدعى أبا الفتوح نقل جثمان النبي إلى مصر، وأثناء سفره للمدينة اجتاحته رياح كادت تزلزل الأرض من قوتها، وأدرك أبو الفتوح حينها أنه على باطل، فعاد مسرعا إلى مصر، وأعلن توبته.

محاولة ثانية في نفس العام

المسجد النبوي الشريفالمسجد النبوي الشريف

ذلك الحاكم العاصي لم ييأس فأرسل «الحاكم بأمر الله» أناسا ليسكنوا بالقرب من المسجد النبوي الشريف، وبدءوا بالحفر تحت الأرض؛ في محاولة منهم للوصول للقبر، لكن سكان المدينة اكتشفوا نواياهم الفاسدة، وكان مصيرهم القتل.

محاولة سرقة الجثمان عام 578هـ

هذه المحاولة كانت بقيادة مجموعة من الروم، فقام مسيحيو الشام بعد وصولهم إلى البحر الأحمر بقتل أعداد كبيرة من المسلمين، للتوجه للمدينة المنورة؛ محاولين إخراج جثمان المصطفى عليه الصلاة والسلام، لكن مع اقتراب وصولهم إلى المدينة عرف قوم من مصر نواياهم الخبيثة فـقتلوهم وأسروا منهم من بقى.

محاولة سرقة في القرن 7 الهجري

في القرن السابع الهجري حاول 40 رجلا من حلب «سوريا» إخراج جسد النبي وأبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، بعد دفعهم مبالغ هائلة من الرشوة لأمير المدينة ليسمح لهم بفتح الحجرة، ومع اقترابهم نحو الحجرة النبوية ابتلعتهم الأرض.

محاولة سرقة في عام 557 هـ «أشدهم خبثا»

المسجد النبوي الشريفالمسجد النبوي الشريف

في عام 557 هـ حاول النصارى سرقة جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن محاولتهم باءت بالفشل في النهاية، حيث كشف الله أمرهم من خلال رؤيا في المنام رآها الملك الصالح الشهيد نور الدين محمود زنكي بمصر، وكان يُعرف هذا الرجل بتقواه ويحرص على قيام الليل، وفي إحدى الليالي بعد تهجده نام فرأى النبي في منامه يشير إلى رجلين ذوي بشرة بيضاء أشقرين، ويقول له «أنقذني من هذين». شعر نور الدين بالفزع واستيقظ من النوم، وتوضأ وصلى ركعتين ونام فتكررت الرؤيا مرة أخرى، وتكررت معه ثلاث مرات، فقام إلى وزيره جمال الدين الموصلي وقص عليه رؤياه، قائلا له:« حدث شيء بالمدينة أرى أن تكتم ما رأيت ونخرج الآن إلى المدينة فخرج بعشرين من القادة صحبة الوزير ومعه أموال كثيرة».

دخوله للمدينة المنورة

وقبل دخوله المدينة توضأ وصلى بالروضة، فاجتمع إليه الناس فقال الوزير:« إن السلطان قد حضر للزيارة وأحضر معه أموالاً لتوزيعها على سكان المدينة النبوية، فاكتبوا من عندكم وأحضروا أهل المدينة كلهم». فحضر الناس وجعل يوزع الأموال ويعطي الهدايا، وذلك لأنه أراد رؤية أوصاف الرجلين الذين رآهما في المنام، وبعد انصراف الناس قال السلطان: هل بقي من أحد؟ قالوا: لا، فقال: تفكروا وتأملوا... فقالوا: لم يبقَ إلا رجلان مغربيان لا يتناولان من أحد شيئاً وهما صالحان غنيان يكثران من الصدقة وأعمال الخير... فانشرح صدر السلطان، وقال: عليَّ بهما... فرآهما، فإذا هما الرجلان اللذان أشار إليهما النبي صلى الله عليه وسلم.

اكتشاف أمرهما

المسجد النبوي الشريفالمسجد النبوي الشريف

سألهما السلطان: من أين جئتما؟ فقالا: من بلاد المغرب، وقررنا النزول بالقرب من الحجرة النبوية. وبرغم ثناء أهل المدينة عليهما، إلا أن السلطان بقي حائرا يطوف بالبيت بنفسه، وقام برفع حصير، فرأى تحته سردابا محفورا باتجاه الحجرة الشريفة، فأمسك بالرجلين وضربهما، واعترفا في النهاية أنهما نصرانيان متخفيان بالزي المغربي، بعثا لسرقة جثمان الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمر السلطان بضرب عنقيهما.