كانت العروس على مر الزمان تتعامل في ليلة زفافها كونها «ملكة» تلزم كرسي حفل الزفاف وكذلك عريسها كما كانت تُظهر الأفلام السينمائية والمسلسلات الدرامية قديما حتي بداية الألفينيات لكن اللافت مؤخرا كان ظهور عروس ترقص بسلاح أبيض في وجه عريسها أو العكس وأصبح الأمر يتكرر خلال السنوات القليلة الماضية بنسب تتفاوت.
وفي هذا السياق، علقت الدكتور ريهام عبد الرحمن، باحثة في الإرشاد النفسي والتربوي جامعة القاهرة، والمدربة المعتمدة في علوم تطوير الذات على الفيديو الذي أثار الجدل خلال الأيام القليلة الماضية وظهرت فيه عروس ترقص بسلاح أبيض طويل في وجه عريسها وشخص آخر قد يقربهما.
وقالت دكتورة ريهام عبد الرحمن إن ليلة الزفاف تعد حلما لكل أنثى تسعى للاستقرار والعيش في هناء وسعادة؛ لذلك هذه الليلة ارتبطت منذ سنوات ببعض الأغنيات الرومانسية والتي كانت تعد بشكل خاص لهذه الليلة التي تجمع قلبين معا نحو أبواب السعادة والمودة والرحمة، والطقوس الجميلة التي تظل في ذاكرة ووجدان شركاء الحياة.
وأكدت باحثة الإرشاد النفسي والتربوي في جامعة القاهرة أن ما نراه حاليا من افتقاد للذوق العام لدي عدد من العرائس أو أزواجهن من استخدام للأسلحة النارية والبيضاء وما شابه ذلك ما هو إلا ظاهرة سلبية تعكس انتشار العشوائية والفوضى والتعبير عن الفرح والسعادة بشكل يضر بالذوق العام.
ولفتت الدكتورة ريهام عبد الرحمن إلى 5 أسباب وراء ظاهرة رقص العرائس بالأسلحة البيضاء أو النارية كما ظهر داخل مصر وعدد من البلدان العربية وربما الأجنبية، نبرزها في السطور التالية:
1- حب الظهور:
من خلال استخدام الحركات التي تميل للبلطجة والتمايل على أنغام موسيقى المهرجانات الهابطة والتي أخلت بالذوق العام؛ أصبحت كلمات الأغنية ذات وقع سريع على أذن المستمع والذي سرعان ما ينساها بمجرد أن تنتهي، وذلك على عكس أغاني الزمن الجميل التي ولدت على نغماتها أجمل قصص الحب لقلوب أحبت بصدق فاستمعت بصدق.
2- المحاكاة والتقليد:
استخدام الأسلحة البيضاء في الرقص ما هو إلا تقليد أعمى لبعض مشاهد البلطجة التي تصدر لنا على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض المشاهد الدرامية التي تؤثر بالسلب على عقول الشباب.
3- المستوى الثقافي:
معظم الأفراح التي يتم فيها استخدام الأسلحة البيضاء تكون من خلال مجتمعات عشوائية تعاني من تدنى المستوى الثقافي والذوق العام فتلجأ لاستخدام هذه الأسلحة كنوع من الوجاهة وحب الظهور .
4- ضعف الضبط الاجتماعي:
بعض الشباب يكون هدفهم من حيازة السلاح هو لحماية أنفسهم أو إلحاق الضرر بالآخرين، وهنا تكمن المسئولية الاجتماعية والتشريعية في ضبط هذه الأسلحة ومنع انتشارها لضمان عدم انتشار البلطجة.
5-غياب الأنوثة:
في ظل متطلبات الحياة الصعبة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت بشكل كبير في افتقاد المرأة لأنوثتها ومحاولتها التشبه بالرجال، ضاعت ملامح الأنثى الراقية صاحبة الملامح البريئة والنبرة الحانية الممتلئة بالحب والطمأنينة لتحل محلها أنثى تتمايل على أنغام الساطور والأسلحة البيضاء.
فبعد كل هذه الممارسات.. تعتقدوا إلى أين نحن ذاهبين؟؟!