يعد حوار بيترسبرج أحد المحطات المهمة قبل انعقاد الدورة المقبلة من قمة المناخ العالمية بمدينة شرم الشيخ في شهر نوفمبر القادم، وذلك لما يمثله من فرصة للتشاور والتنسيق بين مجموعة كبيرة من الدول الفاعلة على صعيد جهود مواجهة تغير المناخ.
وتتعدد الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي التي كان آخرها زيارة المملكة العربية السعودية لعقد القمة العربية الأمريكية بحضور قاعدة دول مجلس التعاون الخليجي ومعهم مصر والأردن والعراق بالإضافة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، واليوم توجه الرئيس السيسي إلى العاصمة الألمانية برلين في زيارة تستغرق يومين، للمشاركة في فاعليات "حوار بيترسبرج للمناخ" الذي يعقد برئاسة مصر وألمانيا.
وتأتي دعوة مصر للرئاسة المشتركة لهذا المحفل الهام تقديراً للدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية.
ومن المقرر أن تشهد زيارة برلين لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع عدد من المسؤولين الألمان، وعلى رأسهم المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة، في إطار حرص البلدين على تدعيم التعاون بينهما ومواصلة التشاور المكثف حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.
ووفق السفارة الألمانية بالقاهرة، فإن الرئيس السيسي سيبدأ الزيارة الأحد ولمدة يومين على رأس وفد كبير، يجري خلالها مباحثات ثنائية مع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير والمستشار أولاف شولتس، وعدد آخر من أعضاء بارزين في الحكومة الألمانية، فضلاً عن مشاركته في مؤتمر حوار بيترسبرج للمناخ.
وعبر سفير ألمانيا بالقاهرة فرانك هارتمان، عن سعادة بلاده بالزيارة المرتقبة، مؤكداً أنها تؤكد من جديد عمق العلاقات الألمانية المصرية والاهتمام المشترك لكلا البلدين بتعميق التعاون في مجال حماية المناخ والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنه ستُجرى خلال الزيارة مناقشة قضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك.
ومن الجدير بالذكر، أن ألمانيا تنظم "تنظم حوار بيترسبرج للمناخ" منذ عام 2009، قبيل انعقاد المؤتمر السنوي للأمم المتحدة حول المناخ، وترجع تسمية نسبة إلى المكان الذي انعقد فيه للمرة الأولى بمدينة بون.
ويشهد المؤتمر مباحثات تمهيدية ومقاربات وتوافقات بشأن قمة المناخ التي سوف تعقبه، حيث أوضح بيان للسفارة الألمانية، أنه من المقرر أن تدير ألمانيا الحوار هذا العام، بمشاركة مصر التي تستضيف قمة المناخ "COP27"، المزمع انعقادها نهاية العام الجاري في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، مؤكداً أن قضية حماية المناخ تمثل أولوية مشتركة.
ولفت البيان إلى أن زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا تتزامن مع الاحتفال بمرور سبعين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وألمانيا.
ومن جهته، قال طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى ألمانيا تأتي ضمن العلاقات الاستراتيجية والوثيقة والقوية بين مصر وألمانيا.
وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن العلاقات المصرية الألمانية تنامت خلال السنوات الأخيرة وتزينت بالعديد من المشروعات مثل القطار الكهربائي ومشاريع الطاقة والكهرباء، لافتا إلى أن هذه المشروعات خاصة مشروع القطار الكهربائي يمثل أحد ركائز مشاريع النهضة والتنمية، لأن النقل يعبر عن انتقال مصر نقلة حضارية جديدة.
وأشار إلى أن التعاون بين البلدين كبير في مختلف النواحي خاصة على الصعيد الاقتصادي والاستثماري والعملي، وهناك تفاهم كبير بين الدولتين وعلاقات ثقافية وعملية كبيرة على مدار التاريخ.
وبخصوص حار بيترسبرج للمناخ، قال خبير العلاقات الدولية، إن ألمانيا منذ سنوات حريصة على عقد حوار المناخ قبل انعقاد مؤتمر المناخ، لذلك قامت ألمانيا بدعوة مصر للمشاركة في حوار بيترسبرج هذا العالم بصفتها المستضيفة لقمة المناخ القادمة في شرم الشيخ والمقرر له في نوفمبر القادم.
وأشار البرديسي أن مصر ستقدم رؤيتها للمناخ العالمي في حوار بيترسبرج ورؤيتها حول قمة المناخ القادمة، وكيف يكون هناك اعتماد أكثر على وسائل الطاقة الجديدة والمتجددة، والجهود المصرية في دعم مجال الهيدروجين الأخضر، وغيرها من القضايا والملفات الخاصة بقمة المناخ والتي تختص أيضا بالقارة الأفريقية.