قيل عن سبب تسميته بعرفات أنه عندما نزل آدم وحواء في الآثار المنقولة عن الأديان السابقة، نزلوا فتباعدوا وسعى كل واحد منهما ليصل إلى الآخر فالتقيا في عرفات، فسميت بعرفات الله أي أن هنا حدث التعارف الأرضي بين آدم وحواء.
و قيل ان آدم عليه السلام كان حين يبحث عن حواء يدعو الله لأنه يفتقدها ويخشى عليها وهي كانت تدعو الله أن تجده فهي أتت في أرض غير التي كانت فيها فلما ألتقيا كان في هذا المكان الذي له خصوصية في استجابة الدعاء ومن هنا أصبح عرفات رمز لاستجابة الدعاء ولذلك ، يستجيب الله في هذا اليوم وفي هذا المحفل للحجاج على سبيل الفرد وعلى سبيل المجموع .
يوم عرفة هو التاسع من شهر ذي الحجة، ويعتبر هذا اليوم من أفضل الأيام، فهو يأتي ضمن الأيام العشرة الفضيلة من ذي الحجة، حيث يقف الحجاج في هذا اليوم على جبل عرفة، الذي يعد أهمّ أركان الحج وعرفة يقع على الطريق الرابط بين مكة والطائف.
مكان جبل عرفات
ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.
ومع شروق شمس يوم التاسع من ذي الحجة يخرج الحاج من منى متوجهاً إلى عرفة للوقوف بها، والوقوف بعرفة يتحقق بوجود الحاج في أي جزء من أجزاء عرفة، سواء كان واقفاً أو راكباً أو مضطجعاً، لكن إذا لم يقف الحاج داخل حدود عرفة المحددة في هذا اليوم فقد فسد حَجُّه، يعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبي محمد: «الحج عرفة فمن جاء قبل صلاة الفجر من ليلة جمع فقد تم حجة.
متي يبدأ الوقوف بعرفات
وقت الوقوف بعرفة هو من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر اليوم التالي الذي هو أول أيام عيد الأضحى، ويصلي الحاج في عرفة صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين، ويستحب للحاج في يوم عرفة أن يكثر من الدعاء والتلبية وذلك لقول النبي محمد: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"، يبقى الحجاج في عرفة حتى غروب الشمس.
وإذا غربت الشمس ينفر الحجاج من عرفة إلى مزدلفة للمبيت بها، ويصلي بها الحاج صلاتي المغرب والعشاء جمع تأخير؛ بمعنى أن يؤخر صلاة المغرب حتى دخول وقت العشاء، ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والإذكار، ويجمع الحاج الحصى، ثم يقضي ليلته في مزدلفة حتى يصلي الفجر، بعد ذلك يتوجه الحاج إلى منى لرمي جمرة العقبة الكبرى.
يكون الوقوف في عرفة منذ ظهر يومه إلى غروب الشمس، وعدم مغادرة عرفة إلا بعد الغروب ولو بلحظة واحدة أي أن يجمع الحاج وقوفه بعرفة بين الليل والنهار وقال المالكية بأن الوقوف في عرفة يكون ليلا، أما الشافعية فقالوا بأنه يسن الجمع بين الليل والنهار في عرفة ولا يجب الجمع، ويجزئ الوقوف بعرفة في أي وقت من ظهر يومه إلى فجر يوم النحر.