وجهت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء المري كلمة للأباء والأمهات وافراد المجتمع، وذلك قبل قرارها بإحالة أوراق المتهم بقتل الطالبة نيرة اشرف إلى فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي بإعدامه.
وقالت المحكمة للأباء والأمهات "لا تُضيِّعوا من تَعُــولون، صَاحِبُوهم، ناقِـشُوهُم، غُوصُوا في تفكيرهم، لا تتركُوهُم لأوهامِهم، واغــرسُــوا فيهم القِـيَم.
وخاطبت المجتمع قائلة "يَا كُلَّ فِـئاتِ المُجتمعِ لابُـدَّ مِن وَقفَـة، يا كُلَّ مَن يَقْـدرُ على فِعلِ شَيءٍ هَلُمُوا، اعقدوا مَحكمةَ صُلحٍ كُبرَى بين قُـوَى الإنسانِ المُتابينةْ، لنُنَـمِّيَ فيهِ أجـملَ ما فيه ، أعيدُوا النَشءَ المُلتوي إلى حَظيرةِ الإنسانية.
علموهم أنَّ الحبَّ قَـرينُ السلامْ، قَـرينُ السَكينةِ والأمانْ، لا يَجتمعُ أبدًا بالقتلِ وسَفكِ الدماء، أنَّ الحبَّ ريحٌ من الجَنةِ، وليس وَهَجًأ من الجَحيم، لا تُشوهوا القُــدوةَ في مَعناها فـتَنحلَّ الأخلاقْ، عَظِمُوها تَنهضُ الأمَّة.
هكذا يكونُ التناولَ، بالتربيةِ، بالموعظةِ الحَسنَةِ، بالثقافةِ، بالفَـنِون، بمنهجٍ تكونُ الوَسَطَيةُ وسيلتَه، والتَسامُحُ صِفتَه، والـرُشدُ غايَتَه
ووجهت المحكمة كلمة للقاتل قائلة " جـئتَ بفعلٍ خَسيس هــزَّ أرضًا طيبةً أَسَرَت لويس. أَهــرَقتَ دَمًا طاهرًا بطعَـناتِ غَـدرٍ جَـريئة ذبَحتَ الإنسانيةَ كلها، يومَ أنْ ذبَحَتَ ضَحيةً بريئة.
وتابعت: "إنَّ مَثَـلَكَ كمَثلِ نَـبتٍ سامٍ في أرضٍ طيبة. كُلما عَاجَـلَـهُ القَطعُ قبلَ أن يَمتـدَ، كان خيرًا للناسِ وللأرضِ التي نَـبتَ فيها.
وأضافت المحكمة في كلمتها قائلة «دنيا مقبلة بزخارفها، وإنسان متكالب على مفاتنها.. مادية سيطرت، فاستلبت العقول وصار الإنسان آلة.. يقين غاب، وباطل بالزيف يحيا، وتفاهات بالجهر تتواتر.. وبيت غاب لسبب أو لآخر.. والمؤنسات الغاليات صرن في نظر الموتورين سلعة، والقوارير فواخير.. ونفس تدثرت برداء حب زائف مكذوب.. تأثرت بثقافة عصر اختلطت فيه المفاهيم.. الـرغبةُ صَارت حُبًا، والقتلُ لأجلهِ انتصارًا، والانتقامٌ شَجاعةً، والجُرأةَ على قِـيَم المُجتمع وفُحشِ القَـولِ والعلاقاتُ المُحـرَّمةُ، تُسمَّى حُـريةً مَكفولة، ومن هذا الرَّحم وُلدَ جَنينًا مُشوَهًا، ووَقُـودُ الأمَّةِ صارَ حَطبَها، وباتَ النشءُ قبل قرارها بإحالة أوراق المتهم بقتل الطالبة نيرة اشرف الي فضيلة المفتي لأخذ الرأي الشرعي بإعدام.. وجهت محكمة جنايات المنصورة برئاسة المستشار بهاء المري كلمة للأباء والأمهات وأفراد المجتمع.
ضَحيةَ قُــدوةٍ مُشوهة، وثقافاتٍ، مَسمُوعةٍ ومَرئيٍّةٍ ومقروءة، هذا هو حالُها، ومن فَــرْطِ شُــيوعــهِ، واعتباره من قبلِ كثيرين كشفًا لواقع، زُيِّـنَ لهم فَـرأَوهُ حَسنًا، فكان جُـرمِ اليوم له نِتاجَا، وأفَـَـتــذهبُ نَـفسُنا عليهم حسَـرات؟! إنَّ هذا الخَـللَ، إنْ لم نأخذ على أيدي المَوتورينَ ومُروِّجيهِ؛ استفحَـلَ ضَرَرُه، وعَـزَّ اتقاءُ شَـرِّه، واتسَع الـرَّتقُ على الـراتق»
وتابعت «يا محسوب علي بني الإنسان جئت بما لم يأت الوحش والطير والحيوان فقلب قُد من حديد، فكرت وقدرت، وسعيت وتدبرت، وأعددت سكيناً ماضياً في حدتها، وقتلت نفساً ذكية بغير حق، انتدبت بها مكاناً قصياً طعناً ونحراً، لقد جئت شئ أدا لقد أصبت الإنسانية في أعز مقدساتها، ثم قسي قلبك بعد ذلك فقتلت نفساً، ومن الذي طعنت ونحرت، زعمت أنك كنت تحبها، لم يكن ذاك حباً في الحجر الذي بين أُضلعيك ما الذي كان يجري في عروقك؟! لو كان دماً لما طعنت ونحرت إنسانة إدعيت كذباً حبك لها ألم تعود قبل جريمتك إلي صوابك؟ كلا لئن إلانسان مات في ذاتك فقد يكون في موتك بهذا القضاء عظة وعبرة.
وردع للناس خير من حياتك لجريمتك بحق المجتمع، إعمالاً لقوله تعالي (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِي ٱلۡقَتۡلَىۖ)، وقول الحق سبحانه وتعالي (وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ) رُفِعَت الأقلام وجَفَّت الصُحُف».