قال الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن جميع المواطن التي يكون فيها الإنسان في حالة إضرار وشدة وضيق تكون مواطن إجابة لدعائه لقوله تعالى {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}.
وأضاف "الورداني" خلال لقائه بالبث المباشر لصفحة دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال «هل الحامل لها دعوة مستجابة أثناء الولادة؟»، أن دعاء المرأة عند الولادة يكون من مواطن الإجابة التي ذكرها العلماء وإن لم يرد أشياء بخصوصها.
وأشار أمين الفتوى إلى أن: "المرأة وقت الولادة ترى الموت".
ورد في السنة النبوية أن المرأة التي تموت أثناء الولادة لها أجر شهيد، كما في قول النبي-صلى الله عليه وسلم- الذي روى عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «إِنَّ لِلْمَرْأَةِ فِي حَمْلِهَا إِلَى وَضْعِهَا إِلَى فِصَالِهَا مِنَ الأَجْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ هَلَكَتْ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ فَلَهَا أَجْرُ شَهِيدٍ».
وأوضح العلماء والمحدثين أن هذا الحديث ورد في مسند عبد بن حميد وكتاب العيال لابن أبي الدنيا وأحكام النساء لابن الجوزي عن ابن عمر مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حسن هذا الحديث بعض أهل العلم، مضيفين أن للمرأة أجرا كبيرا في تحملها مشاق الحمل والولادة والتربية فجعلها في مرتبة وأجر الشهيد، الذي يتخبَّط ويتمرَّغ في دمه؛ لأنها في هذا الوقت بتخدم النوع بتكثير المسلمين.
وأوضح العلماء والمحدثون في شرح هذا الحديث أن الذنوب التي تكفر بألم الولادة والوضع هي الصغائر وليست الكبائر على ما ذهب إليه الكثير من العلماء، لأن الذنوب الكبائر لا بد لها من توبة خاصة بها.
لم يرد بالمأثور عن النبي - صلّى الله عليه وسلّم- دعاء معيّن لتيسير الولادة؛ يمكن أن تدعو به الأم أو الأب أو غيرهما لتسهيل الولادة، إلا أن الدعاء بتيسير الولادة وتسهيلها، وللطفل بالصلاح وأن يقرّ عين أهله به ويحفظه ويجعله من الصالحين هو خير ما يقال لتيسير الولادة وتسهيلها.
1- « اللهم يا خالق النفس من النفس ويا مخرج النفس من النفس، ويا مخلص النفس من النفس يسر لي أمر ولادتي».
2- « اللهم إن ضرورتي قد حَفت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم يا حابس يد إبراهيم عن ذبح ابنه، يا رافع شأن يوسف على إخوته وأهله، يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اخرج أيها المولود بقدره الملك والمعبود يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم».
3- « قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممّن تشاء، وتعزّ من تشاء وتذلّ من تشاء، بيدك الخير إنّك على كل شيء قدير أغثني، أغثني، يا عزيز يا حميد، يا ذا العرش المجيد، اصرف عني شر كل جبار عنيد، اللهم إنك تعلم أني على إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا، ولا صاحبة ولا كفوًا أحد، فإن تُعذب فأنا عبدك، وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم».
4- « اللهم اجعل ولادتي بردًا وسلامًا علي وعلى جنيني، كما جعلت النار بردًا وسلامًا على سيدنا إبراهيم، يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد أخرجني من حلقة الضيق إلى أوسع الطريق بك أدفع ما يطاق وما لا يُطاق، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».
5- « اللهمّ أرنا من كرمك ورحمتك، وأخرج المولود سالمًا سليمًا عافيًا متعافًا، لا شر فيه ولا ضر، اللهم واجعله من عبادك الصالحين وجنّبه الشيطان، واجعله نصرة وذخرًا وخيرًا للإسلام والمسلمين».
6- « اللهم اكشف عني كل بلوى، يا عالِم كل خفية، يا صارف كل بليّة، أغثني، أدعوك دعاء من اشتدت به فاقته، وضعُفت قوته، وقلت حيلته، دعاء الغريق المضطر، اللهم ارحمني وأغثني، والطف بي، وتداركني بإغاثتك، اللهم بك ملاذي، اللهم أتوسل إليك باسمك الواحد، والفرد الصمد، وباسمك العظيم فرج عني ما أمسيت فيه، وأصبحت فيه، حتى لا يخامر خاطرات أوهامي غبار الخوف من غيرك، ولا يشغلني أثر الرجاء من سواك، أجرني، أجرني، أجرني، يا الله، اللهم يا كاشف الغم والهموم، ومفرج الكرب العظيم، ويامن إذا أراد شيئًا أن يقول له: كُن فيكون».