تستطلع دار الإفتاء المصرية مساء اليوم الإثنين هلال شهر ذي القعدة لعام 1443هـ، ومن خلال التقرير التالي نجيب على سؤال لماذا سمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم؟، وما ورد في دعاء الأشهر الحرم وأعمال ذو القعدة المستحبة.
ورد ذكر الأشهر الحرم هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» (التوبة: 36) وهذه الأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.
ومن خلال إعلان دار الإفتاء المصرية عن موعد دخول شهر ذو القعدة والذي من المقرر فلكياً أن يبدأ مع غروب شمس اليوم الاثنين، نستعرض فضل شهر ذو القعدة ودعائه وأحكامه وسبب تسميته بهذا الاسم باعتباره أحد الأشهر الحرم الأربعة المنصوص عليها.
وقد ورد تحديد الأشهر الحرم عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري .
سُمي ذو القعدة بهذا الاسم، لأن العرب تقعد فيه عن القتال لحرمته وتعظيمه، أي: أن سبب تسمية هذا الشهر بهذا الاسم هو أنه أحد الأشهر الذي اشتهر بها العرب بالقعود عن القتال أو الترحال وطلب الكلأ، لذا فإنه كان شهرًا هادئًا في الجزيرة العربية، لذا تمت تسميته بذي القعدة، وفي لسان العرب: تتوقف فيه عن الترحال وطلب الكلأ والميرة، وذو القَعدة بفتح القاف هو من القعود، ويجوز الكسر.
ورد من الأذكار التي تغفر الذنوب دعاء يقال عند الأذان حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ»، واختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد.
أعمال مستحبة في ذي القعدة، ذكر الإمام الطبري في "تفسيره" عن قتادة أنه قال: "إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئةً ووِزْرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حالٍ عظيمًا، ولكن الله يعظِّم من أمره ما شاء"، وروى عنه أيضًا قال: "إن الله اصطفى صَفَايا من خلقه؛ اصطفى من الملائكة رسُلًا، ومن الناس رسلًا، واصطفى من الكلام ذكرَه، واصطفى من الأرض المساجد، واصطفى من الشهور رمضانَ والأشهر الحرم، واصطفى من الأيام يوم الجمعة، واصطفى من الليالي ليلةَ القدر، فعظِّموا ما عظم الله، فإنما تعظم الأمور بما عظَّمها الله عند أهل الفهم وأهل العقل".
لماذا سمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم ؟.. سؤال يكثر البحث عنه كلما اقترب دخول شهر ذو القعدة كأول الأشهر الحرم، عن سؤال لماذا سمي شهر ذو القعدة بهذا الاسم؟ وكذلك دعاء دخول الأشهر الحرم.