تَسَحَّرُوا فَإِنَّ في السُّحُورِ بَركَةً، وجبة السحور في شهر رمضان من الوجبات التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك تعد الوجبة واحدة من العادات التي يجب على كل مسلم أن يحرص عليها خلال شهر رمضان المبارك، ففي هذا الشهر الكريم يجتهد العديد من العباد في طاعة الله ورسوله لاغتنام فضل وثواب هذا الشهر.
الله عز وجل والملائكة يصلون على المتسحرين
وأوضح الشيخ ياسر سلمي الداعية والباحث في التراث الديني، بركة وجبة السحور، في تصريح خاص لـ«الوطن»، مؤكدا أن هذه الوجبة فيها بركات دينية ودنيوية على العباد، لذا أوصى بها نبي الله الكريم، كما لفت إلى أن الله سبحانه وتعالى والملائكة يصلون على الإنسان المتسحر، مشيرا إلى الحديث الشريف، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السُّحُورُ أَكْلَةٌ بَرَكَةٌ فَلا تَدَعُوهُ وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جَرْعَةً مِنْ مَاءٍ فَإِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الْمُتَسَحِّرِينَ» (رواه الإمام أحمد).
ولوجبة السحور بركة دينية ودنيوية للشخص، وتأتي بركته الدينية في كونه يجعل العباد يدركون صلاة الفجر حاضرة، وبالحرص على وجبة السحور خلال شهر رمضان يتمكن العبد من الاعتياد على إدراك صلاة الفجر في موعدها، بحسب "سلمي".
السحور يمنح الإنسان نشاطًا أثناء النهار
أما عن بركة السحور الدنيوية، فتتمثل في كونها تمنح الإنسان نشاطًا وحيوية خلال فترة نهار رمضان، وتساعده على الإنتاج والتركيز، فقال سلمي: «وجبة السحور تساعد الإنسان المسلم على أن يحظى بصيام دون عطش أو جوع شديدين، كما أنها تمنحه الحيوية والنشاط أثناء النهار، فيكون رمضان شهر إنتاج وتعمير لا شهر خمول وكسل».
وأكد الباحث في التراث الإسلامي، أن وجبة السحور يستحب أن تكون في الثلث الأخير من الليل، موضحا أن كلمة سحور تأتي من السحر، أي الجزء الأخير من الليل، فيفضل أن يتم تأخير وجبة السحور إلى قبل الفجر بربع ساعة على سبيل المثال، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تزال امتي بخير ما أخروا السحور وعجلوا الفطور»، وبناء على هذا الحديث، فموعد وجبة السحور يكون في الثلث الأخير من الليل.