يملك الجميع الكثير من الذكريات التي لا ينساها في شهر رمضان وطقوسه وعاداته التي يحرص عليها ويقوم بتابعها فى أغلب الأحيان، كما أن البعض يحرص على أن يقضى أوقاته فى شهر رمضان مع مجموعة من الأصدقاء الذين يرتاح لهم وتجمعهم ميول وعادات واحدة.
ونجوم الزمن الجميل يحرصون على التواصل دائمًا بالاجتماع فى شهر رمضان، ويحملون للشهر الكريم العديد من الذكريات والمواقف التي حدثت لهم فى حياتهم ولا ينسوها ويتحدثون عنها كلما استرجعوا مشوار حياتهم.
وفى حوار نادر مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب تحدث عن بعض النوادر التى حدثت له فى شهر رمضان ومنها موقف حدث له فى باريس حيث صادف أن حل عليه شهر رمضان هناك، ونفدت نقوده وكان فى انتظار أن يصرف شيكا بحوزته.
وقال موسيقار الأجيال في حديثه : "أويت إلى فراشي وليس معى سوى 20 فرانكاً، وكان الجنيه المصرى وقتها يساوي مائتي فرانك، أى أننى لم أكن أملك سوى 10 قروش فى باريس، ولكنى كنت مطمئن أنني سأذهب في الصباح لصرف الشيك الذى معى، وأوصيت عامل الفندق أن يوقظني مبكرا حتى أستطيع صرف الشيك قبل موعد إغلاق البنك.
وأضاف عبدالوهاب في حديثه إلى أن عامل الفندق تأخر فى إيقاظه وبعد أن وصل للبنك وجده قد أغلق أبوابه.
وتابع قائلا:"كانت كارثة بالنسبة لي وأعتقد موقف قابلته فى حياتى، وخاصة مشكلة الأكل، وكيف سأفطر فى هذا اليوم من أيام رمضان، وأخذت أتجول في مقاهي باريس عسى أن أجد صديقاً أعرفه لأقترض منه مبلغاً من المال، ولكني لم أعثر على أحد"
وتحدث عن كيفية تعامله مع هذا الموقف قال موسيقار الأجيال:"أخذت طريقي إلى اتجاه جامع باريس حيث كان بجواره مطعم شرقى يملكه أحد المصريين وكنت أعرفه ويعرفنى، ولكن لم يكن صاحب المطعم موجودا، ورغم ذلك جلست على مائدة بعد أن اقترب موعد الإفطار وطلبت طعاماً كثيراً وأنا على ثقة أن صاحب المطعم سيصل ويحل مشكلتي"
ولكنه تأخر صاحب المطعم ولم يصل وظل محمد عبدالوهاب يتلكأ فى تناول الطعام حتى لفت انتباه جميع الحاضرين ، وعندما يأس من حضور صاحب المطعم نادى على كبير العمال بالمطعم وكان مصرياً، وشرح له موسيقار الأجيال المأزق الذى وقع فيها وقام بخلع ساعته ومعطفه وطلب منه أن يتركهما رهناً حتى يعود فى اليوم التالى بقيمة المستحق عليه من أموال.
وأشار محمد عبدالوهاب إلى أن العامل كان كريماً جداً ، وقال له إن حسابه مدفوع من أول لحظة دخل فيها المطعم ، بل وأخذ منه الشيك ودفع له قيمته حتى يستطيع أن يتحرك ومعه المال الذي يكفيه، على أن يصرفه فى اليوم التالى.
وقال موسيقار الأجيال :"شعرت بأنه نجدنى وأزال عن كل ما حملته من هموم، وبالفعل أخذت المال ودفعت بقشيش محترم لكل عمال المطعم"
وعن موقف أخر طريف حدث بين موسيقار الأجيال الفنان الكبير فريد الأطرش فى رمضان، حيث كان الأطرش دائما عنواناً للكرم بين زملائه، وكان بيته مفتوحا دائما لهم يقيم فيه الموائد وخاصة فى شهر رمضان.
وفى أحد الأعوام دعا فريد الأطرش عددا من زملائه للإفطار وكان بينهم محمد عبدالوهاب، وكان المشروب الوحيد فى السهرة هو مشروب قمر الدين، وكان من بين المدعوات فتاة جميلة تطوعت لتوزيع المشروب، وما إن وصلت الفتاة إلى موسيقار الأجيال لتقدم له المشروب حتى تعلقت عيناه بها وظل يراقبها بنظراته وهو يرشف كوب العصير، ومن شدة إعجابه بجمال الفتاة طلب كوباً آخر من العصير حتى تقف الفتاة أمامه مرة ثانية، فما كان من فريد الأطرش الذي كان يتابع الموقف من بعيد إلا أن ذهب لخادمه عبده وأوصاه بتقديم كوب العصير لعبدالوهاب.