كانت صدمة كبرى بالنسبة لي أن يطلب مني صديقي المثقف أن أبحث له عن طريقة مُثلى للانضمام إلى طابور (الطبالين والمنافقين) وضيوف كل الموائد.
قلت له : ماذا دهاك يا رجل لتطلب مني مثل هذا المطلب ؟ أم أنك أصبحت على يقين من انضمامي لتلك الطائفة المشؤومة ؟ ، قال صديقي "لا تسيء الظن بي يا صديقي فقط انتابني شعور بأن أهل الحل والعقد و(البهوات) الكبار يحبون هذا الاسلوب ويقربون مَن يبدع فيه وتساءل "ألم تلاحظ أن أهل الطبل والهيصة صوتهم جهوري يُسمع الصم بينما البقية الباقية ممن يفقهون حديثاً تراهم مهمشين بل يكاد أن يتخطفهم الطير على أساس أن كل مَن كان أهل اعتدال تحول في نظرهم لمعارض ولا يريد الخير لهذا الوطن العظيم أو لأهله الطيبين".
قلت لصديقي فاتك الكثير واسمح لي أن أتهمك بأنك تمتلك نظرة ضيقة للغاية ، فيا صديقي العزيز إن كنت تقصد الجهاز الإعلامي فهو فاشل بكل المقاييس ويعاني منه حتى ألي الأمر فهو بكل تأكيد لا يواكب التطور الإعلامي في العالم وليس مؤهلا للوقف في وجه الاعلام الموجه ضد الدولة المصرية ، ألا ترى أن مجموعة بسيطة من أصحاب مواقع "اليوتيوب " جعلوا من هؤلاء المحسوبون على الإعلام مادة مضحكة لتسلية العالم وكسب قوتهم من خلال تهكمهم على مثل هؤلاء فلا ترجوا من وراء هؤلاء إعلام منافس للسماوات المفتوحة طالما كان همهم الأوحد هو جلب النقود من خلال الإعلانات بغض النظر عن المادة المقدمة.
ثم مَن قال لك يا صديقي أن أُلي الأمر يقربون مثل هؤلاء ويُبعدون أُلي الفهم وأصحاب الصنعة الحقيقة للإعلام إذا افترضنا أن معظم من يتقدم المشهد ليسوا من أصحاب التخصص في الإعلام بل أن معظم مؤهلاتهم إما "الدم الخفيف" على قلب صاحب القناة، أو أنه يجيد التلميع لخبرته الطويلة من خلال عمله "ماسح أحذية"! !.
يا صديقي لا يغرك بزوغ مثل هؤلاء في وقت قياسي وتذكر معي أن "عشب الربيع" لا يحتاج إلا لأشهر بسيطة في فصل الربيع حتى ينبت ويزهر ويثمر ، ثم سرعان ما تأتي رياح الخماسين فتجعله كعصف مأكول ، أما يا صديقي الأشجار المثمرة فلا تعبأ بالريح العاتية لان جذورها ثابتة فكم من ربيع مر عليها وهي صامدة منتظرة الإثمار حتى لو قذفت بالصخور.
وتأكد يا صديقي أن ما يفعله هؤلاء من التواجد على جميع الموائد وركوب "الموجة" لا ينطلي على أهل الحل والعقد وأُلي الأمر، فقط يتركوهم لغرض معين عاملين بالمثل العربي القديم "تعوي الذئاب على مَن لا كلاب له"، فاطمئن يا صديقي فهم كما ذكرت لك كعشب الربيع سرعان ما ينتهي مفعولهم ولن يبقى بعد الربيع سوى الأشجار الثابتة.
أما أنت يا صديقي فكن كما أنت ناصحاً أميناً محباً لهذا الوطن في المقام الأول مبتغياً من ذلك رضا مالك الملك فإرضاء الناس يا صديقي غاية من الصعب الوصول إليها وتأكد أنك ستبقى كالشجرة المثمرة التي يأوي إليها كل من عصفت الرياح بعشبه الضعيف ليجد عندك الظل الظليل والثمار الناضجة التي تروي من عطش وتشبع الجوعان دمت يا صديقي بخير.