خيم الحزن على أهالى مدينة بسيون، بمحافظة الغربية، عقب وصولهم نبأ استشهاد نجلهم الرقيب عبد الرؤوف ابوزيد إثر عملية إرهابية غاشمة أثناء تأدية واجبه بمنطقة رفح فى شمال سيناء .
تواصلت " بلدنا اليوم " مع أسرة الشهيد عبد الرؤوف أبو زيد لمعرف كواليس استقبالهم للخبر الحزين، وقال ابراهيم منصور أبن عمه: أنه أول شخص تلقى خبر استشهاده فى اتصال هاتفي من أحد زملائه، وكلفه بابلاغ الأسرة، حينها شعر بمهة ثقيلة وعند ذهابه إليهم، فوجىء بوالدته تتصل هاتفيا بنجلها الشهيد لكى تطمأن عليه برغم سفره إلى موقع عمله قبلها بيومين، قائلة " أنا قلبى والكنى عليه "، ما زاد الأمر صعوبة عليه، حتى جائت اللحظة الحاسمة عندما حضر زميل للشهيد إلى المنزل لكى يتأكد من خبر استشهاده، حينها علمت والدته بالحقيقة وسقطت مغشيا عليها.
وتابع حديثه، أن أسرة الشهيد تبكى ليلا ونهارا وخاصة والدته التى تعيش بالمهدئات وتغيب عن الوعى من حين لأخر، حيث انهم لا يصدقوا حتى هذه اللحظة خبر استشهاده ، لافتا أن الشهيد كان يتمتع بسمعة طيبة وقريب من قلب أسرته وأصدقائه فلا يستطيع الخروج من المنزل بدون تقبيل رأس ويد والدته، أما زوجته فى حالة أنهيار طوال الوقت وتقول " ملحقش يشوف بنته "، مؤكدا أنه رزق بطفلة عمرها 9 شهور فقط بعد 5 سنوات زواج لم يحدث فيها الأنجاب، وشعر حينها بفرحة شديدة ولكن لم يمهله القدر بأن يرى طفلته البريئة " ايسل " سوى عدة مرات خلال إجازته.
وأكد إبراهيم منصور، أن الشهيد كان يخفى عن والده أنه يعمل فى سيناء بعد وفاة الأبن الأكبر وشقيق الشهيد منذ عام أثناء تأدية عمله، وقال له أنه تقدم بطلب لنقله إلى الأسكندرية حرصا على مشاعر والده، وذلك على غير الحقيقة، لإيمانه الشديد بالواجب الذى يقدمه من أجل خدمه وطنه، فى محاربة الإرهاب الغاشم، وعندما علم والده بخبر أستشهاده لم يصدق فى بداية الأمر، حتى انتشر الخبر على صفحات التواصل الأجتماعى، وانهار بالبكاء حزنا على فقد أثنين من أبنائه فى عام واحد وأصبح " البيت فاضى عليهم ".
كان قد تقدم الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، فجر اليوم، يرافقه الدكتور أحمد عطا نائب المحافظ، العقيد أيمن فكري المستشار العسكري، النائب سامح حبيب، الجنازة العسكرية للشهيد عبد الرؤوف أبو زيد منصور الذي استشهد أمس أثناء تأدية واجبه بمنطقة رفح بشمال سيناء.
وانطلقت مراسم الجنازة، من مسقط رأسه بمدينة بسيون حتى مثواه الأخير محمولاً على أعناق زملائه من أبناء القوات المسلحة وذويه، ملفوفاً بعلم مصر.. وردد المشيعون هتافات "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله".
وقدم الدكتور رحمي واجب العزاء لأسرة الشهيد، داعياً المولي عز وجل أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله الصبر والسلوان وأن يتغمده الله بواسع رحمته، مؤكدا أن الأعمال الإرهابية لن تؤثر على صلابة جنودنا، وأن مصر لا تنسى أبنائها الذين ضحوا بحياتهم من أجل استقرار ودعم مسيرة البناء والتنمية.
يذكر أن المتحدث العسكري للقوات المسلحة أعلن بالأمس عن استشهاد وإصابة 9 من الأبطال من ضمنهم الشهيد رقيب أول عبد الرؤوف أبو زيد منصور ابن مدينة بسيون وأحد أبطال الصاعقة المصرية.
شارك في الجنازة منى صالح رئيس مركز ومدينة بسيون، عادل داوود رئيس حي أول طنطا، محمود عيسى رئيس حي ثان طنطا، ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية.