مأساة حقيقية مؤلمة عاشتها شيماء "سيدة الإسكندرية" التي تعرضت للتعذيب والأذى من قبل زوجها هي وأولادها، بالضرب المبرح والتشويه وحلق شعرها زيرو، وإرغامها على التسول لإحضار له المال وشرب المخدرات.
وقرر قاضي المعارضات بمحكمة جنح محرم بك في الإسكندرية، تجديد حبس "محمد.ش"، 15 يومًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بتعذيب زوجته "شيماء.ال"، 36 عامًا، ربه منزل، بحلق شعرها، وإطفاء السجائر بجسدها، وإجبارها وأبنائهما على التسول، مع استمرار تحريات المباحث حول الواقعة، وتحريز الآلات المستخدمة في التعذيب، وذلك في القضية رقم 17903 لسنة 2021 جنح محرم بك.
وكانت نيابة محرم بك، قررت، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات؛ بعد أن استمعت إلى أقوال زوجته، وشهادة والدتها، وشاهد الإثبات في القضية "ضابط المباحث"، وذلك عقب تسلُم النيابة تقرير الطب الشرعي الخاص بتوقيع الكشف الطبي للمجني عليها، والذي أكد أن الجروح الموصوفة بجسد المجني عليها، جائز حدوثها تماشيًا مع روايتها.
وتوصلت تحقيقات النيابة إلى إدمان المتهم موادَّ مخدِّرة ومُسكِرات، واعتياده التعدي على المجني عليها وأبنائهما لإرغامهم على التسول منذ سنوات لتوفير ما يُدمنه، وعلى إثر خلاف بين الزوجين احتجزها المتهم بغرفةٍ، خلال عطلة عيد الأضحى المنقضي دون مأكل أو مشرب، سوى ما يُبقيها حيّة، وعذبها بصور مختلفة، حتى سمعت جارةٌ لها ما كان يصدر من المتهم من سباب وتعدٍّ، واستغاث بها طفلٌ لنجدة والدته، فأبلغت الشرطة.
تلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء محمود أبوعمرة، إخطارًا من مأمور قسم شرطة محرم بك، يفيد ورود بلاغًا للشرطة من سيدة حول حبس وتعذيب نجلتها على يد زوجها، فانتقل ضباط وحدة البحث الجنائي إلى موقع البلاغ، وتمكنوا من تحرير المجني عليها من الغرفة التي كانت محتجزة بها داخل مسكن الزوجية، الكائن في شارع الصفا والمروة، منطقة عزبة الصبحية، دائرة قسم شرطة محرم بك.
وذكرت المجني عليها في تحقيقات النيابة، أن زوجها كان يضربها هي وأولادهما الـ5، لإجبارهم على التسول من أجل شراء "السجائر، والمخدرات، والخمور"، الذي اعتاد على تناولها، قائلة: "أنا خريجة معهد فني، لكن كنت مجبرة مع أولادي على التسول؛ عشان نوفر فلوس لشراء متطلباته؛ بعد تهديدنا بالقتل"، حيث باع السيارة الأجرة "التاكسي"، وشقة الزوجية اللذان كان يمتلكانهما، ثم انتقل بهم للعيش في شقة مستأجرة "قانون جديد".
وأضافت، الزوجة أنها ارتبطت بالمتهم منذ 15 عامًا، بعد انفصالها عن زوجها الأول "الذي أنجبت منه طفل" وكانت تساير أمورها لتربية أبنائها، لكن أخر 5 أعوام أدمن "المخدرات، والكحوليات"، وبدأ في اهانتها، بدءًا بالضرب بالأيدي، ثم التعدي عليها بالأسلحة البيضاء، والآلات الحادة "شومة"، وأحدث جروحًا بجسدها، وتطورت الأمور عقب عيد الأضحى الماضي إلى حلق شعر رأسها "زيرو"، ولم يكتفي بذلك بل جردها من ملابسها وضربها، وتبول على وجهها.
وبإخطار الشرطة، وضبط المتهم ومواجهته، أقرَّ باعتدائه على زوجته بعصا خشبية، وحلقه شعرها، وتعاطيه المخدرات، والمسكرات أثناء هذا التعدي، منكرًا احتجازها أو استغلالها وأبنائهما في التسول بالعنف والتهديد، فتم تحرير محضر بالواقعة، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ حيث تباشر التحقيق.