صينية الفتة أحد أهم العادات المرتبطة بمناسبة عيد الأضحى، بمختلف الشعوب العربية، وتعتبر الفتّة من الأكلات الشرقية الشهيرة، ولا تكاد تخلو مائدة مصرية منها بشكل خاص خلال أيام عيد الأضحى، إذ تلتف الأسر في مشهد احتفالي متوارث حول هذا الصنف وأطباق اللحوم المختلفة في الغذاء، فيما يتناولها البعض على الإفطار بعد صلاة العيد مباشرة.
وبعد للفتة مذاق مميز عن باقي الأطعمة الأخرى، وينصح خبراء التغذية بتناول صحي وآمن لهذه الوجبة، خاصة مع كم السعرات الحرارية الكبير التي تحتويها، ولكن بكميات معقولة، وأوقات معنية.
يقول أخصائي التغذية العلاجية المصري الدكتور هاني أبو النجا يقول عبر سكاي نيوز عربية، إن النصيحة الأولى دائما تتعلق بعدم الإفراط في تناول أي وجبة أيا كانت، لا سيما في المناسبات ومن بينها عيد الأضحى "على اعتبار أن الكثيرين يعشقون الأكل، ويجدون في المناسبات، خاصة عيد الأضحى المعروف بعيد اللحوم، فرصة ومبررا لتناول الطعام من دون ضوابط أو معايير".
ويضيف أبو النجا: "اعتماد برنامج غذائي صحي لا يمنع من تناول اللحوم. يمكن لأي شخص تناول اللحوم مع الفتّة لكن بالقدر المناسب لجسمه"، مشيرا إلى أن "الفتة تحتوي على الدهون والنشويات. وجود النشويات يقلل من امتصاص الدهون حيث يأخذ الجسم طاقته من النشويات بصفة أساسية، بالتالي أي كمية من الدهون ستخزن بالجسم، وهو ما يسبب زيادة الوزن بشكل لافت بعد أيام العيد".
ويتابع أخصائي التغذية العلاجية: "لهذا السبب نجد أن غالبية الناس يخرجون من عيد الأضحى بوزن زائد من كيلو إلى 3، أي أن هناك نحو 25 ألف سعر حراري زائد في الجسم خلال 3 أو 4 أيام فقط، بخلاف السعرات التي استفاد منها الجسم".
ويوضح أن الكمية المناسبة من الفتّة تعتمد على وزن الجسم، والوصول لحالة الشبع، مضيفا: "ليس هناك أي مبرر لتناول كميات زائدة من الفتّة أو أي وجبة أخرى في حالة الشبع".
ويستطرد الطبيب المصري: "إذا كان الشخص وزنه 60 كيلو فأقل يمكنه تناول 4 ملاعق من الفتّة، بينما لو كان 80 كيلو فيحتاج 6 ملاعق، و100 كيلو يحتاج 8 ملاعق في المتوسط، من أجل الحصول على القيمة الغذائية التي تجعله يصل إلى الشبع"، ذلك بالإضافة إلى اللحوم التي يقول إنها لا يجب أن تزيد على 150 غراما.
ويشير أبو النجا إلى أن "الإفراط في تناول اللحوم يؤدي إلى ارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وانسداد الشرايين، والتعرض لجلطات مع ارتفاع ضغط الدم".
أما أفضل وقت لتناول الفتّة خلال أيام العيد وفق أخصائي التغذية العلاجية، فهي فترة الصباح حيث إنها أعلى فترة تمثيل غذائي للجسم، وتحديدا من الفجر وحتى الظهر.
ويضيف: "بعدها تتراجع معدلات التمثيل تدريجيا على مدار اليوم وبالتالي ينصح بتناولها مبكرا قدر الإمكان، فإن لم يكن في الإفطار ففي الغداء، ويجب عدم تناولها في العشاء".