قال الشيخ الدكتور أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي خلال خطبة الجمعة اليوم، من المسجد النبوي، اعلم أن اللسان المطلق والقلب المطبق علامة الشقاوة، واجعل الهمة في الروح، والهزيمة في النفس، والموت في البدن.
وأوضح الشيخ "بن حميد"، أن الأجساد إما قفص للطيور أو اصطبل للدواب، فإن كنت من الطيور العلوية تطير صاعدًا حتى ترجع إلى ربك إلى أن تقعد في أعالى بروج الجنان، لقوله تعالى: "يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ".
وأضاف أنه إذا كنت من الدواب فلا تأمن من انتقالك من زاوية الدار إلى هاوية النار، مستشهدًا بما قال تعالى: "وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ " الآية 179 من سورة الأعراف.
وأوصى ، قائلًا: واعمل لدنياك بقدر مقامك فيها، واعمل لآخرتك بقدر بقائك فيها، واعمل لله بقدر حاجتك إليه، واعمل للنار بقدر صبرك عليها، فلن تحيي قلبك بأنوار المعرفة حتى تقتل نفسك بصدق المجاهدة، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم والمجاهد من جاهد نفسة في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب ".
واستشهد بقوله تعالى: "وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " الآية 105 من سورة التوبة.
ناصحًا: فعش ما شئت – عبدالله – فانك ميت، وأحبب من شئت فانك مفارقه، وأعمل ما شئت فانك مجزي به.
واستطرد: ولا تحصل من العلم والعمل ما يضيع العمر، فما تصنع بغير الله وأنت محفوف بخير الله سبحانه وتعالى، واعلم بأن العلم بلا عمل جنون، وأن العمل بلا علم لا يكون، وعلم لا يبعدك اليوم عن المعاصي، ولا يحملك على الطاعة، لن يبعدك غدا عن النار.