لم تكن يعلم أحد في منزل السيدة فاتن طاهر، يعرف أن الاختيار سيقع عليها لتكون الأم المثالية في محافظة بني سويف لكن من شدة حب الأبناء إليها قرروا منذ شهرأن يعدوا قصة كفاحها وإرسالها لوزارة التضامن الاجتماعي، ويسطرون كلام من ذهب عن حياتها.
توفى زوج فاتن إثر أزمة قلبية وكان يعمل ضابط شرطة، تاركا الابنة الكبرى 6شهوروالإبن الثاني جنين في بطن أمه في عمر شهر فقط، ومعاش بسيط قدره 120 جنيها، سعت دائما لمنحهم كافة سبل الراحة وطريقة التربية الصحيحة، وفقا لما ذكروه الأبناء في ورقة السيرة الذاتية الخاصة بوالدتهم.
قامت الأم بشراء ماكينة لحياكة الملابس لزيادة الدخل، حتى سقط المنزل على ساكنيه برحيل الأب، فبعد حوالي عامين من وفاة الزوج فوجئت الأم بمطالبة عم الولاد بتكلفة بناء الشقة التي تسكنها وأن تتركها علما بأن المنزل ملك الجد والأولاد، ولم يكتف الأمر عند ذلك بل قام العم برفع دعوى للمحكمة والمطالبة بمبلغ 15 ألف جنيه، وبعد 7 سنوات في المحاكم تم الحكم على الأم بسداد ثمن الشقة.
تحولت الأم سريعا إلى "وتد البيت" وحتى لاتكون مقصرة في حق أولادها قامت برفع دعوى قضائية للمطالبة بميراث أبنائها، وبعد مرور 26 عانا من إرهاق ومشقة تم حصولها على الميراث.
وضمت الأم الأبناء بين جناحيها حتى تفوقوا في دراستهم في جميع المراحل التعليمية فتخرجت الابنة الكبرى وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف وتم تعيينها معيدة بكلية الطب والجراحة ثم مدرس مساعد قسم أنف وأذن وحنجرة، كما حصل الابن الأصغرعلى بكالوريوس طب الأسنان بتقدير جيد جدا، والتحق بالعمل بوزارة الصحة.