هل تغلق الحضانات في مصر مرة أخرى؟.. التضامن تجيب

تخشى الأمهات خلال الأيام الجارية صدور قرار يعلق كافة الأنشطة المتعلقة بالحضانات فى كافة محافظات الجمهورية، تزامنا مع القرار الذى أصدرته الحكومة بشأن مد إجازة نصف العام الدراسي الأول، ومع الإجراءات الاحترازية التى أقرها مجلس الوزراء لتفادي انتشار فيروس كورونا المستجد، والتي أدت إلى غلق كامل لكافة الحضانات من مرحلة الرضاعة حتى مرحلة التعليم قبل المدرسى، خلال شهر مارس من العام الماضي.

دور الحضانات

وترجع أهمية الحضانات بكونها تساعد في تحديد الملامح الرئيسية لشخصية الطفل، فضلا عن تحقيقها أهداف خاصة تلبي احتياجات الأم والصالح العام، حيث تستطيع الأم أن تجد الوقت الكافي لنفسها الأمر الذي سيزيد من قدرتها على ممارسة الأعباء اليومية بشكل أفضل إذا كانت الأم عاملة، والإطمئنان على الطفل.

خسائر فادحة

وأصابت فترة الغلق الأولى قطاع الحضانات بأكمله بخسائر كبيرة تمثلت فى عدم وجود سيولة مادية لبعض أصحاب الحضانات تمكنهم من دفع رواتب العاملين وخاصة المدرسين والإداريين والعاملين، ما تسبب فى فقدان العديد منهم لوظائفه، فضلا عن عدم قدرة أصحاب الحضانات تسديد فواتير المياه والكهرباء والغاز، واضطرت بعض الحضانات لغلق المشروع بأكمله وتصفية المكان، الأمر الذي على غراره تم التواصل مع محمود شعبان، مدير عام الأسرة والطفولة في وزارة التضامن الاجتماعي، لمعرفة وضع الحضانات خلال الفترة المقبلة، وهل هناك تداعيات ومؤشرات لإعادة الغلق مرة أخرى.

الحضانات المخالفة

يقول مدير عام الأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي، إن نسبة الحضانات التي تعمل حتى الآن منذ الموجة الأولى لفيروس كورونا المستجد بلغت 6800 حضانة فقط من إجمالي 15ألف حضانة مسجلة رسميًا، مؤكدا أن العودة متاحة للجميع ولكن مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وأن استخراج تصريحات التشغيل يتاح على الفور للحضانات الملتزمة بالشروط، أما المخالفة فيتم غلقها على الفور لمدة أسبوع، وحال رغبة صاحب الحضانة عودة العمل لابد من تطبيق الإجراءات الاحترازية الوقائية وإكمال جميع النواقص لديهم.

وتابع: يقوم صاحب الحضانة بتقديم طلب أنه طبق كافة الإجراءات الاحترازية في الحضانة الخاصة به، وبعدها بيومين يتم نزول لجنة بشكل مفاجيء من الوزارة لتقييم الوضع والتأكد من تطبيق هذه الإجراءات الاحترازية، وحال الالتزام يتم إعطاء التصريح بفتح الحضانة، ثم تستمر المتابعة والزيارات المفاجئة لها، مضيفا أن من أهم تلك الإجراءات ضرورة عمل دم تحليل لجميع العاملين، ووجود كاشف حراري وغرفة عزل داخلية" .

غلق الحضانات

وبسؤاله عن غلق الحضانات خلال الفترة القادمة، قال "شعبان"، إن كلمة الإغلاق سلاح ذو حدين، ونحن بوزارة التضامن الاجتماعي ندرك تماما أهمية مرحلة الطفولة المبكرة، ودور المرأة المصرية لنزول سوق العمل، فجاءت الحضانات لسد فجوة الاحتياج للتوسع فى تقديم هذه الخدمة الحيوية، بالإضافة إلى أن عملية العرض والطلب هي التي تحكم استمرارية عمل الحضانات، موضحا لا إغلاق للحضانات خلال الفترة القادمة.

زيادة إصابات كورونا

وعن موقف الحضانات حال زيادة أعداد الإصابات بكورونا، أكد مدير عام الأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي،

إذا تعددت الإصابات وارتفعت سيتم اتخاذ إجراءات تدريجية بتقليل نسبة السعة والإشغال، ووضع إجراءات احترازية مشددة،

وتطبيق المسافات المتباعدة بين الأولاد بحيث لا يزيد عدد الأطفال في الفصل الواحد عن 5 أفراد فقط.

ولفت "شعبان" إلى أن وزارة التضامن الاجتماعي، تكثف خلال الفترة الحالية حملات المفاجئة على الحضانات لمراقبة الأوضاع ومدى التزامهم بالإجراءات الاحترازية، فضلا عن وجود متابعة مستمرة من قبل الوزارة والمديريات، حيث تقوم المديريات بعرض تقريرها بنهاية كل أسبوع مدرج فيه وضع كل الحضانة وعدد الأولاد ونسب الإشغال، قائلا: هدفنا أن تستمر الحضانات في العمل ولن نرغب في غلقها منعًا للبطالة".

واستطرد: "خلال الموجة الثانية لفيروس كورونا، لم تسجل الحضانات إصابات، لعدة أسباب منها طبيعة المرحلة العمرية التي تبدأ من الولادة حتى 4 سنوات، والمتابعة المستمرة والالتزام بالإجراءات"، وهذا مؤشر جيد وضمانة أخرى لعدم غلق الحضانات مرة أخرى.

تراخيص مؤقتة

في منتصف شهر أكتوبر العام الماضي، وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بمنح تراخيص مؤقتة لجميع حضانات الأطفال غير المرخصة علي مستوي الجمهورية، حتى يتم تسوية أوضاعها، ويبلغ عددها 10 آلاف حضانة.

يقول مدير عام الأسرة والطفولة بوزارة التضامن الاجتماعي، هناك لجنة وطنية برئاسة التضامن الاجتماعي وعدد من الوزارات المعنية والتي تشمل الصحة، الإسكان، الداخلية، تعقد اجتماعات متتالية لتنفيذ تعليمات الرئيس، مشيرا إلى أنه في غضون شهر سيتم انتهاء اللجنة من أعمالها، فهناك آليات جديدة للتراخيص المؤقتة.

ومن جانبه، كشفت الدكتورة نيفين القباج عن خطة وزيرة التضامن الاجتماعي، والتي تتضمن تفعيل اللجنة القومية التي تم تشكيلها ومراجعة اللائحة المُنظِمة لعمل الحضانات، وتطوير قاعدة بيانات متكاملة وشاملة عن الحضانات الخاصة والأهلية غير المرخصة من خلال حصر الحضانات ميدانياً، فضلا عن ميكنة المنظومة بالكامل، بالإضافة إلي تصنيف كفاءة عمل الحضانات طبقاً لمعايير الجودة، ومدى كفايتها قياساً بعدد الأطفال في الفئة العمرية ذات الصلة.

وتابعت: تتضمن الخطة أيضا توفير متطلبات التأمين والدفاع المدني، كما سيتم تنظيم حوافز ضريبية تصاعدية وأسعار امتيازية في الكهرباء والغاز والمياه لحضانات المناطق الفقيرة والنائية.

زيارات مفاجئة

قالت أمل الخولي، مُعلمة بأحد حضانات منطقة دار السلام، هناك زيارات مفاجئة من قبل مديريات التضامن الاجتماعي، و الحضانة ملتزمة بجميع الإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها وزارة التضامن الاجتماعي للحضانات، حفاظا على صحة الأطفال ومنعا من غلق الحضانة الذي يفتح باب الرزق للسيدات، ويزيح الهموم عن السيدات العاملات.

وعن التزامها بقياس درجة حرارة الأطفال، قالت المعلمة: خلال تواجد الأطفال في الحضانة نلتزم بقياس درجة حرارة الأطفال 3 مرات، مشيرة إلى أن الأمهات خلال فترة كورونا أصبح لديهم وعي تام بخطورة الوضع الوبائي، وفي حال ظهور أي أعراض لنزلات البرد يتم العرض على الطبيب، ولن يعود الطفل للحضانة مرة أخرى، إلا من خلال شهادة طبية تثبت خلوه من أعراض كورونا".

بينما يقول على السيد، رئيس مجلس إدارة حضانة طيور الجنة بالمعادي، منذ وضع وزارة التضامن الاجتماعي الآليات التي من خلالها منع الإصابة بفيروس كورونا، تقوم مديريات التضامن الاجتماعي بزيارتنا والإطلاع على جميع الإجراءات، كما يقوم المعلمون باصطحاب الأطفال من أبواب الحضانة وعدم السماح لأولياء الأمور بدخولهم داخل الحضانة.

وتابع: كل طفل لابد أن تكون معه جميع المواد التطهيرية، ولابد أن تكون الحقيبة جلدية"، وبسؤاله عن ظهور حالات إصابة بفيروس كورونا بين الأطفال في الحضانة، أكد حتى تلك اللحظة لم يظهر على الأطفال أي أعراض سوى نزلات برد خفيفة، وعلى الفور يتم عزله داخل الغرفة المخصصة لذلك حتى مجيء ولي الأمر، والكشف عند الطبيب".

إحصائية الجهاز المركزي

وفقا بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء لعام 2019 أن عدد الأطفال «أقل من 18 سنة» بلغ 38.8 مليون طفل «20.1 مليون ذكر بنسبة 51.8%، و18.7 مليون طفلة بنسبة 48.2%»، ويمثل هذا العدد 39.3% من إجمالى السكان وأن 32.9% من الأطفال فى الفئة العمرية «حتى 4 سنوات»).

وبلغ عدد الحضانات المرخصة وفق بيانات التضامن الاجتماعى للفئة العمرية من «0-4 سنوات»، 14 ألفا و272 حضانة، ورغم ذلك بلغ عدد الأطفال المسجلين بدور الحضانات 847 ألفا و423 طفلا، كما بلغ عدد الأطفال الملتحقين برياض الأطفال التابعة لوزارة التربية والتعليم فى الفئة العمرية من «4- 6 سنوات»، مليونا و359 ألفا و238 طفلا بنسبة تغطية تقدر الفجوة بنحو 91% من إجمالى عدد الأطفال فى هذه المرحلة العمرية إضافة إلى أن معدل الالتحاق الصافى فى التعليم الابتدائى 92% من إجمالى عدد الاطفال فى سن 6 سنوات.