أحالت الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات كفر الشيخ اليوم الإثنين، برئاسة المستشار حسام محمد صالح، رئيس المحكمة، والدائرة، وعضوية المستشارين، محمد السيد عبده، وعصام خليفة، وبحضور المستشار أحمد أبو حسين، مدير نيابة مركز بيلا، أوراق المتهمين بقتل الطفل عبد الرحمن عقب اختطافه، إلى فضيلة مفتي الجمهورية؛ لإبداء الرأي الشرعي في الحكم بإعدامهما، وتحديد جلسة اليوم الثالث من دور مايو للنطق بالحكم.
تعود أحداث الواقعة إلى نهاية شهر أكتوبر الماضي، عندما تلقى اللواء خالد العزب، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن كفر الشيخ، إخطارًا بورود بلاغ من، "عزة عثمان"، ربة منزل، بغياب نجلها "عبد الرحمن فاروق" 11 سنة، طالب بالصف السادس الابتدائي، أثناء خروجه لتلقي درسًا خصوصيًا ولم يعد، وبالاستعلام من مدرسه تبين عدم حضوره لتلقي الدرس، وفي وقت لاحق، ورد إلى والدة الطفل المجني عليه، اتصالًا هاتفيًا من مجهول بوجود الطفل المخطوف لديه وطلب فدية 500 ألف جنيه مقابل إعادته مرة أخرى.
وشكل اللواء إيهاب عطية، مدير المباحث الجنائية بكفر الشيخ، فريق بحث جنائي بقيادة العميد ياسر عبد الرحيم، رئيس المباحث الجنائية، ضم كلًا من، العقيد هيثم عبد المقصود، رئيس فرع البحث الجنائي بالحامول، والرائد أحمد قطاطو، رئيس مباحث مركز بيلا، والرائد ضياء راشد، رئيس مباحث بندر بيلا؛ لكشف غموض الواقعة.
توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة" أحمد .م.ز" 29 سنة "، مقيم بالعزبة الحمراء التابعة لمركز نبروه بمحافظة الدقهلية، وسبق اتهامه في قضية جنايات "سرقة بالإكراه"، وتوكل. ز.ع 48 سنة ، عم المتهم الأول، سبق اتهامه في قضيتي سرقة وسائل نقل وضرب، مقيم بذات العنوان.
عقب تقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة، توجهت مأمورية تابعة لمديرية أمن كفر الشيخ، بالتنسيق والاشتراك مع مأمورية من مديرية أمن الدقهلية، وتم ضبط المتهمين.
وبمواجهة المتهم الأول، أقر بارتكابه الواقعة بمشاركة المتهم الثاني الهارب، مشيرًا إلى أنه تعرف علي الطفل- المجني عليه - في مكان للصيد بالقرب من الهاويس ، وعلم منه أن والده ميسور الحال نظرًا لعمله بالسعودية منذ مدة طويلة ، وقيامه مؤخرًا بشراء شقة بمصيف بلطيم، وأنه اتفق معه عمه -المتهم الثاني الهارب - علي اختطاف الطفل لطلب فدية من والده ميسور الحال .
وتبين من اعترافات المتهم الأول أيضًا ، أنهما أتفق مع المجني عليه ، علي التوجه للصيد في نفس المكان ، وبالفعل تقابل معهما " المجني عليه " ، وقاما باقتياده عنوة داخل التوك التوك الخاص بالمتهم الأول ، وتوجها لقرية دقميرة ، دائرة مركز شرطة طلخا، بمحافظة الدقهلية ، بعيدًا عن اعين المارة ، وقاما بالاتصال بوالدته ، لطلب فدية نصف مليون جنيه .
وكشفت أقوال المتهم الأول، أنه عقب الانتهاء من المكالمة مع والدة الطفل المجني عليه ، قاما بتقييده من يديه وقدميه وفمه ، وإلقائه في مجري مائي تابع لقرية دقميره مركز طلخا، وانتظرا حتى تأكدا من عدم استطاعته السباحة، وأنه لفظ أنفاسه الأخيرة، وفارق الحياة.
وفي صبيحة اليوم التالي، اتصل والد المتغيب بهما هاتفيا على رقم التفاوض، وطلب منه المتهمان سرعة تجهيز المبلغ المالي، ثم قاما بتغيير معالم التوك التوك، بإزالة الملصقات والعلامات المميزة الموجودة على التوك توك الخاص بالمتهم والذي استخدم في ارتكاب الواقعة.
وألقت المباحث القبض على المتهمين، وقررت النيابة العامة، حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات، وجرى تجديد حبس المتهمين عقب ذلك، إلى أن أحالهما المستشار أشرف ربيع، المحامي العام الأول لنيابات كفر الشيخ الكلية، محبوسين إلى محكمة الجنايات التي أصدرت قرارها المتقدم.
وطالب الدكتور عبد الحليم غزال، وسامح سمير، المحاميان، خلال مرافعتهما القانونية، أمام هيئة المحكمة، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين، بقتل الطفل عبد الرحمن فاروق؛ ليكونا عبرة لغيرهما نظرًا لبشاعة هذه الجريمة.