محافظة أسوان عروس الجنوب والتى تتفرد بالعديد من المشروعات الصناعية العملاقة منذ القدم لتكون بحق عاصمة للشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية.
ونلقي الضوء على أحد هذه المشروعات وهو مصنع سكر كوم أمبو والذى تم إنشاؤه في عام 1912 ليكون من أكبر مصانع مصر فى إنتاج السكر من القصب حيث يصل إنتاجه فى الموسم الواحد لنحو 200 ألف طن، وهو ما يمثل نسبة 25% من إنتاج مصانع شركة السكر للصناعات التكاملية على مستوى الجمهورية، فى حين تبلغ الطاقة الإجمالية للمصنع من القصب المعصور نحو مليونى طن سنويًا من إجمالى 8 ملايين طن على مستوى الجمهورية أيضًا.
ويقع المصنع على مساحة 75 فدانًا وسط مدينة كوم أمبو، كما يضم المصنع نحو 2000 عاملًا، كما ساهم إنشاؤه فى خلق عمران مدينة كوم أمبو بعد أن التحق بالعمل فيه العديد من العاملين ليحقق بذلك فتح باب رزق لهم وتوفير حياة كريمة لأسرهم .
ويعتمد المصنع على إستقبال محصول قصب السكر عبر جرارات القصب بنسبة 80 %، فيما يعتمد المصنع على توريد محصول القصب بواسطة القاطرات سواء قطارات السكة حديد أو قطارات الديكوفيل بنسبة 20 %.
ولهذا يعمل المصنع على مدار 6 أشهر متصلة بدون توقف، بداية من شهر ديسمبر وحتى نهاية شهر مايو من كل عام، وينتج المصنع بجانب السكر منتجات عديدة منها العسل الأسود والمازوت والخشب الحبيبى ويضم مخزن مخلفات القصب "مصاصات القصب" أو "الباجاس" ويطلق عليه اسم "المنشر"حيث يستخدم هذا المنشر فى تجفيف مصاصات القصب قبل تحويلها إلى مصنع الخشب، ويتكون هذا المنشر من مجموعة "بارجات" و"البرجة" الواحدة تسع لنحو 100 طن من خلفات القصب، لأنه يكون مبتل فى البداية، ثم ينقص الوزن بعدما يجف ليصل لنحو 30 أو 40 طنًا، ثم يحمل مرة أخرى لمصنع الخشب.
فيما يجري حاليًا داخل هذه القلعة الصناعية تنفيذ أعمال موسم إنتاج السكر والذى يستمر حتى منتصف شهر مايو القادم حيث بعمل المصنع لمدة 24 ساعة يوميًا ولمدة 140 يومًا متواصلة دون توقف حيث شهد هذا المصنع العريق ضمن خطة تطويره البدء فى إنشاء مرجل جديد بطاقة 120 طنا فى الساعة وبتكلفة قدرها 120 مليون جنيه ، ومن المنتظر أن يستغرق العمل فى هذا المرجل الجديد حوالى 3 سنوات يتم خلالها استبدال 6 مراجل صغيرة وقديمة بالمصنع بطاقة 20 طنا لكل مرجل منهم.
وكان الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الخارجية قد أكد خلال زيارته لهذه القلعة الصناعية فى 2019 على أن الحكومة تدعم الصناعات الوطنية ومنها سكر القصب فى ظل التنافس العالمي، وضرورة الاهتمام بجودة الصناعة ورفع مستوى الأداء فى الإنتاج.
وأشار الوزير إلى أن الحفاظ على الصناعة الوطنية أمر ضروري ويتطلب رفع مستوى الأداء فى الإنتاج، والحفاظ على قيمته، وتعيين مشرفين من المصانع للمزارع، بجانب تحسين وسائل النقل.
و يستقبل المصنع يوميًا 1400 جرار زراعى بمقطورة لنقل محصول قصب السكر من أراضى المزارعين إلى داخل المصنع، بمعدل إنتاج نحو 15 ألف طن يوميًا.