قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن شراء شجرة الكريسماس جائز، كون صناعة شجرة الكريسماس وتداولها هو نوع من الثقافة التى تؤخذ بالعرف، كما أن الاحتفال بمولد المسيح عيسى -عليه السلام- مشروع، خاصة أن الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- كان يفرح بالأنبياء -عليهم السلام.
وأضاف مفتي الجمهورية السابق، في فتوى له، أن التشبه المنهى عنه فى حديث من تشبه بقوم فهو منهم، هو التشبه الذى يحدث اللبس، فإن لم يحدث اللبس فخلق الله أمة واحدة، حيث إن هناك أمة الدعوة وهم جميع العالم، وأمة الإجابة وهم المسلمون.
وأكد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أن القول بعدم مشروعية الاحتفال بالسيد المسيح عيسى عليه السلام- يخالف الإسلام، ومن يقولون بعدم تهنئة المسيحيين بعيد الميلاد يشوهون الدين، ويحاولون أن يقولوا إن الدين ضد الحياة مع أنه جزء من الحياة.
وقالت دار الإفتاء المصرية، إن احتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح أمرٌ مشروعٌ لا حرمة فيه؛ لأنه تعبيرٌ عن الفرح به، كما أن فيه تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القائل في حقه «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ» رواه البخاري.
وأوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: هل يجوز احتفال المسلمين مع المسيحيين وتهنئتهم في رأس السنة الميلادية أن المسلمين يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورًا ورحمة، فإنها من أكبر نِعم الله تعالى على البشر.
وأضافت أن الأيام التي وُلِدَ فيها الأنبياء والرسل أيامُ سلام على العالمين، وأشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: «وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 15]، وقال عن سيدنا عيسى: «وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا» [مريم: 33]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ» [الصافات: 79]، وقال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ» [الصافات: 109]، ثم قال تعالى: «سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ» [الصافات: 120]، إلى أن قال تعالى: «وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ» [الصافات: 181-182].