ما هو القرين وكيف يمكن علاج وسوسته؟

الاربعاء 30 ديسمبر 2020 | 10:37 صباحاً
كتب : بلدنا اليوم

ما هو القرين وعلاج وسوسته؟ القرين هو الشّيء الّذي يلازم الإنسان أينما كان، في حلّه وترحاله، وهو معلّقٌ به، وتكمن وظيفته الحقيقيّة بالإيحاء إلى الإنسان ولبسه، ويعدّ حديث النّفس من فعل القرين، فمن منّا لا تحدّثه نفسه؛ فقال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: «ما منكم من أحدٍ إلّا وقد وُكّل به قرينه من الجنّ وقرينه من الملائكة!!، قالوا : وإيّاك يا رسول الله؟ قال: وإيّاي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلّا بخير».

وعرّف البعض القرين بأنّه شيطانٌ مسلّط على الإنسان بإذن الله -عزّ وجل- يأمره بالفحشاء، وينهاه عن المعروف، ودليل ذلك قوله – تعالى-: «الشّيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء». والله – تعالى- قد منَّ على العبد بقلبٍ سليم صادق، فإنّه يقوّيه على قرينه، ومن ذلك قوله تعالى: «وإمّا ينزغنّك من الشّيطان نزغٌ فاستعذ بالله إنّه هو السّميع العليم».

ماذا يفعل القرين

عمل القرين من الشياطين الوسوسة والشكّ والظنّ وتزيين الباطل للإنسان، إضافةً إلى التّعاون مع السّحرة وشياطينهم في حالة الحاجة إليه.

أعراض القرين المؤذي للإنسان

- الشّعور بالحزن والضّيق في أغلب الأوقات، ويصاحب ذلك الهمّ والبكاء أحيانًا.

- عدم الشهيّة للطّعام.

- قلّة الرّغبة في إنجاز الأمور.

- قلّة النّوم، وكثرة الأحلام المزعجة.

- ضعف التّركيز، والخمول، والصّداع، والإحباط، وتمنّي الموت، وانخفاض الوزن.

- توقّف العادة الشهريّة عند المرأة، أو إصابتها بنزيف.

- إصابة الرّجل بضعفٍ جنسيّ.

التغلّب على القرين المؤذي للإنسان

يمكن للإنسان التغلّب على هذا القرين المؤذي للإنسان عن طريق:

-التحصّن وقراءة القرآن.

- المحافظة على أذكار الصّباح والمساء.

- قراءة سورة البقرة كلّ ثلاثة أيّام مرّةً؛ فهي طاردة للشرّ وللسحر.

القرين فى الإسلام

ذُكِر القرين في القرآن الكريم في عدّة مواضع، وبيّنت هذه المواضع أنّه يضرّ الإنسان، ويزيّن له المعاصي في أغلب الحالات، ومن ذلك:

- قوله تعالى: «ومن يعشُ عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانا فهو له قرين»، ( الزّخرف 36).

- قوله تعالى: «قال قائلٌ منهم إنّي كان لي قرين»، (الصّافات 51).

- قوله سبحانه: «حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بُعد المشرقين فبئس القرين»، (الزّخرف38).

تأثير القرين على الإنسان

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن القرآن الكريم وصف القرين بأنه وسواس خناس، وأن كيده ضعيف ولا يستطيع أن يؤذى الإنسان، ودوه تزيين الشهوات لابن آدم، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا» سورة النساء (76)، وقوله تعالى: «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مَلِكِ النَّاسِ إِلَهِ النَّاسِ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ» سورة الناس.

أوضح المفتي السابق، أن يخنس أي يهرب عند الاستعاذة وقول لا إله إلا الله، والاستغفار، منبهًا على أن الذِكر يصيب الشيطان بصداع

الفرق بين النفس والقرين

أكد الدكتور علي جمعة، أن النفس الأمارة بالسوء تأثيرها على صحابها أخطر من القرين الذي يزين له الشهوات، منوهًا بأن القرين يزين للإنسان الشهوات ولا يلح عليه بل يعرض عليه المعصية ويتركه للاختيار، أما النفس الأمارة فتلِح على صاحبها بفعل المحرمات ولا تتركه إلا بفعلها، مستشهدًا بقول الله تعالى: «قَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِنْ كَانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ» سورة ق الآية (27)

ونبه المفتي السابق، على أن الإنسان غير السوى يكون ألعوبة بيد الشيطان، لأنه يفرح بعروضه الشيطانية التي تميل إليها نفسه الأمارة بالسوء وتطالبه بالمزيد منها.

أعراض الإصابة بالحسد

ذكر بعض الرقاة الشرعيين بعض أعراض التي يشعر بها المحسود ومنها

أولًا: اعتزال الأهل والأصحاب بشكل مبالغ فيه.

ثالثًا: البكاء والاختناق بدو ن أسباب.

رابعًا: عدم اهتمام الشخص المصاب بالحسد بمظهره أمام أقرانه.

خامسًا: الشخص المحسود يعاني دائما من عدم الاستقرار في أحواله إذ أنه دائم القلق بسبب اضطراب ظروفه الحياتية بشكل عام.

سادسًا: يصاب بحالة من العدوانية في تعامله مع أقرانه.

سابعًا: حدوث ثورة وغضب مستمر.

ثامنًا: ازدياد الشكوى والقلق من عدة أشياء إلى جانب الإحساس ببعض الأوجاع.

تاسعًا: الإحساس بعدم التوازن قد يصل إلى الإغماء.

عاشرًا: الإحساس بأن الجسم تحت تأثير التخدير.

الحادي عشر: فقدان الوزن بشكل بالغ وذلك بسبب انعدام الشهية.

الثاني عشر: زيادة التثاؤب أثناء قراءة القرآن.

الثالث عشر: صداع بالرأس.

الرابع عشر: التعرق والتبول الزائد.

الخامس عشر: إسهال شديد ومستمر.

السادس عشر: ألم شديد بالبطن.

السابع عشر: الاكتآب وقلة الكلام.

الثامن عشر: المعاناة من بعض الأمراض النفسية كالجنون والوهم.

حقيقة الإصابة بالعين والحسد

لا تكون الإصابة بالعين والسِّحر إلّا بقضاء وقدر الله سبحانه، فلا يمكن للعين أن تسبق القدر، حيث قال الرسول - صلّى الله عليه وسلّم-: «لو كان شيءٌ سابَق القدرَ لسبقَتْه العَيْنُ»، كما لا بدّ للعبد المؤمن إحسان الظن بالله وحُسن التوكّل عليه، فلن يصيب العبد إلّا ما كتب الله عليه، فلو اجتمع جميع البشر على أن يصيبوه بشيءٍ لا يمكن لهم أن يصيبوه إلّا بما قدّره الله له.

وقد جاء التحذير منه والتهديد الشديد لفاعله، فالساحر يستحقّ اللعنة؛ لأنّه من المُفسدين في الأرض، قال- تعالى-: «فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ»، ورغم ذلك لا زال بعض ضِعاف الإيمان يلجؤون إلى عمل السّحر؛ لأذيّة عباد الله، وقد أقرّ الإسلام حقيقة السِّحر وتأثيره على المسحور، وبيّن العلماء والمختصّون سُبُلَ تحصين النفس من هذا الخطر، وطُرُقَ التّخلص من السّحر الواقع وشرّه.

العين والوقاية منها

العين ناتج عن استحسان المرء لشيء ما، يشوب هذا الاستحسان الحسد، ويحصل للمعيون من جرّائه الضرر، وهو حق بأمر الله – تعالى- أما علاج العين والوقاية منها فيكون: بالاستعاذة بالله، والإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والاستغفار، وبقراءة الأذكار المشروعة، كأذكار الدخول والخروج، وأذكار الصباح والسماء، وقراءة الرقية الشرعية والتي منها سورة الفاتحة، وآية الكرسي وآيات السحر من سورة الأعراف، وتلك التي في سورة يونس، وسورة طه، وسورة الكافرون، وتكرار سورة الإخلاص والمعوذتين، والتفل على النفس والنفث عليها، أو على من ترقيه بعد الانتهاء من القراءة؛ فقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك.

تحصين النفس

يحسُنُ بالمسلم أن يبقى دائمًا على حذر من الوقوع فيما فيه أذىً وشرّ له، وذلك بتحصين نفسه؛ ويكون ذلك ابتداءً من تحقيق معنى التوحيد لله سبحانه، ونبذ الشركيّات من حياته، والإخلاص لله -تعالى- بالتّوجه والإنابة، وأن يُحافظ على صلاة الجماعة؛ فإنّها حصنٌ متين وحمايةٌ ربانيّة، وعليه أن يجتهد بالتّوبة من كلّ الذنوب، ويجتهد في تخليص نفسه من الآثام؛ فإنَّ فِعْلُ ذلك يجعله أقربَ إلى العافية والسلامة من الأذى، كما يجدر بالمسلم أنْ يحرص على الالتزام بقراءة أذكار الصباح والمساء.

أقسام العين

تقسم العين إلى ثلاثة أقسام، وهذا ليس تقسيمًا قطعيًّا: أولًا: العين المعجبة: وهي التي يكون مسؤولًا عنها الشخص نفسه؛ بحيث يفرط في الإعجاب بنعمةٍ ما، دون أن يباركها، فبذلك يفسدها يإذن الله، فيقول تعالى في سورة الكهف: «وَلَوْلآ إِذْ دَخَلْتَ جَنّتَكَ قُلْتَ مَا شَآءَ اللّهُ لاَ قُوّةَ إِلاّ بِاللّهِ إِن تَرَنِ أَنَاْ أَقَلّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا» (سور الكهف: 39).

حكم قراءة القرآن على ماء للرقية.. تعرف على آيات الشفاء من الحسد والسحر

يقول ابن حجر: «إنّ العين تكون مع الإعجاب ولو بغير حسد ولو من الرجل المحبّ ومن الرجل الصّالح ، وإنّ الذي يعجبه الشيء ينبغي أن يبادر إلى الدّعاء للذي يعجبه بالبركة فيكون ذلك رقية منه».

ثانيًا: العين الحاسدة: تكمن في تمنّي زوال النعمة عن المحسود، وتكون مكلّلة بالصّفات الذميمة كالغيرة، والحقد، والكراهية.

ثالثًا: العين القاتلة «السمية»: من أكثر أنواع العين ضررًا؛ فهي تخرج من العائن إلى المعيون مباشرةً بقصد الضرر به، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعامر بن ربيعة لما حسد سهل بن حنيف: «عَلامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ هَلا إِذَا رَأَيْتَ مَا يُعْجِبُكَ بَرّاَكْتَ».

بريطانيا تزف بشرى سارة بشأن لقاح كورونا

اقرأ أيضا