لم تربطنى به سوى صداقة الكترونية، تابعته عبر بعض الشاشات التلفزيونية الصغيرة مؤخرا ( محدودة الجمهور فقيرة المحتوى) وهو ما جعلنى اعود للكتابة بعد انقطاع، فليس من المعقول أن نلتزم الصمت فى حضرة عملاق تناساه إعلام الدولة، ولا أعلم هل كان النسيان سهوا ام عمدا مع سبق الإصرار متخذين حياته الشخصية ذريعة لإفلاته وتناسيه، وهذا لا يعنينى الان بينما يعنينى هنا هو إعادة رموزنا الفنية لإنقاذ ما تبقى من موروثنا الفنى.
أتحدث عن الملحن الكبير حلمى بكر( التاريخ الفنى المشرف ) الذى لحن أكثر من ١٥٠٠ اغنية بالاضافة الى تلحين اكثر من ٤٥ مسرحية غنائية، انه العملاق الذى ربطنا بزمن الفن الجميل بألحانه لكبار عمالقة الفن ك ليلى مراد ونجاة الصغيرة ووردة ومحمد الحلو وعلى الحجار وغيرهم من المطربين العرب والمصريين والذى لم يكتفى فى مسيرته الفنية بالتلحين انما اراد أن يكون أداة لاثراء الفن باكتشاف وتبنى المواهب الصوتية على مدار حياته، حتى أصبحنا الآن أمام قامة فنية الاحتفاء بها واجب ومنحها مساحة اعلامية كبيرة حق أصيل حتى نستعيد ما وأدته الفنون الدخيلة، فمن خلال الكبير حلمى بكر وغيره من عمالقة الفن والابداع قد نستطيع إحياء ما تم قتله عمدا، فهل سيستفيق القائمون على إدارة الإعلام المصرى من غيبوبتهم لإنقاذ موروثنا الفنى من موت محقق واعادة اعمار الفن بكافة أشكاله( القوة الناعمة ) كى نبنى من بين أطلال الأجيال الحالية أجيال تليق بأسم مصر؟!