تحتفل الأمة الإسلامية غدًا بالمولد النبوي الشريف، والذي يوافق 12 من شهر ربيع الأول وفق التاريخ الهجرى، و يوم 29 من شهر أكتوبر وفقا للتاريخ الميلادي، ولهذا بدأت عدد من المحلات بطرح الحلوى والاستعداد المبكر لمظاهر الاحتفال بحلوى المولد بمختلف أشكالها الرائعة.
واعتاد المصريون فى أنحاء المحروسة شراء حلوي المولد فى كل عام احتفالا بمولد خير الأنام، لذلك يحرص المواطنين على ترقب الأسعار في هذا الموسم في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي أثرت عليها جائحة كورونا على المستوى العالمي، ومن ناحية أخرى يتسائل المواطنون عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف والطريقة المثلي، وهذا ما نرصده خلال السطور القادمة.
دكتور فقه مقارن: اشتروا "حلاوة المولد".. واحتفلوا بالطريقة غير المحرمة والمخلة
قال الدكتور سيد خريشي، أستاذ الفقه المقارن، إنه لمن السماحة الدينية إظهار مدى قيمة الشعائر الدينية عند المسلمين من خلال الاحتفال بالمناسبات والأعياد الدينية، ومنها المولد النبوي الشريف، الذي يفصلنا عنه أيام قليلة، وكيف لا نحتفل بمن قال عنه "القرآن الكريم" بأنه رحمة للعالمين.
وأضاف الدكتور سيد خريشي، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، يعد من أفضل الأعمال التي تظهر مقدار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تعد أصل من أصول الإيمان، مشيرًا إلى أن النبي قال: "لا يؤمِن أَحدكم حتى أَكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، لافتًا، محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل.
وأوضح "خريشي"، أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، أمر مقطوع بمشروعيته، ولكن بالطريقة الصحيحة غير المخلة، ودرج سلفُنا الصالح على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم، بالإضافة إلى إحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأكد دكتور الفقه المقارن، أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، ليس بدعة كما يقول البعض، مشيرًا إلى "حلوى المولد" حلال ويجوز للرجل ولمن يرغب فيها أن يشتريها لأهل بيته أو ابنته المتزوجة أو شقيقته أو والدته وما إلى ذلك، فقد كان صلى الله عليه وسلم يحب الحلوى، ولا يوجد أي بدعة في ذلك وهو المتعارف عليه.
وعن كيفية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، قال الدكتور سيد خريشي، تجمع الناس على الذكر، سواء كان ذلك في المنازل أو المساجد، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويدخل في ذلك شراء الحلوى والتهادي بها، فإن التهادي طيب ومرغوب فيه، كما لا يوجد أي دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت.
وسن النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: "ذلك يوم ولدت فيه"، رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنَّة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة، فالأَولى بالأُمَّة أن تتأسى به صلى الله عليه وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر.
الداعية إلهام شاهين: الاحتفال قائم على ذكر غزاوات الرسول وذكر أخلاقياته
ومن جانبه، قالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف، لابد أن يكون الاحتفال قائم على ذكر غزاوات الرسول وذكر أخلاقيات الرسول وتعاملاته الحسنة والطيبة بين الناس، وأن يكون هو المنهج الأساسي في الاحتفال بالمولد النبوي للرسول صلى الله عليه وسلم وما أتى به من مكارم الأخلاق للعالم كله، وتعليمه للشباب وتعليم السرة النبوية ومعرفة أسباب الصلاة على الرسول وثوابها وما تؤدي إليه كثرة الصلاة على النبي، وبهذا يتغير طريقة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن من مقاصد بعثته اتمام محاسن الأخلاق فقد قال عليه الصلاة والسلام "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، كما أن الشرائع السابقة التي شرعها الله للعباد كلها تحث على الأخلاق الفاضلة، وأن الشريعة الكاملة جاء النبى عليه الصلاة والسلام فيها بتمام مكارم الأخلاق ومحاسن الخصال.
وقد نشأ الحبيب صلى الله عيليه وسلم، من أول أمره إلى آخرلحظة من لحظات حياته متحليًا بكل خلق كريم، مبتعدًا عن كل وصف ذميم، فهو أعلم الناس وأفصحهم لسانًا، يضرب به المثل في الأمانة والصدق، لقد أدبه الله فأحسن تأديبه وأوفرهم حلمًا، وأصدقهم حديثًا، وأكثرهم حياء، وأوسعهم رحمة وشفقة، وأكرمهم نفساً، وأعلاهم منزلة .. وبالجملة فكل خلق محمود يليق بالإنسان فله - صلى الله عليه وسلم - منه القسط الأكبر، والحظ الأوفر، وكل وصف مذموم فهو أسلم الناس منه، وأبعدهم عنه، شهد له بذلك القاصي والداني، والعدو والصديق، وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله، إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون ويعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللبنة؟، قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين).
إقرأ أيضًا..
فيديوهات إباحية.. تفاصيل مثيرة في قضية هدير الهادي فتاة "التيك توك"
محكمة الأسرة.. زوجة: "بينام معايا 12 مرة اليوم" وأخرى"بعد سنة لسه عذراء"