كشفت دراسة جديدة بجامعة أكسفورد بشأن لقاح (كوفيد-19) الذي يتم تطويره حاليا في يعمل بشكل مثالي ويبني مناعة قوية ضد الفيروس، مما اعطى أمل للملايين حول العالم من أنه لن يقلل من شدة العدوى فقط.
ووفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية، يحتل هذا اللقاح المرتبة الأولى عالميا حتى الآن، وقد ثبت أنه يحفز استجابة مناعية عالية بأمان لدى المتطوعين الذين تلقوه في التجارب المبكرة، على عكس اللقاحات التقليدية التي تستخدم فيروسًا ضعيفًا، فإن لقاح أكسفورد المبتكر يجعل الجسم جزءًا من الفيروس نفسه.
ووجد باحثون بقيادة جامعة بريستول الآن أن هذه التكنولوجيا غير المألوفة تعمل بفعالية مع فيروس كورونا، ووجدت دراسة أجريت على الخلايا في المختبر أن اللقاح يعمل بشكل فعال على بروتين كوفيد-19، الذي تنسخ الخلايا آلاف المرات لإنتاجه بكميات كبيرة، وهذا يعني أن الجهاز المناعي للشخص يكون مهيأ بعد ذلك للتعرف على المرض ومكافحته دون أن يمرض.
وقال الدكتور ديفيد ماثيوز، من كلية بريستول للطب الخلوي والجزيئي الذي قاد البحث: "حتى الآن، لم تكن التكنولوجيا قادرة على تقديم إجابات بهذا الوضوح، لكننا نعلم الآن أن اللقاح يفعل كل شيء توقعناه وهذه مجرد أخبار جيدة في معركتنا ضد المرض".
وتعد هذه النتائج الجديدة بشرى لمنتظري اللقاح حول العالم، للتأكد ما إذا كان لقاح أكسفورد يعمل بالفعل، ويأتي ذلك في الوقت الذي ادعى فيه دونالد ترامب الليلة الماضية أن لقاح فيروس كورونا، الذي يعتبر مفتاحًا لإنهاء الوباء جاهز.
وصرح ترامب بذلك خلال المناظرة الانتخابية الأخيرة ضد جو بايدن الليلة الماضية ، قال الرئيس الأمريكي الحالي إن ضربة قوية سيتم الإعلان عنها في غضون أسابيع وسيتم تسليمها من قبل الجيش.
في سياق آخر قال خبراء في شؤون الصحة، إن الجدل حول سلامة اللقاحات المضادة لفيروس كورونا المستجد سيظل قائمًا، حتى بعد انتهاء التجارب السريرية، وهذا الأمر قد يؤثر على ثقة الناس في اللقاح ومنافعه الوقائية.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن ملايين الأشخاص في الولايات المتحدة سيأخذون لقاح كورونا عندما يصبحُ جاهزا، وبما أن كثيرين منهم سيفارقون الحياة، بسبب عوامل وأمراض مختلفة، فإنه من المرجح أن يتم ربط الوفاة بمسألة أخذ اللقاح.
ويخشى العلماء أن يتم ربط وفاة أي شخص أخذ اللقاح بمسألة المضاعفات، في حين أن الناس يموتون بمرض "كوفيد-19"، الناجم عن فيروس كورونا، وبغيره، والمقصود هو أن شخصا ما، مثلا، سيتوفى بسبب مرض قديم في القلب، لكن بما أنه أخذ لقاح كورونا قبل فترة قصيرة حتى يقي نفسه من الفيروس، فإن معارفه وأهله ربما يعتبرون الأمر ناجما عن اللقاح.
وأوردت الصحيفة الأميركية أن هذا الأمر يستوجب أن تبادر مؤسسات فيدرالية وأخرى في الولايات إلى التواصل وعرض البيانات من أجل التصدي لحملات مضللة.
وتركز مبادرة البيت الأبيض، في الوقت الحالي، على تسريع تطوير لقاحات مضادة لفيروس كورونا في مدة قياسية، من خلال تجارب سريرية واسعة، ثم المرور إلى التصنيع في في وقت لاحق.
وبعد البدء في استخدام هذه اللقاحات، ستواصل عدد مؤسسات طبية وعلمية في الولايات المتحدة مراقبة التطورات الصحية لمن يأخذونها.
وقام باحثون من المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها إلى جانب إدارة الغذاء والدواء الأميركية، (قاموا) بمتابعة استخدام اللقاحات على مدى عقود، وهذا الأمر ساعدهم على تطوير برامج متطورة في تحليل البيانات.
وقال الباحث بروس جيلين، وهو رئيس معهد "سابين" للقاح"، إن متابعة وضع اللقاحات يشبه ما تقوم به الأقمار الاصطناعية في عملية رصد أحوال الطقس.
لكن مراقبة مئات الملايين من الأميركيين الذين سيأخذون لقاحات من عدة شركات بحلول الصيف المقبل، لن يكون بالأمر السهل على الإطلاق، وربما يكون بمثابة "عاصفة هوجاء" لم يجر التعامل معها من ذي قبل.
في سنة 2009، مثلا، وعندما انتشرت سلالة جديدة من إنفلونزا "إتش 1 إن 1"، سارع الباحثون إلى تطوير لقاح، وفي الفترة ما بين أكتوبر 2009 ويناير 2010، تم تقديمه لأكثر من 82 مليون شخص في الولايات المتحدة.
وكما هو معتاد، تم تشكيل نظام خاص، وقتها، من أجل رصد أي مضاعفات مقلقة لدى الأشخاص الذين أخذوا اللقاح، أما في سبعينيات القرن الماضي، فكان ثمة برنامج أميركي يحث الآباء على الإبلاغ بشأن أي مضاعفات لدى أبنائهم بعد القيام بعمليات التلقيح.
وبما أن الناس قد يبلغون عن تطورات لا علاقة لها بأخذ اللقاح، اعتمدت السلطات الصحية الأميركية، في سنة 1990، على نظام للرصد يستعين بتقييم هيئات تقدم الرعاية الصحية، وذلك من أجل ملاحظة المضاعفات والإبلاغ عنها عندما تظهر على أشخاص أخذوا اللقاح نفسه.
إقرأ ايضا
طالبة تحاول الانتحار لمرورها بحالة نفسية سيئة في الدقهلية
خارج السرب العربي.. قطر تدعم البضائع والمنتجات التركية