يؤدي حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس، الذي يوافق ركن الحج الأعظم، وهو الوقوف في جبل عرفات الطاهر، وسط إجراءات احترازية مشددة، وتخفيف غير مسبوق في أعداد الحجيج، حيث لم تستقبل السعودية حجاجا من خارج المملكة، واكتفت بتحديد أعداد صغيرة من حجاج الداخل من المواطنين بنسبة 30% والمقيمين بنسبة 70%.
معلومات عن جبل عرفات
ويقع جبل "عرفات" في المملكة العربية السعودية، ويقع على الطريق بين مكة والطائف، حيث يبعد عن مكة المكرمة بحوالي 22 كيلو متر وعلى بُعد 10 كيلو متر من منى و 6 كيلو متر من مزدلفة.
وتقام عنده أهم مناسك الحج، والتي تسمى بوقفة عرفة، وذلك في يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وتعد الوقفة بعرفة أهم مناسك الحج كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الحَجُّ عَرَفَةُ"، ويصل طول جبل عرفة إلى 300 متر وبوسط قمته شاخص طوله ( 7 ) أمتار ليميزه عن بقية الجبال.
سبب تسمية عرفات بذلك الأسم
سمي عرفة بهذا الاسم؛ لأن الناس يتعارفون فيه، وَقيل لأن جبريل طاف بإبراهيم وكان يريه المشاهد فيقول له: "أعرفت؟ أعرفت؟"، فيرد إبراهيم: "عرفت، عرفت"، وقد قيل أيضاً أنه سُمي عرفة لأن آدم وحواء "عندما هبطا من الجنة" التقوا فيه فعرفها وعرفته، وقيل أيضاً أنه سُمي بذلك لأن الناس يعترفون بذُنوبهم عِنده، وقيل: بل سُمي بالصبر على ما يُكابِدُون في الوصول إليه، لأن العُرف الصبر، قال الشاعر:
حكم صيام يوم عرفة
اتفق جمهور العلماء عَلَى استحباب صيام يوم عرفة، لما ثبت عن أَبي قتادة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَال: سُئِل رَسُول اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ فَقَال: "يُكَفِّرُ السَّنَةَ الْمَاضِيَةَ وَالْبَاقِيَةَ"، أخرجه مسلم، وفى الحديث: "مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ"، وقَال بَعْضُ الْفُقَهَاءِ: إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ يَغْفِرُ لِلصَّائِمِ ذُنُوبَ سَنَتَيْنِ وَقَال آخَرُونَ: يَغْفِرُ لَهُ ذُنُوبَ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ، وَيَعْصِمُهُ عَنِ الذُّنُوبِ فِي السَّنَةِ الْمُسْتَقْبَلَةِ.
واختلف الفقهاء في حكم صيام الحاج ليوم عرفة، والسبب في استحباب الفطر في يوم عرفة لِمن كان يؤدي ركن الوقوف بعرفة أن الحاج يتقوى بفطره على الطاعة والدعاء، لأن الصيام قد يسبب له التعب، والنبي -صلى الله عليه وسلم- فطر يوم عرفة، قالت لبابة بنت الحارث: "أنَّ نَاسًا تَمَارَوْا عِنْدَهَا يَومَ عَرَفَةَ في صَوْمِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ بَعْضُهُمْ: هو صَائِمٌ، وقالَ بَعْضُهُمْ: ليسَ بصَائِمٍ، فأرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبَنٍ وهو واقِفٌ علَى بَعِيرِهِ، فَشَرِبَهُ".
ذهب المذهب الحنفي والمالكي إلى كراهة الصوم للحاج في يوم عرفة، وقيد الحنفية الكراهة بشرط أن يُضعِف الصومُ الحاجَّ، أما الشافعية فذهبوا إلى جواز صيام عرفة لمن يؤدي الحج مشترطين أن يكون الحاج من المقيمين في مكة، وذهب إلى عرفة في الليل، أما إن كان ذهابه إلى عرفة من مكة في النهار فصيامه مخالف للأولى، بينما يُسن الفِطْر للمسافر مُطلقًا عند الشافعية، ويرى الحنابلة أنه يُستحَب عندهم أن يصوم الحاج يوم عرفة، إلا أنهم اشترطوا أن يكون وقوفه في عرفة في الليل، وليس في النهار، فإن وقف فيه في النهار فصومه مكروه.
ورأى علماء أن الحكمة فى كراهة صوم يوم عرفة للحاج، قيل؛ لأنه يضعفه عن الوقوف والدعاء، فكان تركه أفضل، وقيل: لأنهم أضياف الله وزوّاره، وقال الشافعية: "ويسن فطره للمسافر والمريض مطلقا، وقالوا: يسنّ صومه لحاج لم يصل عرفة إلا ليلا؛ لفقد العلة"، وذهب الحنفية، إلى استحبابه للحاج أيضا إذا لم يُضعِفه عن الوقوف بعرفات ولم يخل بالدعوات، فلو أضعفه كره له الصوم.
أقرأ أيضا..
حكم صيام يوم عرفة وأفضل الأدعية فيه
شاهد.. ضيوف الرحمن من فوق جبل عرفات