المحتويات:
ختان الإناث في زمن كورونا على السوشيال ميديا
_ نسب ختان الإناث لدى الأطباء في زيادة وهذا هو الأسوأ
_ الفترة القادمة سيتم العمل ببرنامج الوعي
_2500 رائدة ريفية.. 4.5 الآف مكلفة خدمة عامة يقمن بزيارات منزلية
_ الختان ليس له علاقة بحماية الفتاة من الانحراف
_ البدء ب 3.5 مليون أسرة من تكافل وكرامة وتوعيتهم من الختان
لا توجد فتاة تحتاج الختان .. وما يروجه الأطباء هو الكسب المادي
ازدادت في الفترة الأخيرة معدلات العنف الممارس ضد المرأة على المستوى العالمي طبقا للإحصائيات والأبحاث التي أجريت بهذا الشأن، كنظيرتها في عالم الأوبئة، والتي تنوعت ما بين زواج الأطفال، وفيات الأمهات، الختان، وغيرها.
منظمة الصحة العالمية
ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، وفي ظل انتشار فيروس كورونا، واتخاذ الحكومات إجراءات الغلق التي تتطلب ضرورة الالتزام بالمنزل، وغلق النوادي والحدائق والمتنزهات وأماكن الترفيه للحد من انتشار العدوى، ظهرت أمراضا عصبية ونفسية صاحبتها الملل والاكتئاب وزيادة الضغوط على المرأة بسبب الإجهاد الجسدى الواقع عليها من تحمل العبء الأكبر فى رعاية الأسرة خاصة مع قرار إغلاق المدارس.
المتاجرة بختان الإناث عبر الفيسبوك
ولم تقيد كورونا ظاهرة ختان الإناث أو تحد منها، فما زال الآباء يروون ضرورة قطع جزء من عضو المرأة التناسلي، وضماناً للطهارة وبحثاً عن العفة، خاصة بعد قيام بعض الأباء بإجراء عمليات الختان لفتياتهن تحت مبررأنها تعقيم من فيروس كورونا، بالإضافة إلى تدشين جروبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، يتبادل الأشخاص فيه تساؤلات عن وجود أماكن لإجراء عمليات الختان، وقيام بعض الأطباء بعمل فيديوهات توضح الحالات التي يمكن إجراء العمليات، ولهذا السبب كان لابد من تسليط الضوء على ظاهرة الختان وتصدرها الصفحات الإعلامية للحد من انتشار تلك الظاهرة.
قام أحد الأطباء ويدعى أحمد مبروك، أخصائي جراحة أطفال بعمل جروب عبر الفيس بوك، تحت مسمى جراح العيال، يجمع عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يصل عددهم 28 ألف شخص، ببث فيديوهات تحت مسمى " طهارة البنات من منظور جراحات الأطفال" يتحدث فيه عن الحالات التي يتم فيها إجراء عملية الطهارة، الأمر الذي من خلاله يقوم الأشخاص بالتواصل معه لمعرفة مكان وأسعار إجراء تلك العملية.
بينما قامت صفحة تنتمي لحزب النور، بنشر بأن الختان الشرعي لا يُؤدي للموت لأن الختان عبارة عن قشط جزء صغير جدًّا من جلدة خارج الجسم أصلا ، ولكن الموت سببه الإهمال الطبى في مركز خاص قليل التجهيزات، فالمشكلة ليست فى الختان بل فى الإهمال الطبى.
الطب والدين يتبرؤن من الختان
ومن جانبه، تقول الدكتورة دعاء محمد علي، رئيس الإدارة المركزية لخدمات وسائل تنظيم الأسرة بوزارة الصحة والسكان، عادة ختان الإناث ليس لها أصل في الدين والطب، ولكنها عادة كانت تمارس في بعض القبائل الإفريقية.
وتابعت: الطب يتبرأ من عادة الختان، ولم ندرس شيء خلال سنوات التعليم الطبي عن الختان، فهو قطع وتشويه الأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى، وليس له علاقة بالطهارة والتجميل.
بعض الأطباء يمارسوا هذه العادة السيئة، ولا يوجد عضو في جسم الإنسان يتصرف من تلقاء نفسه، إلا بوجود أوامر من المخ لتنفيذ هذا الأمر، وبالتالي فإن وجود القطع من عدمه لن يخف من شهوة الفتيات كما يعتقد البعض، بل يضر من صحتها ويعرضها للمخاطر والوفاة.
الفرق بين طهارة الأولاد والبنات
وعن الفرق بين طهارة الأولاد وختان الإناث، يقول الدكتور أحمد الجزار، لجراحة الكلى والمسالك البولية التناسلية ، أن طهارة الأولاد، الهدف منها بعد إزالة الجلد الموجود حول رأس العضو الذكري، نظافة العضو الذكري وإزالة البكتيريا الضارة وقلة الالتهابات بمجرى البول و قلة الإصابة بالأمراض، و يجب أن تتم عن طريق طبيب أو جراح متخصص، لتجنب المضاعفات مثل النزيف و العدوي وجرح القضيب، أما ختان الاناث فهي عادة سيئة منتشرة في عدد من الشعوب يتم فيها إزالة جزء من الجزء الخارجي للعضو التناسلي للأنثى، وليس لها فوائد طبية بل لها أضرار كثيرة، فهي تؤثر نفسيا وجسديا على الفتاة وقد تؤثر على الإحساس وعملية الجماع وقد تتسبب في نزيف ومشاكل كثيرة للفتاة، وبالتالي يفضل طهارة الأولاد ولا يفضل ختان الإناث .
التضامن تتحرك ضد ناقوس الخطر
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مجدي حلمي، مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي للحماية الاجتماعية، إن وزارة التضامن الاجتماعي خلال الفترة الحالية تنطلق بكامل طاقتها لتحقيق أهداف برنامج وعي على أرض الواقع، وتدريب الرائدات الريفيات، بعد حالة التوقف التي عرقلت بعض الأعمال التي تقوم بها الوزارات بسبب فيروس كورونا، الذي فرض على الأفراد عدم التكدس والزحام، حيث يعد " وعي" من البرامج الهامة، التي لابد أن يلتفت الجميع له من وسائل الإعلام المختلفة، لأنه يسعى للتمكين والاستثمار في البشر ودعم منظومة القيم، فضلا عن أنه يقود ثورة فكرية وتغيير إيجابي للمجتمع لاستكمال حلقة التنمية المستدامة.
وأضاف، جريمة ختان البنات جزءا مهما من منهج وعي، وبعد الفتح التدريجي لعودة الحياة لطبيعتها، تم تخصيص شهر يونيو لتوعية الأسر بمخاطر تلك القضية، وكانت أول الأعمال فى تنفيذ هذا البرنامج هو فتح باب الأسئلة و تبادل النقاشات عبر موقع وزارة التضامن الاجتماعي حول الختان بهدف الوصول إلى مساعي التفكير المختلفة، والرد عليها بأسلوب منطقي وسليم، موضحا أن التساؤلات التي تلقتها الوزارة من المواطنين تدور حول متى تحتاج الفتاة لإجراء عملية الختان..ومتى يتم إجراء عملية تجميل.. ولماذا تعتبر جريمة.. وهل الختان يمنع الانحراف ويعدل سلوك الطفل.
الرغبة الجنسية
وأوضح، أن الختان ليس له علاقة بحماية الفتاة من الانحراف، ولايضبط الرغبة الجنسية للفتاة قبل الزواج أو بعده، فلا يسمح للأطباء إجراء ختان البنات، لأنه غير مصرح للأطباء بإجرأء ختان البنات نهائيا، لأنه لا يوجد في مناهج كليات الطب جراحة تسمي ختان البنات، مشيرا إلى أن قرار وزير الصحة رقم 271 لسنة 2007، ينص على معاقبة الأطباء الذين يمارسون ختان الإناث، وعلم الطب يعتبر ختان الإناث تشويها وليس تجميلا للأعضاء التناسلية الخارجية للأنثى لأن ختان البنات هو قطع جزء لأسباب تتعلق بالعادات والتقاليد، وينتج عنه تليفات وندبات تتسبب في تشويه الأعضاء التناسلية، وفقدانها وظائفها الحيوية.
عقوبات إجراء عملية الختان
وتابع: أي شخص سواء كانت داية أم طبيب يختن فتاة يعاقب بالسجن من ٥ _٧ سنوات، ولو نتج عن الختان عاهة مستديمة أو وفاة تصل العقوبة إلى السجن ١٥ سنة، ويعاقب القانون يعاقب الذين يختنون بناتهم بالحبس من سنة إلى ٣ سنوات.
نسب أدلة الإقناع
وبسؤاله عن نسب الاقتناع بعدما تم الرد على الأشخاص الذين توجهوا بأسئلتهم، أكد مستشار وزيرة التضامن الاجتماعي لشؤون الرعاية الاجتماعية، أن أي توعية كلامية مكتوبة يوجد بها 3 احتمالات، الأول منها إذا كانت في خلال الجلسات 25 % يقتنعوا، و25% ليس لديهم الرغبة في الاقتناع، والباقي 50% هو الجمهور المستهدف من معرفة التفاصيل وسماع المعلومات الصحيحة، وهذا ما يهمنا في وصول المعلومة له.
وتابع: أنه لظروف الوضع الراهن لم يتم عمل المسح الصحي السكاني 2019، والذي تظهر نتائجه لعام 2020، لمعرفة نسب إجراءات عمليات الختان خلال الفترة الأخيرة،
وأعطت المؤشرات الأخيرة لمسح السكان، أنه في الأجيال الجديدة ستقل نسب الختان للبنات من عمر 15 حتى 17 سنة، ووصلت النسبة عام 2008 إلى 74 .4% ، أما في عام 2014 وصلت إلى 61%، وهذا تطور جيد في نسب الختان العامة.
ارتفاع جرائم الأطباء
وأكد، أن الشيء السيء في قضية ختان الإناث هو أن نسب ختان البنات لدى الأطباء في زيادة، حيث أثبت المسح الصحي السكاني أن ختان البنات لدى مقدمي الخدمة الصحية 82% منذ عام 2014 منهم 7% ممرضات و 75% عند الأطباء، موضحا أن النسبة في وقتنا الحالي زادت بشكل كبير، ونحن في انتظار مسح سكاني خاص بالختان فقط، حيث آليات المسح تتم باستمارة أسئلة توجه للأمهات المستهدفة من المسح، عن ختانها تاريخيا، وعن ختان بناتها، وهل تم حدوث أعراض لحظة الختان أم ماذا؟.. وأسباب الختان".
مناهضة ختان الإناث
أشار "حلمي" إلى أن الفترة القادمة سيتم العمل ببرنامج الوعي بأسلحتنا وأذرعتنا،والتوعية ببعض القضايا، فلدينا على مستوى المحافظات 2500 رائدة ريفية، وهناك مكلفات الخدمة العامة وعددهم 4.5 آلاف، يتجهون إلى البيوت لعمل جلسات توعية للأسر في القرى، وتوعية المشورة الفردية، وكل العاملين في برامج الوزارة المختلفة، وبرامج المرأة وصندوق مكافحة الإدمان وبرامج التمكين الاقتصادي.
المستهدفين من قضية ختان الإناث
يقول " حلمي": المستهدفين الأول من التوعية بقضايا الختان هم الأسر المستفيدة من تكافل وكرامة وعددهم 3.5 مليون أسرة.
رسائل هامة
وتابع: " هناك عدة رسائل لابد أن يعلمها الأباء، لا توجد فتاة تحتاج الختان، وما يروجه الأطباء هو الكسب، الختان ضار بأيدي الطبيب مثلما هو ضار بأيدي الدايا، بل هو أسوأ، لأنه في كلتا الحالتين تم قطع جزء من عضو هام عند الفتاة، والمشرط المعقم ليس مبرر الختان، الختان لا يحمل أخلاق ولا يضمن العفة، ومايضمن العفة هو الدين والتربية والأخلاق.، الأديان الإسلامية والمسيحية يرفضان ختان البنات، ختان البنات جريمة بل جناية بنص قانون العقوبات".
نص قانون العقوبات
يقول المحامي محمد طه شورى، أستاذ القانون الجنائي، إنه طبقا لنص المادة 242 مكرر من قانون العقوبات ومع مراعاة نص المادة 61 ودون الإخلال بأي عقوبة أشد ينص عليها القانون، يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على سبع سنوات كل من قام بختان لأنثى بأن أزال أيا من الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو بشكل تام أو الحق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبي، وبذلك تكون العقوبة السجن المشدد إذا نشأ عن هذا الفعل عاهة مستديمة أو افضى ذلك الفعل إلى الموت.
وأضاف الخبير القانوني، أنه بالنسبة للأب والأم أقرت المادة 242مكرر (ا) يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سبع سنوات كل من طلب ختان انثى وتم ختانها بناء على طلبه على النحو المنصوص عليه بالمادة 242 مكرر.
وأرجع قائلا: عقوبة ختان الإناث التى أقرها القانون كانت تتمثل قبل التعديل فى الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتجاوز سنتين، أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تتجاوز 5 آلاف جنيه.
بينما تقول المحامية عزة سليمان، رئيس مؤسسة قضايا المرأة، إذا لم يتم وقف عمليات ختان الاناث في أسرع وقت، ستحتاج إلى سنوات طويلة للقضاء عليه، وستكون هناك صعوبة فى تحقيق مؤشري الختان باستراتيجية تمكين المرأة 2030، بأن تقل نسبة ختان الفتيات الأقل من 19 عاما من 56% عام 2014 إلى10% وذلك بحلول 2030.
اقرأ المزيد:
تقشعر لها الأبدان.. شاهد ||لحظة هطول أمطار غزيرة على الحرم المك
يترامب يدرس قرار حجب تطبيق "تيك توك" في أمريكا