أظهرت جائحة كورونا روح المقاتل المصري في مواجهة الصعاب وقد تجلت هذه الروح في الدور البارز والعطاء والقدرة علي تحمل المسؤلية، لدي جيش الأطباء الأبيض والنموذج الإنساني المتميز في هذه المواجهة .
وقد برز دور دكتورة ميرفت السيد وكيل مديرية الشئون الصحية بالأسكندرية والمسؤلة عن ملف فيروس كورونا بالمحافظة والمديرة السابقة لمستشفى العجمي المركزي للحجر الصحي، كمقاتلة في هذه المعركة الشرسة، ضد هذا الوباء وقد كان لنا معها هذا اللقاء للتعرف علي اهم الملامح والمواقف الإنسانية التي واجهتها خلال 118 يوم داخل مستشفى الحجر الصحي، ودور الدولة في هذه المواجهة .
*حكاية 118 يوم داخل الحجر الصحي
- في البداية أود أن أتعرف عن أهم المواقف الإنسانية التي تعرضتى لها أثناء فترة 118 يوم لم تغادري المستشفى خلالها وشعورك خلال هذه الفترة ؟
. في الحقيقة المواقف دي كثير ولكن هناك موقف لن انساه ابدآ، فانتي تعرفين أن مئات الحالات ترد علينا في المستشفى من مختلف الطبقات والأعمار، والموقف الذى لن أنساه ما حدث مع صاحب مستشفى خاص كان مصابا بالفيروس، وكانت حالته خطيرة جدا، واستمرت لمدة شهر داخل العناية المركزة، وعند خروجه بعد الشفاء طلب رؤيتي وأصر علي ذلك لإنة لم يكن يري من يقوم علي علاجه نتيجة الملابس التي كنا نرتديها للوقاية من الفيروس والتي كانت تخفي ملامحنا .
فقد قال كلاما مؤثرا لدرجة أني بكيت، عندما سمعته قائلا : انا مدير مستشفى خاص ولكن عمرى ما شفت في حياتي خدمة وشطارة وإدارة وفريق طبي مثل اللي شفته هنا، رغم إن المستشفى حكومي، فأنا فاهم كويس ما يدور في المستشفيات نتيجة خبرتي كصاحب مستشفى.
وهذا الموقف جعلني أشعر بالفخر والسعادة بوجودي في مستشفى الحجر الصحي بالعجمي، رغم أنى لم ار منزلي واولادي منذ 118 يوم قضيتها في المستشفى .
ومن المواقف التي تعرضت لها وقد تأثرت بها كثيرا موقف سيدة ووالدتها أصيبا بفيروس كورونا، السيدة شفيت قبل والدتها وكان من الضروري خروجها من المستشفى، وعند خروجها كانت تبكي بشدة لإن والدتها مازالت تحت العلاج؛ وهذا الموقف ذكرني في تلك اللحظة بموقف والدتي التي اعتقدت إني مصابة بالفيروس لأنى لم أغادر المستشفى طوال 118 يوم، رغم أنى كنت أطمئنها باستمرار أنى في العمل وفي حالة جيدة إلا إنها وبقلب الأم كانت تعتقد في مرضى وأنى أخفى عليها هذا .
ورغم علمي بأن والدتي مريضة وهذا ما زاد في الاثر النفسي عندي خاصة عندما أوصتني السيدة علي والدتها وقالت لي: أنت أكثر من يشعر بإحساسي وأعرف أنك أمينة علي والدتي .
وكذلك موقف بعض الأطفال الذين اصيبوا بالفيروس في شهر رمضان والذى جعلني أتذكر أولادي، خاصة مع اقتراب موعد العيد فقررت أن أسعد هؤلاء الأطفال وأن واخفف عنهم معاناتهم نتيجة، غياب أسرهم فقمت بإحضار بالونات والعاب لهم انا والفريق الطبي المعاون مما جعلني أشعر بسعادة نتيجة لهذا الفعل باعتبارهم كأولادي .
-ومن المواقف التى أتذكرها موقف سيدة حامل في الشهر التاسع وبعد أن وضعت مولودها الذى كانت حالته سلبية وكان لابد من خروجه من مستشفى العزل فورا حتى لا يصاب وكان هذا الموقف غاية في الصعوبة، والمأسوية نتيجة رغبة الأم في احتضان مولودها والخوف من أنتقال العدوى إلية .
مما جعلنا نقوم بتصوير الطفل وعرض الصور عليها للتخفيف عنها من اثار الفراق الصعب وبعد عدة أيام خرجت الأم من الحجر وهي بحالة صحية جيدة.
*دور الوزارة في مواجهة كورونا
-بعد هذه المواقف الإنسانية المؤثرة أود أن اتعرف علي دور وزارة الصحة في مواجهة جائحة كورونا ؟
في الحقيقة تقوم الوزارة بدور محترم في هذا الشأن حيث أنها قامت وتقوم بتوفير، جميع المستلزمات الطبية بجانب الدعم النفسي والمعنوي والخدمة الفندقية المتميزة، في جميع مستشفيات العزل، ومن اهم اللمسات الإنسانية التي قامت بها الوزارة خلال فترة عيد الفطر بإرسال كعك العيد للمستشفيات والهدايا وكذلك، قيام الوزارة بعمل فريق متخصص للدعم النفسي للفرق الطبية، بجانب فريق حماية الأطقم الطبية، الذى يتابع باستمرار احتياجات الفرق الطبية من مستلزمات والاتصال اليومي من مستشار السيدة وزيرة الصحة .
كما أن دكتورة هالة زايد وزيرة الصحة كانت ومازالت علي اتصال بنا بمعدل مرتين في الأسبوع عن طريق الفيديو كونفرانس من أجل سماع المشاكل التي تواجهنا واتخاذ التدابير والإجراءات الفورية، وهذا يعتبر من الملامح التي لم نشاهدها من قبل أن أعلي منصب بالوزارة يعمل علي أرض الواقع وفورا من أجل حل المشكلات .
*تكليفات وقرارات وزارة الصحة
-هل هناك تكليفات من وزارة الصحة بعد انتقالك من مديرة مستشفى العزل بالعجمي إلي موقع وكيلة مديرية الصحة للشئون العلاجية ؟
طبعا هناك تكليفات من دكتورة هالة زايد بخصوص ملفات كورونا وقوائم الانتظار والأمراض المزمنة.
-ماهي أهم القرارات التي سوف تتخذ بخصوص مستشفيات الأسكندرية ؟
أولا بدأت بإجراء عدة اجتماعات للتعرف علي العاملين والإدارات ومدراء المناطق والمستشفيات، والنزول إلي أرض الواقع والمرور علي المستشفيات للوقوف علي حجم المشكلات الموجودة لتذليل الصعاب وحل المشكلات الموجودة؛ ومازالت الاجتماعات مستمرة، بشكل يومي بقيادة دكتور خالد عبد الغنى وكيل وزارة الصحة، لبحث مشكلات الأمراض المزمنة وتدعيم حالات الأمراض المزمنة على نفقة الدولة وصحة المرآة ومتابعة الارقام يوميا والمعوقات ومتابعة المبادرات الرئاسية وتنشيطها بالوحدات الصحية .
* كورونا في مصر
-ماهي رؤيتكم المستقبلية تجاه التعايش مع فيروس كورونا ؟
مبدأ التعايش لابد أن يتم باسترجاع الخدمات بالتدريج وأن يكون في كل مستشفى قسم خاص، بمرض كورونا علي أن تعمل باقي أقسام المستشفى في خط سيرها بحيث تنفتح اقسام على الخدمات الموجودة وقوائم الانتظار التى كانت متوقفة.
*تجربة مستشفى العزل بالعجمي
-نتيجة تجربتك كمديرة سابقة لمستشفى العجمي أريد معرفة لماذا أصبحت مستشفى العجمي للعزل أفضل مستشفى علي مستوي الأسكندرية؟
معروف أن الأطباء في أي مستشفى يقومون بنفس الدور ولكن الذى ميز مستشفى العجمي أن المعاملة بها كانت مختلفة، نتيجة المعاملة النفسية للمصابين باعتبارهم من أفراد أسرنا، "وإرضاء المرضى" كان احد اسباب نجاح العلاج بجانب الخدمة الطبية وتطبيق بروتوكول العلاج، مما ساعد على ارتفاع معدلات الشفاء، خاصة أن تأثير الحالة النفسية علي المرضى بسبب وجودهم في غرف مغلقة لفترة تؤثر على الحالة المعنوية لهم لهذا كان من الضروري، الاهتمام بهذا الجانب بالإضافة إلي أنه في أول ظهور لفيروس كورونا خلال ستة ايام ؛ انقلبت المستشفى رأسا على عقب فقد تحولت سراير المستشفى إلى سراير عناية وحصلنا على علي 50 جهاز تنفس صناعي بجانب 10 أجهزة كانت موجودة بالفعل وعدد 2 جهاز تنفس صناعي متحرك، وكانت سراير العناية 110 سرير اصبحت 140 سرير و60 سرير عناية بعدما كان هناك 20 سرير كما تم رفع كفاءة المستشفى بكل خدماتها بما فيها أماكن الأطباء.
-في نهاية اللقاء أود معرفة الاساليب المطلوبة والاجراءات اللازمة للحماية من هذا الفيروس حتي يتمكن المواطن من الوقاية من هذا المرض ؟
من الضروري التباعد الاجتماعي وارتداء الماسك، والابتعاد عن عادات القبلات والاحضان والمصافحة، خاصة وان حالات انتشار المرض مازالت مرتفعة وهذا يتطلب اتباع الاساليب المذكورة كإجراءات إحترازية للوقاية من فيروس كورونا .
إقرأ أ يضا | ابن طبيب الغلابة يكشف مفاجأة بعد وفاة والده ويكشف نهاية الرحلة (فيديو)