يعتبر الدولار الأمريكي العملة المقاسة عالمية والتي تقاس عليها العملات، وللدولار خصوصية القوة والنفاذ وذلك بتداولها الجغرافي الواسيع حول بالعالم.
فيستمد هذه الخصائص عند أرتباط الدولار الأمريكي بالذهب في اتفاقية وذر ست ثم فك الارتباط به وتعويم الدولار الأمريكي، والتي عرفت بصدمة "نيكسون" والتي عليها تحرر الدولار وأصبح في مهب رياح التقلبات الدولية المباشرة.
ومع ذلك وفي 2020، صمد الدولار الأمريكي متربعاً على عرش العملات ذات الاقتصادات الكبرى حتى في خضم جائحة كورونا، جاءت نتيجة ضخ البنك الأحتياطي الفيدرالي 1.5 تريليون دولار بالكيان الاقتصادي الأمريكي وخفض سعر الفائدة، حسب صحيفة الأسبوع الأمريكي، الذي عزز من عمليات الفوركس تتجه بشكل إيجابي نحو الدولار الأمريكي لتفادي مخاطر ضعف العملات المحلية في وقت غير آمن.
فقد صمد سعر الدولار الأمريكي بشهر مارس الماضي خلال الربع الأول، أو لمتاُثر من جائحة كورونا يساوي بسوق العملات الأجنبية الفوركس وظل جذاباً مقابل الجنية الأسترليني 0.76، والفرنك السويسري 0.99 والجنيه المصري15.70.
لماذا الدولار قوي؟
يعتبر الدولار الأمريكي قوي لعدة أسباب حيوية، منها أن الاقتصاد الأمريكي من إحدى الاقتصادات ذات الصحة الجيدة. وجهة أكثر جاذبية لرأس المال الأجنبي، كما أن جميع التجارب التكنولوجية والسوقية لأشهر الشركات الكبرى هي بدأت من أمريكا ثم تعممت بالعالم وعليه أرباحها تصل بالمليارات سنوياً.
قوة الميزان التجاري
تحسن الميزان التجاري للولايات المتحدة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، ويرجع الفضل في جزء كبير منه إلى الطفرة في إنتاج الطاقة في الولايات المتحدة، سواءاً نووية أو من النفط الحجري، وما نتج عنه من انخفاض في أسعار النفط التي خفضت واردات الولايات المتحدة وزادت صادراتها من الشركات الأمريكية الكبرى، مثلاً صادرات أبل وخدمات القوقل العالمية، وعليه الاحتفاظ بمزيد من الدولارات بالاقتصاد الأمريكي ستزيد من حالة قوة قيمة الدولار الأمريكي، وهي السيولة.
حالة تحسين عجز الموازنة
تتخذ الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة - في بعض الحالات بشكل حاد بخفض العجز عن طريق خفض الإنفاق وزيادة الضرائب، مثلاً قد خفضت العجز الفيدرالي الأمريكي من 11٪ من إجمالي الناتج المحلي المحلي، المنتج (الناتج المحلي الإجمالي) في عام 2010 إلى حوالي 3 ٪ في نهاية عام 2014، حسب "بزنز أنسيدر"، هذه الإجراءات.
خفص معدل التضخم
تستورد الولايات المتحدة العديد من السلع من الشركاء التجاريين في الخارج وخصوصاً من الصين، والتي تدفع مقابلها بالعملات المحلية، الذي يجعل الدولار الأمريكي قوياً واسعار السلع أرخص، مما يساعد في تخفيض ضغط التضخم على الدولار الأمريكي، كما أن الاحتياطي الفيدرالي في حالة دائمة في الحفاظ على أسعار الفائدة منخفضة لفترة أطول مما قد يساعد في التخفيف من الخسائر المحتملة في السندات عالية الجودة، الذي يجعله في حالة أداء قوي على مدار السنة.
السياسة الدولية للدولة
نعم السياسة الدولية للدول لها دور في تقوية عملتها المحلية بطريقة مباشرة، مثالا الفرنك السويسري وهو من أقوى العملات التي تصمد في وجه التقلبات السياسية والاقتصادية والتي يلجأ المستثمرون للتحوط من الخسائر، حيث يستمد الفرنك قوته من دولة محايدة سلمية ومستقرة، في حين القوة تعني كذلك الثقة، حيث تعتبر الولايات المتحدة من أكبر القوى الاقتصادية والتكنولوجية بالعالم، وكذلك عسكرية، كما لها أدوار إقليمية كبرى، هي عوامل تزيد من الثقة في أداء الاقتصادي أي الدولار الأمريكي.