يعترف البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب فريق توتنهام هوتسبير الإنجليزي لكرة القدم بأنه يفتقد كرة القدم ولكنه لا يريد أن يكون "أنانيا"، مشيرا إلى أنه يتوق إلى عودتها في وقت قريب جدا، حيث يواصل العالم محاربة وباء فيروس كورونا المستجد.
دخلت بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في حالة إغلاق في شهر مارس الماضي، مثلما هو حال معظم الدوريات الأوروبية الكبرى، حيث فرضت الحكومة البريطانية قيودا على تقييد حركة الناس في محاولة لمنع تفشي الفيروس، الذي أودى بحياة الآلاف من مختلف أنحاء العالم.
لا تزال أندية الدوري الإنجليزي مصممة على إنهاء الموسم، مع وجود خطط لعودة محتملة للبطولة في حزيران/يونيو القادم، ولكنها رهن بموافقة الحكومة.
وحاول نادي توتنهام الحفاظ على لياقة لاعبيه خلال فترة الإغلاق من خلال تزويدهم بدراجات تمرين، حيث يستضيف مورينيو جلسات تدريب افتراضية باستخدام تقنية مكالمات الفيديو (فيديو كول) لمراقبة تقدمهم.
وقال مورينيو في حوار مصور أذاعته شبكة (سكاي سبورتس) الرياضية اليوم الأحد "حتى قبل الإغلاق، (سعينا) على الفور لمحاولة منح اللاعبين الظروف المناسبة لإغلاق محتمل يظهر بعد بضعة أيام أو بضعة أسابيع. من خلال تجهيز منازلهم بالمعدات حيث يمكنهم التدريب".
وأوضح مورينيو "قام فنيو تكنولوجيا المعلومات الذين ينظمون كل شيء في التدريب بعمل شاق، كما هو الحال بالنسبة للجميع. أنا فخور حقا بالأفراد واللاعبين الذين يعملون بجد في ظروف غريبة للغاية".
وبالإضافة لمراقبة لاعبيه، يقوم مورينيو بواجبه من أجل المجتمع المحلي، حيث يقوم بتوصيل طرود الطعام إلى السكان المحليين ونقل الفواكه والخضروات الطازجة المزروعة في ملعب تدريب توتنهام إلى ملعب النادي الذي تقام عليه المباريات، حيث يتم تعبئتها وتوزيعها على المحتاجين.
كما تم تحويل ملعب توتنهام، الذي تم إعادة بنائه مؤخرا، إلى مستشفى مؤقت، حيث تقدم خدمات العيادات الخارجية للنساء بالإضافة إلى مركز اختبار فيروس كورونا (كوفيد – 19).
وأعرب مورينيو عن فخره بما يفعله توتنهام للمساعدة أثناء الوباء، في الوقت الذي قلل فيه من شأن مساهمته الفردية في تلك الظروف.
وأضاف مورينيو "أشعر بالفخر حيال ما يفعله ناديي وأنا لا أفعل شيئا. النادي مدهش للغاية. أشك في أن الناس لديهم فكرة عما يفعله النادي وما يحدث في هذا الملعب".
وتابع "عندما تقوم بأشياء جيدة، لا تحتاج إلى جعلها عامة، أنت تقوم بهذا الأمر لأنك تفعل ذلك بقلبك وهذا ما أشعر أن النادي يفعله".
لم يكن الإغلاق واضحا تماما بالنسبة لمورينيو، الذي تم توبيخه الشهر الماضي بسبب مخالفته لبروتوكول الحكومة وقيادة بعض اللاعبين في حصة تدريبية بأحد حدائق العاصمة البريطانية لندن.
واعترف المدرب السابق لتشيلسي ومانشستر يونايتد الإنجليزيين، بأنه يفتقد كرة القدم لكنه يدرك الآن أن الوقت لم يحن حتى الآن لاستئناف النشاط الكروي.
وأشار مورينيو "أفتقد كرة القدم لكني أحاول ألا أكون أنانيا – يتعين علي أن اتسم بالتوازن والإنسانية. أفضل أن أقول إنني أفتقد عالمنا - كرة القدم جزء من ذلك - ولكن ينبغي علينا أن نتحلى بالصبر ونواصل معركتنا. أرغب في الانتظار لأيام أفضل".
وواصل المدرب البرتغالي حديثه حيث قال "آمل أن يكون الجميع بصحة وأمان، أشعر بالأسف البالغ على العائلات التي دمرتها الأخبار السيئة".
وفي حال عودة الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الصيف، فمن المحتمل أن يتم إقام المباريات خلف أبواب مغلقة، وهو ما تسبب في الكثير من الجدل بين محبيه.
ورغم ذلك، أكد مورينيو أنه سيكون سعيدا بالمباريات التي تقام في ملاعب بدون جماهير نظرا للفرحة التي ستمنحها لمن يشاهدون المنافسات على شاشات التلفاز، والذين يحتاجون إلى القليل من الإيجابية خلال هذا الوقت الصعب.
كشف مورينيو "كمحترفين وأنا أتخيل أنني في موقف المشجعين، من الجيد أن يكون لديك ضوء، حتى لو كان في نهاية نفق مظلم،وأن نتخيل ونحلم أنه في يوم ما سيكون لدينا كرة قدم وهذا الملعب ممتلئ مرة أخرى".
وأنهى مدرب توتنهام حديثه قائلا "إذا عدنا خلف أبواب مغلقة، فإنني أرى أن الأمر ليس كذلك، لأن الكاميرات تعني أن الملايين يشاهدون تلك المباراة. لذا في يوم من الأيام إذا مضينا إلى هذا الملعب الخالي ، فلن يكون فارغا على الإطلاق".