أعلن الفاتيكان، اليوم الثلاثاء، إغلاق كاتدرائية القديس بطرس، وفقاً للتدابيرالاحترازية للسيطرة على فيروس كورونا المستجد.
وصرح المكتب الرسولى للفاتيكان في بياناً له قائلا:«ستظل كاتدرائية القديس بطرس مغلقة أمام السياح حتى 3 أبريل المقبل». وتابع:«سيتم اغلاق وحدة الهاتف المحمول التابعة لمكتب الفاتيكان في ساحة القديس بطرس، بالاضافة إلى غلق مركز المبيعات في دار النشر». مؤكداً ان الاجراءات الاحترازية سارية حتى 3 أبريل المقبل للحد من انتشار فيروس كورونا، وفقاً لموقع الفاتيكان نيوز.
وتعد كنيسة القديس بطرس واحدة من أكثر المواقع قداسةً وتبجيلاً في الكنيسة الكاثوليكية، وقد وصفها عدد من النقاد بأنها "تحتل مكانة بارزة في العالم المسيحي"، وبأنها "أعظم من جميع الكنائس المسيحية الأخرى". وسبب التبجيل يعود، لأن الكاتدرائية وبحسب التقليد الكاثوليكي تحوي ضريح القديس بطرس، ويقع الضريح مباشرة تحت المذبح الرئيسي للكاتدرائية والذي يسمى "مذبح الاعتراف" أو "المذبح البابوي" أو "مذبح القديس بطرس".
والقديس بطرس هو أحد التلاميذ الاثني عشر ومن المقربين للمسيح، وبحسب العقائد الكاثوليكية فإن يسوع قد سلّمه زمام إدارة الكنيسة من بعده، وبالتالي كان بطرس البابا الأول للكنيسة الكاثوليكية وكذلك أول أسقف لمدينة روما.
والموقع الذي تشغله الكنيسة، كان محط تبجيل من قبل مسيحيي روما منذ القرون الأولى، وقد ذكر المؤرخ الروماني غايوس في بداية القرن الثاني عن "الضريح المجيد" الذي يبجله المسيحيون في المدينة؛ وبعد إعلان المسيحية كدين رسمي للإمبراطورية الرومانية عمد الإمبراطور قسطنطين إلى تشييد كنيسة فوق المدفن الأصلي سميت "الكنيسة القسطنطينية" نسبة إلى بانيها الإمبراطور. بنيت الكنيسة الأولى بدءًا من العام 320 وبداعي التقادم الزمني من ناحية والثورة الثقافية في عصر النهضة عمد البابوات منذ يوليوس الثاني إلى ترميم ومن ثم بناء الكاتدرائية بشكلها الحالي، وقد أدت الظروف السياسية والاقتصادية من ناحية وبعض العقد الهندسية كطريقة تشييد القبة الكبرى من ناحية ثانية، إلى تأخر إتمام عمليات البناء لما يربو القرن من الزمن. إذ بدأ العمل يوم 18 أبريل 1506 وانتهى في 18 نوفمبر 1626.