حالة من الجدل شهدتها الهند خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك بسبب إجبار بعض الفتيات بخلع ثيابهن الداخلية ليثبتن أنهن لسن بفترة الحيض، وذلك بمدينة بوج، في معهد شري ساهاجاناند للبنات، والذي تديره طائفة سوامينارايان، وهي جماعة دينية هندوسية تعرف بأنها ثرية ومحافظة.
وبدأت الحكاية عندما شكت بعض المعلمات في إحدى الطالبات الجامعيات، اللاتي يعشن في نزل في ولاية غوجارات غربي الهند، من أجبرنهن مع أخريات على نزع ثيابهن لعرض ملابسهن الداخلية على المعلمات ليثبتن لهن أنهن لسن بفترة الحيض.
حيث استدعيت 68 طالبة من فصولهن، وأخذن إلى غرفة مراحيض المدرسة، وطُلب منهن واحدة إثر أخرى أن يكشفن عن سراويلن لفحصها.
وقيل إن مسؤولا في النزل اشتكى إلى مدير الجامعة، قائلا إن بعض الطالبات ينتهكن القواعد التي من المفترض أن تتبعها النساء الحائضات.
ووفقا لهذه القواعد، يُحظر على النساء دخول المعابد، والمطابخ كما ولا يُسمح لهن بلمس الطلاب الآخرين خلال فترة الحيض.
وفي أوقات تناول الوجبات، يتعين عليهن الجلوس بعيدا عن الآخرين، وتنظيف أطباقهن وحدها، أما في الفصل الدراسي، فيتوقع منهن الجلوس في المقعد الأخير.
لذا، اشتكى مسؤول النزل الشباب ، لمدير المدرسة من طالبات كن حائضات ودخلن المطبخ، كما اقتربن من المعبد، واختلطن مع غيرهن من السكان.
وزعمت الطالبات أنهن تعرضن في اليوم التالي للإيذاء من قبل مسؤول النزل ومدير المدرسة قبل أن يتم إجبارهن على خلع ملابسهن.
وليست هذه المرة الأولى التي تهان فيها طالبات بسبب الدورة الشهرية، ففي حالة مشابهة قبل ثلاث سنوات، جردت 70 طالبة من ملابسهن في مدرسة داخلية شمالي الهند على يد المراقبة، بعد أن شوهد دم على باب الحمام.
والتمييز ضد النساء بسبب الحيض منتشر على نطاق واسع في الهند؛ حيث اعتبرت الدورة الشهرية لفترة طويلة من المحظورات، كما أن الحائض تعتبر غير نقية.
وغالبا ما تستبعد المرأة الحائض من المناسبات الاجتماعية والدينية، وتحرم من دخول المعابد والأضرحة والمطابخ.
ولكن برزت عدة نساء متعلمات في المناطق الحضرية ممن تحدين هذه الأفكار الرجعيّة؛ ففي السنوات القليلة الماضية، بذلت جهود عديدة لكي تُرى الدورة الشهرية على حقيقتها: وظيفة بيولوجية وطبيعية.
الدورة الشهرية
تعد الدورة الشهرية بوابة الدخول إلى عالم البلوغ لدى الإناث، وهي عملية يتم فيها نزول الدم إضافة إلى مواد أخرى تمثل انسلاخ بطانة الرحم من خلال المهبل، وتستمر هذه العملية عادة لمدة تتراوح بين 3-5 أيام من كل شهر تقريباً حتى بلوغ سن اليأس الذي تتوقف فيه الدورة الشهرية بشكل دائم أو أثناء الحمل، ويبلغ متوسط عمر الفتاة عند بدء الدورة الشهرية 12 عاماً تقريباً، إلا أنّه يتراوح بين 8-15 عاماً، وتتوقف الدورة الشهرية عادة عندما تبلغ المرأة 45-55 عاماً.
تمر الدورة الشهرية عادة بأربع مراحل هي مرحلة الحيض التي يحدث فيها نزيف الدم، والمرحلة الجُرَيبِيّة التي تستمر عادة من اليوم السادس إلى الرابع عشر، حيث يرتفع مستوى هرمون الإستروجين مما يسبب زيادة سمك بطانة الرحم، إضافة إلى تحفيز الهرمونُ المُنبِهُ للجريب لنمو البويضات في المبايض، ومرحلة الإباضة التي تحدث في اليوم الرابع عشر تقريباً لدى النساء التي تستمر دورة الحيض لديهن 28 يوماً، وأخيراً مرحلة الجسم الأصفر التي تستمر من اليوم 15-28، حيث يرتفع خلالها مستوى هرمون البروجسترون للمساعدة على تحضير بطانة الرحم للحمل.
أعراض الدورة الشهرية
قد تلاحظ بعض الإناث العديد من الأعراض والعلامات التي تدل على قرب موعد الدورة الشهرية، وذلك قبل فترة قد تصل لأسبوعين من موعدها المنتظر، والتي لا تلبث أن تختفي مع نزول دم الحيض، ومن هذه الأعراض ظهور حب الشباب مما يؤدي لإغلاق مسامات البشرة وظهور بثور حب الشباب، التعب وعدم القدرة على النوم.
تشنج البطن: تعد تشنجات البطن الشكوى الأكثر شيوعاً لدى الإناث أثناء الدورة الشهرية، وتختلف عن باقي الأعراض في أنّها لا تظهر عادة قبل بدء الدورة بأسبوع إلى أسبوعين بل تظهر عادة مع بدء نزول دم الطمث، وتستمر لمدة 2-3 أيام.
الإمساك أو الإسهال: مع اقتراب موعد الدورة الشهرية، تبدأ أعراض الجهاز الهضمي بالظهور، فقد تصاب بعض النساء بالإمساك وقد يصاب البعض الآخر بالإسهال. الانتفاخ: تؤدي الهرمونات لاحتباس الماء داخل الجسم، مما يسبب الانتفاخ، ولذا تُنصح النساء عموماً بتقليل الملح في الفترة التي تسبق الحيض، وتناول المزيد من الفواكه والخضروات، وممارسة الرياضة بانتظام منعاً لاحتباس السوائل. المعااناة من الصداع: تسبب التغييرات في مستويات هرمون الإستروجين الشعور بوجع الرأس والصداع لدى العديد من النساء أثناء الدورة الشهرية، كما قد تزداد أعراض الصداع النصفي في فترة الحيض بسبب تأثير الهرمونات كما فقد تشعر المرأة بالقلق والاكتئاب فترة الدورة الشهرية.