يعيش العالم هذه الأيام حالة من الخوف الشديد نتيدة انتشار ما يسمى بالفيروس القاتل، وهو فيروس كورونا الذي ظهر في مدينة ووهان بالصين، ولم يلبث العالم أن يحاول القضاء على كورونا ليتم الإعلان اليوم، عن وجود فيروس جديد وأشد خطورة وهو فيروس أنفلونزا الطيور، الذي بدأ أيضًا ينتشر في الصين، لكن كآفة تلك الأمور حتى اللحظة بعيدة عن الشعب المصري، إلّا أنّه يواجه نوعًا آخر من الموت على شواطئه، وهو ما يطلق عليه سمكة الأرنب السامة، تلك السمكة التي يُجرم أو بيعها أو تداولها فى الأسواق، نظرا لسميتها وخطورتها على صحة المواطنين والصحة العامة، كونها تعيش فى قاع البحر وتتغذى على فضلات الأسماك.
اليوم انتفض البرلمان المصري من جديد في محاولة للقضاء على تلك السمكة ومنع تداولها بشكل نهائي في الأسواق المصرية ، كون تلك السمكة تفتك بالمواطن فور تناولها، وهي تنتشر بكثرة في المناطقِ الساحلية بالبحرين الأحمر والأبيض وخليج السويس وهي سمكة خطيرة غير عدائية تنفخ نفسها عند الشعور بالخطر استعداداً للهجوم.
سمكة الأرنب السامة، تتسبب فى تسممات هضمية خطيرة بسم "تيدرودوتاكسين تتواجد بكثرة لدى باعة الأسماك، والذين يقومون بصيدها وسلخها وبيعها "فيليه" حتى يتم إخفاء ملامح السمكة، ويتم بيعها بأسعار رخيصة جداً خاصة لدى الباعة الجائلين، ويلجأ العديد من المواطنين البسطاء لشراء السمكة دون دراية بخطورتها، وفي النهاية يكون هو الضحية.
و تختلف أعراض التسمم من شخص إلى آخر على حسب الكمية التى تناولها، وتبدأ أعراضها بالرغبة فى النوم العميق، الذى قد يصل إلى أكثر من 6 ساعات، أو حدوث تنميل بالوجه واللسان والشفتين، بالإضافة إلى حالات الإسهال والقئ والدوخة، وتصل فى أحيان كثيرة إلى حد توقف الجهاز التنفسى وحدوث الوفاة.
البعض يقومون ببيع السمكة وهم يدركون خطورتها لكنّهم يبررون هذا الأمر بأنّهم يزيلون الغدد السامة بها لتصبح صالحة للطعام، لكم في حال يزيل التاجر الغُدد السامة منها بإتقان وحرص شديد سيصاب فوراً لحم السمك، وينتقل إليه السم وتصيب من يأكلها بأعراض التسمم، خاصة وأنّ السموم بتلك السمكة توجد في الكبد والأمعاء والجلد والمناسل والخياشيم ولا توجد في اللحم، وجاء سبب كونها سامة هو أنها تتغذى على أنواع من الطحالب السامة والسم في هذه الأسماك يسمى tetrodotoxin ويتم إنتاجه في السمكة ببكتيريا خاصة تدعى ALTEROMONUS SPEC وهو موجود في الجلد والأحشاء، ولا يوجد السم في لحوم تلك الأسماك ، وتصل نسبة الجرعة السامة للبشر إلى أقل من واحد مليجرام؛ وبهذا يعتبر هذا السم من أشد أنواع السموم فتكا، كما أنه لا يتأثر بالطبخ، وحسب الجرعة التي تصل للإنسان فإن الأعراض الأولى تظهر على شكل الشعور بالدوخة، والتعرق، والتنميل والحكة والقيء، أما الأعراض الأكثر حدة تظهر على شكل آلام عضلية، مشاكل تنفسية، هبوط في ضغط الدم والشلل الذي يؤدي إلى الوفاة بسبب توقف الجهاز التنفسي، وتحدث الوفاة ما بين 6 - 8 ساعات.