"علقت خبر موتي على الحائط، وكل صباح ومساء كنت ألقي نظرة عليه، لأطمئن أن ورقة الجرنال التي كتبت فيها الخبر بخط كبير وصفحة أولى بعيدا عن الوفيات ما زالت سليمة، وتستطيع أن تقاوم معي الأيام القادمة"، كانت مجرد كلمات عابرة ذكرها كاتب شاب في إحدى رواياته، لكنّها في لحظة تحوّلت إلى حقيقة ثابتة وواقع أصاب هذا الشاب، لتتحول تلك الكلمات إلى تنبؤات تحققت بعد ذلك.
أمس، وفي الساعات الأولى من انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومع توافد الآلاف على المعرض أثار خبر موت كاتب شاب الحزن لدي الكثيرين تحديدًا من رواد المعرض، فالشاب محمد حسن خليفة كان قد حضر إلى المعرض لرؤية وتوقيع مجموعته القصصية "إعلان عن قلب وحيد"، ولكنه خلال ذلك شعر بالإرهاق والتعب فسقط مغشيًا عليه، وحاول الكثيرون إسعافه قبل أن يتوقف قلبه عن الخفقان، وتفيض روحه إلى خالقها الخميس الرابع والعشرون من يناير 2020، على أرض معرض الكتاب.
الراحل محمد حسن خليفة، كان قد نشر على حسابه أول أمس، نصا مقتبسا من إحدى قصصه المعنونة بـ"روحي مقبرة"، جاء فيه: "علقت خبر موتي على الحائط، وكل صباح ومساء كنت ألقي نظرة عليه، لأطمئن أن ورقة الجرنال التي كتبت فيها الخبر بخط كبير وصفحة أولى بعيدا عن الوفيات ما زالت سليمة، وتستطيع أن تقاوم معي الأيام القادمة"، ليعتبر الجميع أنّ الكاتب الشاب ربما كان يتوقع موته المفاجئ.
والكاتب محمد حسن خليفة صدر له هذا العام مجموعة قصصية "إعلان عن قلب وحيد"، وكان يكتب مقالات في عدة صحف عربية في مجالات الثقافة والفن والأدب.
"كان من الوارد جداً أن يكون موعد دفنى هو الأحد 3 أبريل بعد صلاة الظهر"، جملة عابرة كتبها الروائى أحمد خالد توفيق فى عام 2012، أى قبل 8 سنوات فى إحدى مقالاته بعنوان "أماركورد"، تنبأ فيها بيوم وفاته وموعد دفنه، وشاء القدر أن تتحقق كما لو كان يرى يوم وفاته أمام عينيه حين كان ممسكاً بقلمه لكتابة هذه الكلمات.
تلك العبارة التى تحققت بعد مرور 8 سنوات على مقاله، وأخذ يتداولها الجميع، بعنوان "أحمد خالد توفيق تنبّأ بموعد فاته، "بالنسبة لى متّ مرتين فى يوم واحد، ولم يكن الأمر صعباً جداً.. فجأة انقطع الفيلم فى لحظة بعينها ثم عاد بعد حذف عشر دقائق"، عبارة تضمّنها مقال "أماركود" عبر فيها الروائى الراحل لجماهيره عن إحساسه بعد اليوم الذي توقف فيه قلبه عن الخفقان إثر إصابته بأزمة قلبية في الثاني من إبريل عام 2011، دخل على اثرها المستشفى وتمكن من زرع دعامة، لكن حالته الخطيرة وقتها غيبته عن العالم لفترة قصيرة لكن ما إن عاد حتى كتب تلك الكلمات.
و وصف لحظات عودته بالعودة للحياة مرة أخرى، واختتم المقال الذي كتبه حينها، قائلاً: "الموت يأتى بسرعة فائقة فلا تراه قادماً.. ومَن ماتوا لم يجدوا فرصة ليخبروا الآخرين بهذا، أنا من القلائل الذين عادوا ويمكنهم أن يؤكدوا لك ذلك".
فحسب تعبيره، جميل جداً ألا تعرف أنك تموت ولا تتوقع ذلك، فجأة أنت هناك مع السر الأزلى، وتدخل عالم القبر والكفن.