لم تتوقع أن يُصاب بخسائر فادحة بتلك السرعة، حساباته بأمكملها فشلت في الأيام الأولى من تنفيذ مخطته الاستعماري في أرض المختار، ليبدأ في البحث عن منفذ يخرج من خلاله من الورطة التي وضع بلاده بها، هكذا كان الحال حاليًا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي عمل على استعمار ليبيا من أجل الغاز، بالرغم من تحالفه العلني مع الميليشيات الإرهابية والغير شرعية ومع معارضة العديد من الدول لهذا الاستعمار التركي، إلّا أنّ أردوغان رفض الانصات له وانساق وراء أهوائه مما وضعه في مأزق كبير وتكبد في أيام قليلة خسائر كبرى من الممكن أن تطيح به نهائيًا ليبدأ في البحث عن خطة أخرى تتوافق مع أهوائه، تلك المرة في الصومال.
أردوغان قبل ساعات قليلة خرج ليكشف عن أنّ بلاده ستبدأ في التنقيب عن النفط في المياه الصومالية، هذا الإعلان وصفه أردوغان بأنّه جاء نتيجة دعوة من مقديشيو لبلاده بمساعدتها في استخراج النفط من المياه، "ذا تايمز" البريطانية كشفت عن أن إعلان الرئيس التركي رجب طيب أدوغان بشأن عزم تركيا على بدء التنقيب عن النفط في المياه الصومالية بدعوة من مقديشو، يشكل علامة جديدة على مساعي أنقرة للتأثير خارج حدودها بعد تدخلها الفاضح في ليبيا.
وذكرت وسائل إعلام تركية أن الرئيس التركي تحدث عن طلب من الحكومة الصومالية للتنقيب عن النفط في المياه الإقليمية الصومالية دون ذكر أي تفاصيل إضافية، ونقلت قناة "أن تي في"، وهي محطة تلفزيونية تركية، عن أردوغان إن هناك "عرضاً من الصومال...إنهم يقولون، هناك نفط في البحار. أنت تنفذ هذه العمليات مع ليبيا ويمكنك القيام بها هنا أيضاً"، مضيفاً: "هذا مهم للغاية بالنسبة لنا. لذلك ستكون هناك خطوات سنتخذها في عملياتنا هناك".
وقالت الصحيفة إن نفوذ تركيا في الصومال يتزايد منذ عام 2011، عندما أرسلت شحنات كبيرة من المساعدات خلال مجاعة. وفي نفس العام، زار أردوغان مقديشو ليصير أول زعيم غير أفريقي يقوم بذلك منذ 20 عامًا، ومنذ ذلك الحين استثمرت تركيا حوالي 100 مليون دولار في مشاريع البنية التحتية وعززت العلاقات التجارية الثنائية إلى 206 مليون دولار في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي. وتشغل شركات تركية مطار مقديشو وميناءها الذي تديره مجموعة البيرق مالكة صحيفة "يني شفق" المؤيدة لأردوغان.
وافتتح معسكر تركسوم، أكبر قاعدة عسكرية تركية في الخارج عام 2017 وهو يغطي مساحة 400 هكتار. ويمكن للعسكريين الأتراك الـ 200 المتمركزين هناك تدريب 1500 جندي صومالي في وقت واحد. وأقامت تركيا أيضاا، روابط مع السياسيين داخل الحكومة الصومالية وهي تمول عدداً من المواقع الإخبارية المحلية، وعام 2018، وقعت تركيا عقد إيجار مدته 99 عاماً في سواكين، وهي جزيرة في البحر الأحمر تعتبر جزءاً من السودان وكانت في السابق ميناءً عثمانياً. وتقول أنقرة إنها تخطط لإعادة تطويره كمنتجع سياحي.
تسعى تركيا لتعزيز حضورها في الصومال والقرن الأفريقي، بمشاريع اقتصادية وعسكرية، لتشكيل حاضنة جديدة للإرهاب في المنطقة.