مباني حجرية عتيقة متهالكة، تحمل طابع معماري قديم يشبه في تصميمه القلاع الحربية، قد يقابلك أحدها في منطقة الشلالات، أو أبي قير، أو الورديان بالإسكندرية، وقد استحال المبنى إلى أطلال، هذه المباني كانت بمثابة حصون الإسكندرية وساحل البحر المتوسط ضد أي هجمات إنها طوابي الإسكندرية.
بدأ محمد علي في إنشاء طوابي الإسكندرية فور توليه حكم مصر، حيث أنشأ القلاع والحصون لحمايه الثغور، فعندما قرر محمد علي السفر إلى الإسكندرية، قام بتجديد أبراجها وحصونها، وأكمل أبناءة، بناءالطوابى والاستحكامات وزودوها بالمدافع والأسلحة.
وخلال الأسطر التالية نتعرف على طوابى الإسكندرية والبالغ عددها 21 طابية مسجل منها 12 طابية وبرج في عداد الآثار الاسلامية لعل أشهرها :
طابية كوسا باشا
أنشأها محمد علي عام 1807 على ساحل أبوقير؛ لتحصين الإسكندرية ومنطقة أبو قير، وأطلق عليها الأهالي مغارة كوسا باشا، وكانت تشبه قلعة قايتباي ولكن باتت مبني متهدما يضم سراديب وخنادق مهجورة تعاني التآكل، كما أنها غير معروفة لوجودها بمنطقة منعزلة لها حدود خاصة.
طابية باب رشيد
عرفت بطابية محمد علي، وباب رشيد، وباب شرق، تقع حاليًا في حديقة الشلالات بالإسكندرية، وهي عبارة عن مبنى مستطيل على شكل تل ترابي تغطيه النخيل والأشجار، ويحيطه سور حجري من 3 جهات، أعاد محمد علي بناءها عند ترميم الإسكندرية، لم يبق منها سوى باب شرق وهو مدخل السلاطين والحكام، إذ بدأت جدرانها تتهدم مع الغزو الإنجليزي للإسكندرية 1882.
الطابية الحمراء
أنشئت في عهد محمد علي باشا، لحماية شواطئ مصر الشمالية، عرفت بالحمراء بسبب كثرة الدماء التي سالت عليها دفاعًا عن مصر، تقع شمال مركز إدكو بالإسكندرية، تهدم منها جزء كبير بسبب الزلازل.
طابية النحاسين
بناها محمد علي باشا بمنطقة حدائق الشلالات بالإسكندرية، على مساحة 627 مترًا، وأطلق عليها قبور اليهود لمجاورتها مقابر اليهود، وهي عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مكون من طابقين، وظلت الطابية نقطة دفاع مهمة، لأنها كانت مصنعًا للآلات النحاسية الخاصة بالجيش، ولكن تستخدم حاليًا كمقر لإدارة التوثيق الأثري.
طابية اليسرى “أم قبيبة”
أنشئت منذ 168 عامًا، على مساحة 15 فدانا قرب سواحل غرب الإسكندرية، وتعد الحصن الأثري الأكبر مساحة في مصر، إذ تفوق مساحتها قلعة قايتباي 3 أضعاف، وتضم أكبر وأعمق خندق أثرى تم حفره، وشيدت بأمر من محمد علي، وظلت تستخدم كحصن حربي في عقود متتالية.
وقال أحد أثاريي الإسكندرية، تندرج طوابى الإسكندرية، تحت تصنيف الآثار الإسلامية الهامة ولكنها لم تلق الإهتمام المطلوب، فلم تخضع لأى من اعمال الترميم او الصيانة منذ بنائها فى عهد محمد على وحتى الآن، كذلك لم تخصص لها وزارة الآثار حتى الآن أى اعتمادات لترميمها والتركيز كله حاليا يقع على المعالم الأهم كالمتحف اليوناني الروماني، والمعبد اليهودي والذي تم افتتاحه يناير الجاري، وأكد أن جميع الطوابى لاتزال موجودة بنفس أماكنها، ويمكن لأى شخص زيارتها ولكنها بالطبع فى حالة سيئة نتيجه الإهمال وعدم الصيانة، مما عرضها للتهدم والتهالك.