كيف تواجه "التضامن الاجتماعي" الهجرة غير الشرعية؟ (تفاصيل)

واقع مرير، يتفاقم يوما بعد يوم على المستوى العالمي، يتعدد أسبابه ويتداخل في كل مرحلة زمنية معينة حسب الظروف والمعطيات التي تشكلها، ولن يختفي إلا إذا انتبه له الأشخاص وأدركوا مدى خطورته على المجتمع بأكمله، وأشكاله المختلفة التي يتلون بها.

الهجرة غير الشرعية التي ازدادت تفاقما وانتشارا منذ نهاية التسعينيات إلى الوقت الراهن، في دول العالم وتوغلت في بلدان الدول النامية مستغلة حالات الاضطراب السياسي وعدم استتاب الأمن، ومعاناة الفقر في أغلب دول القارة الأفريقية، لابد من وقفة قوية تصدها عن اصطياد للشباب وتجعلهم فريسة للاعتقال و السجن أو بالموت، بالإضافة لفقدان القوة البشرية الأفريقية.

وأدركت مصر خلال السنوات الأخيرة خطورة الهجرة غير الشرعية، وبناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإطلاق مباردة مراكب النجاة، قامت الدولة بسرعه تنفيذها على أرض الواقع.

وضع الخطة

وبدأت وزارة التضامن بوضع الخطة لمواجهة الهجرة غير الشرعية، والتي بدأت بتحديد المحافظات التي تكثر فيها عدد المهاجرين غيرالشرعيين، والتي أكدتها الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، والتي تشمل ١١ محافظة وهي" الفيوم، الشرقية، الدقهلية، المنوفية، البحيرة، الغربية، وكفر الشيخ، الأقصر، المنيا، أسيوط، سوهاج "، نظرا من تدني الخدمات المقدمة، وقلة الوعي لدى الشباب، وتطلعهم لتحقيق ربح مادي عال وسريع.

مشاركة القطاع المدني

ووجهت "القباج"، منظمات المجتمع المدني بالمشاركة في تلك المباردة، لإذكاء الروح الوطنية والتوعية بمخاطر الهجرة غير الشرعية، وتنظيم العمالة داخل مصر وتدريبها لتكون كفاءة للخروج للعمل بالخارج.

وطرحت القباج حلولا تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي اقتصاديا واجتماعيا وتوعويا، من خلال برنامج فرصةو منحة للإقراض متناهي الصغر ونقل الأصول الانتاجية والتشبيك مع القطاع الخاص، وإن كانت أسباب اجتماعية فهناك مبادرة حياة كريمة ويمكن من خلالها استهداف بعض القرى التي بها نسبة كبيرة من الهجرة غير الشرعية عن طريق المبادرة، وإن كانت في التوعية فهناك برنامج وعي تقدمه الوزارة لتعزيز المواطنة والتوعية، لافتة إلى احتياج المبادرة لمنظومة اقتصادية اجتماعية توعوية.

وأكدت موضحة أن الوحدات الاجتماعية ستكون في خدمة هذا البرنامج بشراكة مع وزارة الهجرة والقطاع الخاص والمجتمع المدني وكافة الوزارات المعنية.

اتحاد الجمعيات الأهلي: إرسال الخطة النهائية للاتحاد لعرضه على وزيرة التضامن الاجتماعي غدا

ولتوضيح كيفية عمل الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني، في تنفيذ الخطة التي وضعتها وزارة التضامن الاجتماعي، قال طلعت عبد القوي، رئيس اتحاد الجمعيات الأهلية، إنه يوم ١٦يناير المقبل، سيتم إرسال الخطة النهائية للاتحاد لعرضه على وزيرة التضامن الاجتماعي.

وكشف "عبد القوي" خطة منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في مبادرة مكافحة الهجرة غير الشرعية، قائلا سيتم العمل على ٤ عناصر، الأول منها الجزء الخاص بالقروض كماصرحت الوزيرة، حيث سيتم توفير قروض حسنة بمبالغ مالية تصل ل١٥ ألف جنيه، وسيتم توفيرها للشباب الذين لديهم مهنة، لعمل مشروعات صغيرة، سيتم تسديد أقساطها على ٣ سنوات، مؤكدا أن الجمعيات الأهلية مرحبةبذلك، حيث أبدت جمعية الأورمان ومصر الخير ورجال الأعمال استعدادها لذلك.

وأضاف "عبد القوي" أن العنصر الثاني سيكون من خلال التوعية بخطورة الهجرة غير الشرعية من خلال عرض النماذج التي انتهت بالمأساة وتعرضت للموت، والعنصر الثالث سيتداخل أثناء تنفيذنا مبادرة حياة كريمة في المحافظات، موضحا أن المحافظات التي يتم العمل بها ضمن حياة كريمة، هي المحافظات التي يزيد فيها أعداد المهاجرين غير الشرعيين، حيث سيتم مراعاة البنية الأساسية والتحتية المنازل تلك المحافظات، كما يتضمن العنصر الرابع، توفير فرص عمل للشباب، حيث سيتم إيجاد فرص عمل من خلال التعاون مع القطاع الخاص، وأن تتلقى الجمعيات التي تتواجد في المحافظات بيانات الشباب ومؤهلاتهم الدراسية حتى يتم إيجاد فرص مناسبة لهم.

وتابع: "أنه سيتم لجنة تنسيقية بين وزارة التضامن الاجتماعي والهجرة، وسيشارك الاتحاد العام للجمعيات الأهلية في تلك اللجنة لتتولى للإشراف على أعمال المبادرة الرئاسية".

برنامج فرصة: تفعيل كل الأدوات التي تتبعها وزارة التضامن الاجتماعي

ومن جانبه، قال الدكتور عاطف الشبراوي، مستشار برنامج فرصة، إن وزارة التضامن الاجتماعي ستقوم بتفعيل كل الأدوات التي تتبعها، في خدمة مبادرة الهجرة غير الشرعية، وكل المؤسسات التابعة لها مثل مؤسسة تكافل والقومية للأسرة والمجتمع، فضلا عن التوسع في برنامج فرصة باعتباره أحد برامج التمكين الاقتصادي، المساندة لبرامج الحماية الاجتماعية، وباعتباره من أهم البرامج التي تمنح الإقراض للمشروعات الصغيرة من خلال التشابك مع القطاع الخاص.

وأوضح، أن البرنامج سيتوسع في ٣ محافظات خلال الأيام المقبلة، ابتداء من يوم ١٩ فبراير، سيتم التحرك في محافظة الوادي الجديد، أسيوط، المنيا، حيث ستكون هناك تدريبات للشباب مع منظمات العمل الدولية، حيث سيتم استهداف الشباب لتعزيز سبل التمكين الاقتصادي للراغبين في الحصول على فرصة عمل أو الحصول على معدات إنتاج أو قروض متناهية الصغر ، وذلك ضمن منظومة متكاملة للتمكين الاقتصادي ودعم الباحثين عن فرص عمل لنقلهم من المساعدات إلى الاستقلالية المالية وسبل معيشة أكثر مرونة وصولا لتحقيق الاكتفاء الذاتي مع تجهيز وحدات وحاضنات إنتاجية متخصصة في الصناعات الريفية والغذائية وإنتاج قيمة مضافة من الخدمات والمواد الأولية المحلية.

مراكب النجاة»، مبادرة مصرية للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المُصدرة للهجرة، أطلقتها وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، تنفيذاً لتوصيات «منتدى شباب العالم» الأخير في شرم الشيخ... المبادرة بدأ تنفيذها في محافظة البحيرة بدلتا مصر، وكانت قد بدأت في محافظة الفيوم جنوب غربي القاهرة الأيام الماضية.

المبادرة تواصل عملها، وسوف يتم تنفيذها في 9 محافظات مصرية أخرى، إلى جانب الفيوم والبحيرة، بإجمالي 11 محافظة، وذلك للحد من الظاهرة.

وكلف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في ختام «منتدى شباب العالم»، وزارة الهجرة، بالتنسيق مع الجهات المعنية، وإدارة المنتدى، لإطلاق مبادرة «مراكب النجاة» للتوعية بمخاطر «الهجرة غير المشروعة» على الشواطئ المصدرة للهجرة. وخلال الشهر الماضي، بحثت مصر واليونان وقبرص، تعزيز التعاون في مكافحة «الهجرة غير المشروعة»، ضمن مبادرة «مراكب النجاة» المصرية.