بابتسامة يملؤها التفائل ونبرة أمل، يخالطها الثقة بالله والتطلع إلى المستقبل ، وبلهجة يتخللها الفرحة ، تحدث إبراهيم الخولي، صاحب الـ 24 عاما، أول معيد مصاب بمتلازمة داون، عن كيفية اجتيازه العقبات وتحقيق حلمه بأن يصبح معيدًا بمعهد الإعلام بالمعهد الكندي العالي–CIC وهي السابقة التي تناقلتها وسائل الإعلام المحلية والدولية حينها، وتطرق إبراهيم في حديثه إلى دور الدكتور عمر شهدي ، أستاذه بالجامعة، في تغيير مجرى حياته .
فرحة عارمة علت وجه إبراهيم، بعد أن احتضنه الرئيس وكرمه لتفوقه العلمي على مرأى ومسمع الملايين، فحدثنا إبراهيم عن أول محاضرة القاها بالمعهد، وعن أحلامه المستقبلية وما الذي يطمح في تحقيقه ، ومطالبه كذوي قدرات خاصة من الدولة.. فكان الحوار التالي.
كيف تلقيت دعوة الرئيس لتكريمك باحتفالية ذوي الهمم؟
تلقيت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالتكريم من قبل وزارة الشباب والرياضة لتفوقي العلمي، وعندها شعرت بفرحة كبيرة، وبعد ذلك طلبونا لعمل بروفات، لكيفية الدخول للقاعة أثناء التكريم و مصافحة الرئيس ، وإستعدادات الدخول.
وبما كنت تشعر أثناء وقوفك بجوار الرئيس للتكريم؟
لحظة التكريم شعرت بسعادة غير عادية، ذوي الهمم المكرمين كان من المفترض أن لا يدلوا بكلمة أثناء التكريم ، باستثناء الطالب شهاب، ولكن بعد ذلك تم السماح لكل مشارك بإلقاء كلمة قصيرة معبرة ، وبالفعل إلقيت كلمة مختصرة بإعتباري أول معيد في مصر مصاب بمتلازمة داون وقلت كلمتي " أننا قوة وأنني أرغب في المساعدة وذكرت شعار " دعني أصمد وأن لم استطع ساعدني على المحاولة" . .
هل دار حوار بينك وبين الرئيس السيسي ؟
لم يدور حوار بيني وبين الرئيس السيسي ، فقط قام بتقبيلي، ووجهت الشكر للرئيس وقلت له " انا بحبك ياريس وأنت أب لينا ، وطلبت من الرئيس الكلمة وبالفعل سمح لي .
كيف كانت بداية تعيينك معيدًا بالمعهد الكندي للإعلام؟
ذهبت إلى نائب رئيس الجامعة الدكتور ممدوح القاضي ، وطلبت منه أن أعمل كمعيد بالمعهد ، ولكنه أخبرني أن وظيفة المعيد صعبة ، وعلي أن أّذهب إلى الدكتور الخاص بطلبة الاحتياجات الخاصة بالمعهد، ويحدد لي أي الوظائف التي تناسبني ، ووالدتي حدثتني حينها عن العمل في وظيفة أخرى غير المعيد، ولكنني رفضت حينها، وأخبرت والدتي ، الإدارة أننى استطيع التدريس سوا في البحث العلمي والمحاضرات، وقلت العمل كمعيد أو لا ، وهنا أخبرني أن الإدارة ليس لديها مانع في أن يتم تعييني بعد إنتهاء دراستي، ولكن عملي كمعيد بدئته أثناء مناقشة مشروع اذاعة وتلفزيون ، بعد إصراري على الإلتحاق طبقا لقانون 2018 التي تسمح لنا الالتحاق بالبحث العلمي
متي تم التعيين وهل كانت هناك مخاطبات تمت بين المعهد والمجلس الأعلى للجامعات للموافقة ؟
مصر بها قانون للتعليم والبحث العلمي صادر عام 2018، ورئي الجامعة أخبرنا بأنه سوف يجري مخاطبة المجلس الأعلى للجامعات بحيث أن يتم الأمر بشكل رسمي بعد الامتحانات، وبالفعل أثناء فترة السمر كورس ، عينت في 1 أكتوبر الماضي، كنت أقوم بتدريس مادة النقد السينمائي لطلاب الفرقة الرابعة لم أكن احترف الأمر بنسبة 100% وقمت بالتدريب على عمل المحاضرات..
وماذا عن أول محاضرة القيتها على زملائك كمعيد؟
أول محاضرة قمت بتدريسها كانت مادة النقد السينمائي يتدرب الطلاب على المحاضرات بعمل مقدمة مقارنة بين فيلمين فيلم عسل أسود لأحمد حلمي ، وفيلم عبده موتة لمحمد رمضان، لتقديم صورة للشاب الإيجابي والشاب السلبي والعميد اخبرت والدتي أنني تخطيت كل التوقعات.
هل شعرت بالإرتباك والتوتر أثناء إلقاء أول محاضرة ؟
ما ساعدني على إلقاء المحاضرة هو أني كنت أقوم بالتدريس لزملائي في الفرقة الرابعة ممن كنت على معرفة بهم ، خلال فترة دراستي باعتبار أننا في نفس المرحلة الدراسية.
وهل كان هناك تجاوب من قبل زملائك؟
كان هناك تجاوب من قبل زملائي أثناء التدريس.
وماذا بعد منصب معيد؟
أرغب في الترقي في الدرجات العلمية فحتى الأن أنا مجرد مساعد باحث في الإعلام واحتاج إلى درجة علمية لكي أصبح أستاذ لكي أصبح معيد بالمعهد بشكل رسمي.
بعيدًا عن التدريس حدثنًا عن موهبتك بمجال رياضة التنس هل خضت بطولات من قبل؟
أصبحت بطل عالم في التنس حصل على مركز ثالث فراد ومركز أول زوجي ، فشاركت في بطولة العالم الماضية وبطولة 2008 الدولية ، وبطولة شمال إفريقيا ، منذ عام 2008 وأنا أشارك في البطولات الدولية.
في مسيرتك العملية والشخصية هل واجهت صعوبات نظرًا للظروف التي تمر بها ؟
كان هناك الكثير من المعوقات فالحياة لم تكن وردية، ولكن بفضل الله ومجهود والدتي التي لاتحب الحديث عن الصعوبات التي واجتهتنا ، تم إجتياز هذه الصعوبات.
هل يثير مصطلح ذوي الإعاقة إستياءك ؟
أرفض كلمة اعاقة ، كيف نكون ذوي اعاقة اختاروا اسماء حلوة تريحنا، فأنا أشعر بالوجع من كلمة "ذوي إعاقة" أحلم بأن يتم إلغاء مصطلح ذوي الإعاقة ويطلق علينا ذوي القدرات، فلا يصح أن يوصف من ينجح في مجاله بذوي إعاقة.
وبما يحلم المعيد إبراهيم الخولي ؟
أحلم بأن أكون مذيع ، واتجهت للتدريس إحتذاء بأستاذي في الجامعة الدكتور عمرو شهدي قدوتي ومثلي الأعلى الذي قام بتشجيعي فكنت أرغب في أن أًصبح معيد مثله، وقبل أن أصبح معيد كنت أرغب في أن أصبح مذيع ، وقمت بإجراء محاولتين إذاعة لقاء مع الإعلامية لمياء عبد الحميد ، وهناء عصام في التلفزيون المصري، وبالفعل قدمت أداء أشادوا به بالإبتسامة والقبول، ولقاء في قناة المعهد CIC .
هل قام أحدهم بالتنمر عليك وما كان شعورك حينها ؟
أشعر بالإهانة في كرامتي ولكن لا أحب أن أظهر الأمر ، ولكن أراى أن مثل هذه الأمور أمر طبيعي فأي إنسان هناك من يقبله ومن لايقبله، فنحن مختلفين ولكن عليهم أن يتقبلونا .
وماذا تطلب من المسئولين بالدولة لتحقيقه لذوي القدرات الخاصة؟
أطالب بأن يتم تفعيل قانون ذوي الاعاقة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي ، فهو غير مفعل سوى في مرحلة الدراسة الأساسية ولكن غير مفعل في مرحلة التعليم الجامعي ، فلأبد من توعية الأهالي والمسؤلين، ووجود لجنة ومكتب لذوي القدرات الخاصة، في كل جامعة.
وبما تسعى لتحقيقة السنوات القادمة؟
بعد الإلتحاق بالعمل كمعيد أرغب في المستقبل أن أصبح رئيس جامعة.
وهل لك طموحات في مجال الرياضة بعيدًا عن الدراسة؟
أرغب في أن أحصل على بطولة أول العالم في التنس.
وماذا عن الحياة الخاصة بما تتمني الأيام القادمة على المستوى الشخصي؟
أرغب في الارتباط والزواج .