توفيت طفلة عقب وصولها مستشفى "طما" بسوهاج أمس، بعد قدومها من مركز صدفا بمحافظة أسيوط، عقب تناولها وجبة "إندومي" في المنزل، وبسؤال والدها أفاد بأنَّ سبب الوفاة تناولها وجبة "إندومي" في المنزل، وحُرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة.
وأشيع فى الفترة الأخيرة وجود علاقة بين الإصابة بمرض السرطان وتناول الإندومى، وأنه يسبب السرطان رغم أن الكثير من الأطفال يفضلونه لمذاقه الخاص، والذى يحتوى على نسبة كبيرة من التوابل وله طعم مميز وخاص.
وفى هذا التقرير نرصد أراء الأطباء في خطورة تناول الإندومي وهل هو يسبب الأمراض أم لا؟.
حيث قال الدكتور حسام الأشطوخى استشارى طب الأورام بمعهد أورام طنطا إن الجمعية الأمريكية للأورام أكدت أن "الإندومى" يحتوى على كم رهيب من الكربوهيدرات التى تدخل جسم الإنسان.
وأوضح أنه يمكن استخدامه مرة أو مرتين فى الأسبوع لكن الاعتماد الكلى عليه خصوصًا بين الناس التى تستدعي عملها تناوله باستمرار، أو الشباب الكسول الذين يرغبون فى تناول الطعام بسرعة سيسبب مشكلة صحية، لأن الجسم يحتاج لتناول عناصر أخرى مثل البروتين والفيتامينات، وعلى المدى الطويل يمكن أن يسبب مشاكل فى الجسم.
وأكد أن المشكلة الوحيدة فى الإندومى أنه علميًا مصنف تحت مسمى (junk food) أى "لا يسمن ولا يغنى من جوع ويؤدى إلى زيادة الوزن ولكنه لا يسبب السرطان".
وأشار الدكتور حسام الأشطوخى إلى أن الإندومى يحتوى على محسن طعم كما يحتوى على مادة تسمى (جلوتامات أحادى الصوديوم) وتسمى اختصارًا MSG، وتستخدم الجلوتامات كمحسن للنكهة وتقوم بعمل موازنة ومزج وتقريب للإحساس الكلى بالتوابل الموجودة فى الإندومى، موضحًا أن إنتاج هذه المادة يتم عن طريق عملية تخمر بكتيرى مثل الذى يتم فى صناعة الخل والألبان .
ومن جانبه قال مدير المركز القومي للبحوث سابقا، الدكتور هاني الناظر، إنه لا مشكلة نهائيًا في تناول الأطفال للإندومي، موضحًا أن ناشري مثل هذه الشائعات لديهم أهداف منها بث القلق في المجتمع وكذلك نوعًا من التسويق التجاري عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلق"الناظر"، على شائعة تكون الديدان في الملوخية عند حفظها في الثلاجة بعد الأكل، مشيرًا إلى أنه لا صحة لهذا الكلام وبالبحث وجد إنها ناتجة عن تحوير لحديث في برنامج العلم والإيمان للراحل الدكتور مصطفي محمود.
وتابع :" الراحل الدكتور مصطفى محمود كان قد حذر في برنامجه من أكل الخضراوات دون غسلها لاحتمالية وجود ديدان فيها وذكر ضمنها الملوخية ومن هنا انطلقت الشائعة".
وأوضحت الدكتورة نفيسة البنا أستاذ التغذية العلاجية بكلية الطب المنزلي جامعة حلوان، أن الإندومي تحتوي على نسبة ضئيلة جدًا من البروتين الضروري لبناء الخلايا، مما يجعل لها أضرارًا بالغة الخطورة خاصة على الأطفال.
وفي السياق حذرت أخصائية التغذية "كاثرين زيراتسكي" في مايو كلينيك من بعض الأعراض التي قد تحدث عقب تناول الإندومي كالإصابة بالصداع والخفقان، والتعرق، وآلام الصدر، والغثيان، واحمرار الجلد، مع الشعور بوخز في بعض المناطق، وكلها أعراض تحسسية تسببها مادة جلوتومات الصوديوم لدى الأشخاص المصابين بحساسية.
ويحتوي الإندومي أيضًا على مادة تسمى "البروبيلين جليكول" وهي عبارة عن سائل كحولي يستخدم كمادة حافظة، وله أضرار بالغة على صحة الكبد والكلى والقلب.
ويحتوي أيضا على مادة حافظة تسمى "TBHQ" تحفظ دقيق القمح والملح والزيت النباتي الموجود بالإندومي، وقد حذَّرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من الإفراط في استخدام هذه المادة، حيث إن الحد الأقصى المسموح به منها يجب ألا يتجاوز 0.02%.
ومن جانبه أجرى الدكتور برادن كوو من مستشفى ماساشوستس الأمريكية، تجربة عملية، لتتبع ورصد تأثير تناول وهضم الأندومي من خلال كاميرا بحجم قرص الدواء، وضعها داخل معدة أحد الأشخاص.
فوجئ الطبيب بأنه حتى بعد مرور ساعتين على تناول هذه الشعرية ظلت في المعدة دون أن يتم هضمها.
وقارن بين عملية هضم الشعرية سريعة التحضير والشعرية العادية لمزيد من توضيح الفارق، ووجد أن الشعرية العادية تم هضمها بعد مرور نحو ساعتين بعكس الشعرية سريعة التحضير.