تقدم اللواء سعد الجمال عضو مجلس النواب ، نائب رئيس البرلمان العربى ، بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب موجه إلى وزيرة الثقافة بشأن إهمال دور الثقافة فى مصر، موضحاً أن الثقافة منتج وصناعة لابد وأن تجد الدعم الكامل لها حتى تنجح في مهمتها، لكن على الرغم من انتشار الهيئة فى جميع المحافظات بنحو أكثر من 500 موقع ثقافى "قصور ثقافة، بيوت ثقافة ، مكتبات"، إلا أن التأثير المجتمعي الذي تقوم به الهيئة عليه الكثير من التحفظات، خاصة اهتمام الدولة المصرية ببناء الإنسان، وأهمية دور الهيئة في زيادة الوعي الجماهيرى، خاصة في مجال محاربة الإرهاب ومواجهة التطرف بالتنوير، كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس جمهورية مصر العربية، في أكثر من مناسبة.
أكد الجمال، أن قصور الثقافة تمثل حائط صد فى مواجهة التطرف والإرهاب، والتقليل من دورها يعطي فرصة للجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب واستغلال تدني وعيهم لتنفيذ مخططاتها الهدامة، موضحاً أن ضعف إمكانيات القصور هو السبب الرئيسي لفشلها فى جذب الشباب، ما يدفعهم إلى الجلوس على المقاهي بلا هدف، انضمام بعضهم لجماعات متطرفة، ضرورة تفعيل دور القصور لمحاربة الإرهاب.
تابع الجمال، أن هيئة قصور الثقافة لعبت دورًا شديد الأهمية فى عصور مصر المعاصرة، فقد كنا نراها فى ستينيات القرن الماضى، تعرض مسارح، وأفلام سينمائية، وتنظم ندوات تثقيفية مهمة، وتشرف على المكتبات، لكن الآن تقلص دورها إلى أقصى درجة، لتعيش كأى مرفق ثقافىفى أزمات عدة منها أزمة الميزانية، أزمة عدم فعالية الدور، أزمة عدم وجود المرافق التى تعرض فيها كتبها، أزمة الانتشار فى وطن هو فى أشد الحاجة للفعل الثقافى.
أوضح الجمال، أن هيئة قصور الثقافة، في انهيار حاليًا، وبالتالي لا تقوم بالدور الذي ينتظر منها، كون أغلبية القصور مغلقة، وبدون أنشطة حقيقية، بعدما كانت تلك الأماكن فى السابق مشاعل وضوء، في محافظات الوجه القبلي والبحري، مضيفاً لا نتذكر عمل قامت الهيئة بشكل جاد، ولا يشعر بوجودها، مشيرًا إلى أنه إذا تم إغلاق تلك الهيئة لن يشعر المواطن بتغيير أو حتى الوسط الثقافي سوف يشعر بتغيير، ربما فقط الأزمة التي سوف تحدث نتيجة عدد الموظفين الهائل بها.
وأضاف أن الهيئة تعاني من سوء المنظومة الإدارية، مثلها مثل عدة هيئات حكومية وثقافية، وكثرة الموظفين فيها وانتشار مواقعها فى أماكن كثيرة، جعل إدارة هذا الكيان فيه شىء من الصعوبة، بجانب المركزية التى تعانى من الإدارات.
تابع الجمال، أنه رغم وجود بنية أساسية جيدة فى غالبية قصور الثقافة من مبانٍ حديثة، وعدد كبير من الموظفين وميزانيات كبيرة للأنشطة، بدأ الوسط الثقافى ينحّى نفسه عن الارتباط بهذه القصور وتجذبه المنصات الإعلامية المستقلة والمنتديات الأدبية الخاصة، على عدة خلفيات ومنها عدم توزيع القصور الثقافية توزيعاً عادلاً، حيث تستأثر مناطق نائية بقصور متكاملة من المبانى والمرافق وغيرها، فى حين أن هناك مناطق محرومة من المبانى المؤهلة التى يحتاجها العديد من القراء والمثقفين.
أوضح، أن العديد من مراكز قصور الثقافة تعانى ضعف الإمكانيات والإهمال الذى شل كافة الأنشطة داخل تلك القصور مما يعد إهداراً للمال العام، واختفاءً لدور تلك القصور فى تنمية المواهب والفنون المسرحية، مشيراً إلى أنه لابد من وضع خطة استراتيجية تطوير قصور الثقافة وتفعيل دورها في جذب الشباب ومواجهة التطرف ، مضيفا إن أداء قصور الثقافة، يشهد تراجعا كبيرا ولا تقوم بدورها كما يجب، وفقدت التواصل مع الشباب ودعمها بكل الإمكانيات اللازمة للقيام بدورها عن حق.
تابع الجمال، أن قصور الثقافة تواجه أزمة كبيرة فى الكوادر البشرية العاملة فيها، وهى عدم تفهمهم لطبيعة علمهم ولطبيعة الوسط الثقافى، ويغلب عليهم طابع الموظف الحكومى فى أدائهم الوظيفى مما يجعل من الثقافة مجرد روتين وظيفى يؤديه العاملين فى القصور، وهو ما يفسر المطالبات الملحة للمثقفين بضرورة تأهيل العاملين بقصور الثقافة، وكذلك قوقعة الأنشطة الثقافية داخل الغرف المغلقة وعدم الانفتاح على الإنترنت لتحقيق أهداف الدولة فى استقطاب الأجيال الشابة نحو التنوير.