"يا أقرع، يا طويل، يا تخين".. وصفٌ يُلازم البعض في كل مكان وفي كل عصر، تعددّت الملامح والشخصيات ولكن الوصف والألم واحد، فبعد اختفاء طويل عادت ظاهرة التنمر للطلاب من جديد، فكان أخرها للطالب "جون أنجلو" من جنوب السودان، والذي تعرض للتنمر من قبل 3 شباب مصريين، في مقطع فيديو أثار الكثير من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
فخلال الأيام القليلة الماضية انتشرت كلمة "التنمر"، البعض تعجب من هذا اللفظ في حين لم يفهمه الكثيرين، لكن في النهاية وبعد تداول الكلمة وانتشارها في الكثير من وسائل الإعلام، اتضح أنّها متوارثة منذ الأزل مع تغير المصطلحات، وبالرغم من ذلك إلا أن لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، دور في مكافحتها لإقتلاعها من جذورها.
حملة لمكافحة التنمر
"أنا ضد التنمر".. حملة أطلقتها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، بنهاية عام 2018 بالتعاون مع اليونيسيف والمجلس القومي للطفولة، لمحاربة ظاهرة التنمر بين طلاب المدارس، والتي تعرف بالتنمر المدرسي، أو البلطجة، والتسلط، والترهيب، والاستئساد، والاستقواء.
وكانت تهدف الوزارة من الحملة هو التوعية بأخطار ظاهرة التنمر على طلاب المدارس وإبراز دور المعلم وولى الأمر للمساعدة في القضاء على هذه الظاهرة، حيث أنها تشكل خطورة على أبنائنا في المدارس، وتُشير الدراسات العالمية، بأن ثمانية من طلاب المدارس الثانوية يغيبون يومًا واحدًا في الأسبوع على الأقل بسبب الخوف من الذهاب إلى المدرسة خوفا من التنمر.
اتقالي دمك تقيل
لم تتوقف الوزارة في محاربة الظاهرة عند هذا الحد وإنما تداولت بعض من مقاطع الفيديوهات القصيرة، على مواقع التواصل الإجتماعي وعبر صفحتها الرسمية.
"اتقالى دمك تقيل"، "وودانك مطرطقة"، بهذه الكلمات كشف الفنان الكبير أحمد حلمى، تجربته وتعرضه للتنمر فى فترة طفولته، مشيرا لضيقه الشديد من الكلمات التى وجهت له.
وسرد الفنان أحمد حلمي سفير النوايا الحسنة ليونيسف مصر، مواقف من طفولته لدعم الحملة، موجها رسالة لأولياء أمور الأطفال الذين يتعرضون للتنمر، لحثهم على كشف تعرضهم للتنمر، ومن أساء لهم فى فترة طفولتهم، ومصادقة أطفالهم وعدم التنمر على أبنائهم.
وقال حلمى: "حولت كل الكلام اللى كان بيجينى يهدنى لطاقة وقوة، وصلابة أنى اثبت لنفسى أولا أن الكلام دا مش فيا ومش حقيقى، الحاجة الوحيدة اللي مقدرتش اغيرها هى ودانى لسه مطرطقة زي ما هى بس حولتها لعلامة مميزة".
التحلى بالقوة اللازمة
كما نشرت صفحة يونيسف مصر بموقع "فيسبوك" فيديو للفنانة منى زكى وجهت من خلاله رسالة للأسر المصرية، حول خطورة ظاهرة التنمر أو اضطهاد بعض الأطفال لنظرائهم، وشددت خلالها على أهمية تعلم طرق التصدى للشخص المتنمر، والتحلى بالقوة اللازمة لإيقافه عند حده.
إجراءات جديدة لمكافحة التنمر
وبالرغم من تداول الحملات التوعوية للوزارة بربوع المدارس بمختلف المحافظات، ونشر مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الإجتماعي؛ لتثير إعجاب الكثيرون إلا أن الظاهرة لازالت في الانتشار بيبن الطلاب والدليل على ذلك الواقعة الآخيرة لطالب جنوب السودان، الأمر الذي جلعت الوزارة تصدر بعض من الإجراءات الجديدة ليتم تداولها بالمدارس.
حيث أصدر الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم، تعليمات رسمية لجميع المديريات التعليمية بجميع محافظات الجمهورية، توصي بالتنبيه على جميع مدارس مصر بضرورة الحفاظ على الطلاب ومحاربة كافة ظواهر التنمر التي قد يتعرضون لها.
وأوضحت "الوزارة"، أن وزارة التربية والتعليم لن تتوانى في محاربة "ظاهرة التنمر" بين طلاب المدارس والعمل على القضاء على هذه الظاهرة ، حيث إنها تشكل خطورة على أبنائنا في المدارس، مؤكدًا على جميع المدارس بمكافحة جميع أشكال التنمر والسخرية والاستهزاء والتمييز والعنف بين الطلاب وبعضهم وبين المعلمين والطلاب.
وشددت وزارة التربية والتعليم في تعليماتها على التنبيه على مديري المدارس بتحديد أماكن لاستقبال أولياء الامور داخل حرم المبنى المدرسي وفي أوقات محددة ومعلنة للجميع.
وتم التشديد أيضًا على ضرورة عقد لقاءات دورية يتم من خلالها الاستماع إلى مقترحات ورؤى أولياء الأمور والمعلمين والطلاب والعمل على وضع حلول مناسبة للعقبات التي قد تطرأ خلال فترة سير اليوم الدراسي.
كما تم التأكيد ضرورة غرس قيم الانتماء والمواطنة والولاء والبذل والتضحية من أجل الوطن، والتأكيد على الثوابت الوطنية بشكل دوري.
«التنمر»، هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه طفل أو مجموعة من الأطفال ضد طفل أخر أو إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، ولكن الغريب عندما يواجه الفنانين والإعلامين والكرويين، مثل هذه الظاهرة خاصةً وأنهم سبب رسم الضحكة على وجوه الأطفال.