منذ بدء العملية التركية في الشمال السوري، والتي لم تعلن تركيا الغرض الأساسي منها بالرغم من الشعارات التي خرج بها أردوغان بأنّه يريد توفير منطقة آمنة للاجئين السوريين للعودة لبلادهم بالإضافة إلى محاولته القضاء على الجماعات المسلحة في الشمال السوري والتي تهدد الأمن التركي، تلك المزاعم التي يعلم الجميع عدم صحتها إلّا أنّ الغرض التركي الذي لم تتضح صورته الحقيقية بعد بدا واضحًا بعض الشيئ خاصة بعد محاولة القوات التركية تحرير المسجونين الدواعش في شمال سوريا.
خلال الأيام القليلة الماضية وبعد ساعات من بدء العملية التركية كان هناك طرفًا يحاول العودة من جديد على الأرض بمساعدة أردوغان والذي يعمل على عودته، ألا وهو تنظيم داعش الإرهابي والذي ينتظر الفرج على يد الخليفة المزعوم.
الشمال السوري وتحديدا مدينة الرقة والحسكة بها عدد من السجون التي بداخلها عشرات الآلاف من الجنود الدواعش بالإضافة إلى بعض المخيمات التي يقطن بها أسرهم وعلى رأسهم مخيم الهول والذي يقع تحت أيدي القوات الكردية، تلك الأماكن التي بات المقيمين بها يننظرون أمل العودة من جديد خاصة بعدما خرج البغدادي ليحث على تحريرهم، وبالفعل تم تدمير بعض السجون عن طريق القوات التركية وهروب عدد كبير من الدواعش الذين حاليا يقفون للحرب في صفوف الجيش التركي حسبما ذكرت بعض المصادر السورية.
الأمر لم ينتهي هنا بل عمل أردوغان وجنوده إلى تهجير عدد من أهالي مدينة تل الأبيض الكردية في شمال سوري، وتمكين عدد من منازل المدينة للدواعش الفارين من السجون الكردية وتحديدا من مدينة رأس العين السورية، لتكون تلك البداية هي بداية عودتهم من جديد خاصة وأنّ التنظيم الإرهابي بدأ هو الآخر يشن هجمات على المسلحين الأكراد في الرقة والحسكة وتحديدا المكلفين بحماية السجون الخاصة بالدواعش من أجل تحرير أعوانهم، وبدأ الأمر بتحرير عدد من الداعشيات المحتجزات بعد مداهمة مقر في قرية المحمودلي التابعة لناحية الجرنية غربي الرقة.
كما فر أيضًا نحو 800 شخص من عائلات مقاتلي التنظيم من مخيم للنازحين، فضلاً عن فرار جهاديين من أحد السجون بينهم بلجيكيان وأعمال شغب شهدتها مراكز احتجاز أخرى، حسبما أعلنت بعض المصادر التابعة لقوات سوريا الديموقراطية.
وأبدت دول أوروبية عدة قلقها البالغ من تداعيات الهجوم على المعركة ضد خلايا التنظيم، وعلى مصير 2500 إلى ثلاثة آلاف أجنبي من أصل 12 ألف عنصر من التنظيم في سجون