طارق شوقي: مسابقة الـ120 ألف معلم ليست تعاقدًا أو تعيينًا دائمًا.. "حوار"

السبت 19 أكتوبر 2019 | 10:22 صباحاً
كتب : سارة محمود

"الدروس الخصوصية.. عجز المعلمين.. الكثافة الطلابية.. الثانوية العامة".. ملفات شائكة على طاولة وزراء التعليم منذ فترة طويلة، فبين الحين والأخر وزير يرحل والأخر يأتي، ولازالت الملفات حبيسه الأدراج بالرغم من أهميتها في تطوير المنظومة التعليميه المصرية، إلا أنه حان الوقت لختراقها أمام الجميع لايجاد بعض الحلول الجذرية لغلق تلك الملفات بشكل نهائي.

لا أحد يستطيع أن ينكر الدور المهم والخطير الذي يلعبه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، منذ أن تولى تقاليد منصبه حتى الأن، لإحداث نقلة نوعية وطفرة كبيرة سواء في مرحلة التعليم الأساسي والثانوي، ولكن بطبيعة الحال فأن إي تجربة جديدة في البدابة لأبد أن تتعرض لأزمات ومشاكل من أعداء النجاح.

وفي حوارنا مع وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور طارق شوقي، تحدث عن اغلب الصعاب وكيفية مواجهتها، وماذا عن التحول في فكرة الدمج بين التعليم والتكنولوجيا.. وإليكم نص الحوار:

- في البداية.. حدثنا عن تجربتك مع التكنولوجيا والانترنت ودمجها بالتعليم ؟

منذ 24 عام وتحديدا في عام 1995 كنت أستاذا في جامعة إلينوي وقتها كان التدريس نمطيًا بـ "التختة والطباشير" لكن في نفس الوقت ظهرت لغة الـ hmtl وظهرت بوادرمتصفح الإنرنت فأصبحت مغرمًا بما رأيته في شبكة الأنترنت الوليدة وتخيلت ما يمكن أن تضيفه لعملي كمعلم.

فأقبلت على تعليم اللغة الجديدة، وبدأت في كتابة محاضرتي في كورسات عديدة وتم رفعها على الموقع بالانترنت، ومن هنا أصبحت مواقع الانترنت تساعدني في عملي للبحث عن ما كنت أكتبه خلال السنوات القليلة الماضية، فضلًا عن بذل الكثير من الجهد والحماس لتوصيل المعلومات بشكل أفضل للأخرين.

- هل كان التواصل مع الطلاب في ذلك الوقت سهلًا؟

ليس كذلك بالطبع.. فالأمر كان ممتعًا وصعبًا في ذلك الوقت خاصة وأنه تم تغيير كافة استراتيجيات التعليم، وتم التواصل مع الطلاب من خلال شبكات جديدة.

- هل مصر جاهزة الأن لانطلاقه تعليمية كبرى؟

بالفعل مصر الأن جاهزة لانطلاقة تعليميه كبرى سوف تضعنا في مصاف الدول المتقدمة، ولكن إذا عملنا معًا للوصول إلى الهدف المرجوه منه، والدليل على ذلك تم تفعيل المحتوى الرقمي التعليمي الهائل من خلال بنك المعرفة، فضلًا عن تواجد منصه إدارة التعليم ممدده بشبكة الألياف الضوئية في ربوع مصر.

ليس فقط ذلك وأنما مكنا المعلم بأجهزة حديثة لكي نبدع في بناء تعليم متميز وممتع تساهم بشكل كبير في أناره العقول وخيال أبنائنا.

- ماذا عن خطة الوزارة الفترة المقبلة ؟

الفلسفة التي تنتهجها الوزارة دائمًا هي التعرف على المشكلات المزمنه بالمنظومة التعليمية، ومحاوله معالجتها من جذورها ومن أبرز هذه الأزمات التي تسعي الوزارة لحلها "سد عجز المعلمين" وبعض المشكلات الإدارية كالمسمى الوظيفي والاغتراب وغيرها من الملفات الشائكة.

- وماذا عن المعلم المصري وحقوقة على الساحة؟

المعلم فى القلب وهو محور الاهتمام؛ لذلك نتعاون مع كليات التربية والجهات التدريبية المختصة لصالح المعلم والعملية التعليمية، كما أن كل من يعشق مهنة التعليم ويؤمن بفكرة دور التعليم في حياتنا، فقد تم إتاحة الفرصة للتوظيف الأن؛ وذلك لأن التطوير يحتاج إلى جميع المؤهلات.

- هل المعلمين ينجحوا بالفعل في تطوير المنظومة التعليمية؟

بالفعل أثق في معلمينا الأجلاء ومعظم أعضاء أسرة التربية والتعليم، وولذلك ستشهد الساحة التعليمية خلال الفترة المقبلة احداث طفرة كبيرة ونقلة نوعية لنقل التعليم الحكومي إلى مصاف الدول التي سبقتنا.

كما أن الفترة الماضية شهدت العديد من التدريبات المكثفة لمئات الآلاف من معلمي مراحل رياض الأطفال ومراحل الثانوية العامة لتأهيلهم المهني وتحقيق عملية تطوير التعليم.

- ما خطة الوزارة لحل أزمة المعلمين وسد العجز بالمدارس؟

المعلم هو العامل الرئيسي والأساسي في نجاح المنظومة بأكلمها، ولذلك تسعي الوزارة جاهدًا لحل الأزمة واقتلاع الأزمات من جذورها، بالإضافة إلى تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية، ورؤية المجتمع للمعلم وتنميته المهنية ومساعدته على أداء المهمة بالرغم من التغييرات التي تحدث بجانبه.

ولذلك كان لأبد أن يقف الجميع وقفه واحدة للاتفاق على إطار عام لقياس كفاءه المعلم، للاستفادة منه خلال التعينات المقبلة، كما تم إطلاق أكبر بوابة عربية إلكترونية بالفعل يوم الأربعاء الماضي لتعيين 120 ألف معلم للتعاقد لمده عام ويجدد لمده 3 أعوام.

- وماذا عن مسابقة وزارة التربية والتعليم 2020؟

مسابقة 120 ألف معلم ليست تعاقد أو تعيين الدائم بالشكل المتعارف عليه، خاصة وأنه لم يكون هناك وظائف مفتوحه ليست بالتعليم فقط وأنما بالجهاز الإداري بأكمله منذ فترة كبيرة.

ولكن لاحتياج الوزارة لإعداد من المعلمين لسد العجز بالمدارس بمختلف المحافظات، قامت الوزارة بتنظيم هذه المسابقة على نفقتها الخاصة وليست على نفقة الدولة من خلال الموازنة العامة للدولة.

- التعاقد مع 120 ألف معلم.. أحدث جدل بالمجتمع هل سيكون هناك أختبار أم شهادات دولية؟

مفيش أي جدل نهائيًا ولكننا بطبيعة الحال نحب خلق قصص من أشياء تبدو أبسط من ذلك، فكل الأمر أنه تم أطلاق بوابة إلكترونية عربية تعمل بدون العنصر البشري.

- لأول مرة يتم إطلاق أكبر بوابة عربية إلكترونية.. ما هي مميزاتها.. وكيف يستفيد المعلم منها؟

لأول مرة مصر تسعي إطلاق مثل هذه البوابات، كما أنها ستكون بمثابة بنك معلومات وبوابة تواصل مباشر مع المؤهلين للعمل بمدارس الوزارة

لتسجيل الوظائف المؤهلة للعمل بالمدارس الحكومية والخاصة بجمهورية مصر العربية؛ وتتسم البوابة بالذكاء الاصطناعي التي تقيس مهارات المعلمين ويحدد المعلم الكفء عن طريق المهارات لتحويلها إلى مكافآت مادية، كما أنه سيتم الاحتفاظ بأوراق المقدمين بالمسابقة علي السيستم لسنوات طويله مقبله.

ليس فقط ذلك وأنما سيتم طرح إعلانات للتعيين، كما تم إتاحة خدمة التطوع لمن يرغب في المشاركة في العمل التربوي وسيكون وفق شروط الوزارة والتوظيف الأمثل للموارد.

- وماذا عن الاختبارات والشهادات الدولية؟

الاختبارات تطبق فقط على من يمارس مهنة التعليم.

- وماذا عن منظومة التعليم الجديدة.. وإلى أين وصلت الأن من نتائج؟

الجميع يدرك أن الوزارة تأخرت بالفعل في إنقاذ المنظومة التعليمية المصرية، والدليل على ذلك أنه منذ 70 عامًا نتحدث عن الدرسات والأبحاث ولم يكون هناك خطوة واحده جادة في هذا الملف، وبالرغم من ذلك إلا أنه حان وقت التنفيذ على أرض الواقع.

كما أنه لابد أن يؤمن الجيمع أن مسالة التطوير أكبر بكثير من زيادة ارواتب المعلمين وأعضاء التربية والتعليم، والكثافة الطلابية وصيانة المدارس.

بالإضافة إلى أن هناك الكثير من المشاكل والأزمات بقانون العمل والمناهج الدراسية وتطوير البنية التحتية للتعليم الفنة، وفي الأساس بفلسفة التعليم المصري.

- ماهو المعيار الذي تلجأه إليه الوزارة لتقييم المنظومة التعليميه؟

في البداية الكفاءه بالنسبه للوزارة هي أهم شئ، فضلًا عن الأيمان بالقضية والمهنة وحب المهنة، ثانيًا كفاءه القدر.

- هل من الممكن أن تصل المدارس المصرية إلى أمكانيات المدارس المتقدمة؟

اللي مش هيغلط مش هيتعلم، ولكن نحن في سباق مع الزمن والدول المتقدمة، فضلًا عن مواجهة مقاومة التغيير من قبل فئة من المجتمع، وبالرغم من ذلك إلا أننا من الممكن أن نصل إلى المدارس اليابانية ولكن من خلال بذل الكثير من الجهود والتربية السليمة خلال الفترة المقبلة، لنحصل على المنتج الصحيح.

- وكيف يحقق الشكل المؤسسي للعملية التعليمية؟

السنوات الماضية كانت المنظومة التعليمة قائمة على ثقافة الشهادات متناهية الصلاحية، وأساليب معينة في الوصول إلى التنمية المهنية، وبالرغم من ذلك إلا أن هذا الأسلوب لم يتناسب مع الوزارة لتطوير المنظومة التعليمية.

ولذلك فكان لابد من أتاحه المعلمين تدريب أكثر عمقًا ومعايير شفافة للترقي بالوظيفة والنمو معها، وكل ذلك يتم من خلال النقاشات المستمرة مع خبراء التربية والتعليم للوصول إلى الاتفاق على المعايير التي يتم من خلالها قياس المعلم، وهذا جزء من المنظومة الأكبر.

- بعد عامين من تولي المنصب.. هل طارق شوقي يسير على الطريق الصحيح بتطوير التعليم؟

بالفعل نسير على الطريق الصحيح، والدليل على ذلك مقارنه وضع التعليم والمنظومة خلال السنوات الماضية بالوضع الحالي، فالأن أصبح جيدًا بكثير عما سبق.

- متي تنتهي وزارة التربية والتعليم من الأزمات الحالية؟

الازمات والمشكلات التي تتعرض لها الوزارة لم تنتهي في شهر واحد فقط، وأنما تحتاج إلى وقت طويل لجني ثمار ما تم زرعه خلال السنوات الماضية، كما أنه حان الوقت لنسير على مقولة "قليل من الوقت كثير من العمل".

- ماذا عن الدروس الخصوصية.. وهل الوزارة نجحت بالفعل في القضاء عليها؟

مرحلة امتحانات الثانوية العامة هي الأكبر بالنسبة للوزارة، خاصة وأننا نتعامل مع ثقافة متقاعسة لمدة سنوات طويلة ماضية، وبالرغم من ذلك إلا أن مشكلتنا ليست الدرس أو الدروس الخصوصية، ولكن الأزمة الكبير هي "ماذا يحدث داخل الدروس الخصوصية" فأذا كان بالفعل المدرس يقوم بتدريس المواد للطلبة بالطرق الصحيحة والطالب يستفيد إذا لا توجد أزمة لدينا.

- ماذا تتمني الأن لتنفيذه خلال الفترة المقبلة

أشتاق أن أحاضر مرة آخرى وأن أجد الوقت كي أعيد تأليف هذه المناهج بالأدوات الجديدة.

اقرأ أيضا