الطاقة النووية هامة.. ويجب استغلالها لكونها طاقة نظيفة.
_وكنا نتعاون مع دول افريقيا "بفتور".. والخمس سنوات الاخيرة أنجزنا الكثير
_المخلفات مصدر طاقة كبير.. ويجب تضافر الجهود لاستغلالها
_زوجي الداعم الأول لي منذ بداية مسيرتي.. وكافئنا الله بالتفوق والمحبة
سيدة مصرية بملامح أصيلة، نقش النيل على ملامحها الطيبة والنقاء، فصارت نبراس أضاء طريق عائلتها بالحب والعزيمة، انها الدكتورة إلهام محمود أحمد ابراهيم، الحاصلة على منصب نائب رئيس المجلس العالمي للطاقة ممثلة لأفريقيا بالإجماع، وذلك في الانتخابات التي أجريت على هامش مؤتمر مجلس الطاقة العالمي رقم 24 والمنعقد في أبوظبي الشهر الماضي.
وكانت إلهام أول مصرية تشغل منصب مفوض الطاقة والبنية التحتية في الاتحاد الأفريقي عام 2008 منذ أن أنشأه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كمنظمة الوحدة الأفريقية، وأعيد انتخابها في القمة الأفريقية عام 2012م بعد أن رشحتها مصر لشغل المنصب للمرة الثانية، وتحصل على المنصب بالإجماع.
وقالت محمود في حوار لـ"بلدنا اليوم"، إن مصر بها مصادر متنوعة للطاقة التي يجب استغلالها بالشكل الامثل، لافتة إلى أن هناك طفرة كبيرة في الاهتمام والرغبة في التعامل مع دول إفريقيا، بعد قصور منّا في فترة من الفترات.
ونوهت إلى أنه تم إنشاء هيئة الطاقة المتجددة فى الثمانينيات، لكن لم يتم تفعيلها بالشكل اللازم، وهو ما جعل كثيرا من الدول التى بدأت بعدنا فى هذا المجال تحقق نجاحات كبيرة، مضيفة:"ولكن في الخمس السنوات الاخيرة تداركنا الوضع وأنجزنا الكثير".
وإلى نص الحوار..
من هي إلهام محمود؟ وأهم المناصب التي تقلدتها؟
أفخر كوني ابنة مدينة اسوان، ولدت وترعرت فيها مع والديّ اللذان دعماني بشكل كبير، وكانا سبب تفوقي منذ صغري.
تخرجت من كلية الهندسة جامعة أسيوط بامتياز، وتوليت اول منصب كمعيدة في الكلية، ثم انتقلت الى القاهرة للعمل في المركز القومي للبحوث، واستمريت في العمل فيه حتى نلت رسالة الماجستير.
ماهو الوقت المحوري في حياة الدكتورة إلهام؟
بعدما نلت الماجستير، انتقلت لجامعة الهندسة في اسوان، ولبعض الظروف قدمت استقالتي لتكون نقلة جذرية في حياتي، فقد جاءتني فرصة للعمل في السد العالي، وهي مرحلة لا استطيع أن انكرها من حياتي العملية، لأن تحوي خبرة عملية كبيرة جدا، وعظيمة جدا دامت 10 سنين.
وبعدها اتنقلت للقاهرة مرة اخرى، وعملت في هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة واستمريت فيها 15 عام.
حدثينا عن منصب أول وكيلة وزارة في وزارة الكهرباء؟
التحقت بالعمل في ديوان عام الوزارة، كوكيل وزارة للتعاون الدولي، لمدة سنتين، واخترت بعدها وكيل اول وزارة الكهرباء، كأول سيدة تتولى هذا المنصب في تاريخ الوزارة.
وفي عام ٢٠٠٨، رشحتني الوزارة عن منصب مفوض البنية التحتية والطاقة في الاتحاد الافريقي، وفزت بالمنصب، لدورتين متتاليتين بالإجماع الأصوات، مدة الدورة الواحدة 4 سنين، فاستمريت ٨ كمفوض بمنصب وزير في الاتحاد الافريقي، حتى عام ٢٠١٦.
كيف تقلدتي المنصب؟
في السنة الأخيرة من عملي كمفوضة، مصر رشحتني، لمنصب نائب مجلس الطاقة العالمي، وتم اختياري لتولي المنصب في الذورة الأولى لمدة سنتين، وأُعيد انتخابي لدورة جديدة بإجماع الاصوات، مطلع الشهر الماضي.
ما هي أهم مهام المؤتمر؟
هو عبارة عن رئيس وعدد من النواب للمناطق المختلفة في قارات، اسيا وامريكا وامريكا اللاتينية والشرق الوسط، واوروبا.
والمجلس عبارة عن تجمع ومنتدى لكل المهتمين بقطاع طاقة الكهرباء والبترول والنووي والغاز، من الشركات والحكومات والجامعات والافراد، ويتضمن اكتر من 3 آلاف عضو، و100 دولة، فلا يستطيع أحد العيش بشكل منفرد، خاصة في مجال الطاقة، ومن هنا كانت اهمية وجود منصة او مكان يجتمع فيه الناس لمناقشة مشاكلهم وقضاياهم في قطاع الطاقة.
ويقوم المجلس بعمل مؤتمر دولي كل 3 سنين، وهناك اجتماع سنوي للجمعية العمومية، يتم مناقشة كل التفاصيل الفنية والمالية والمشاكل التي تواجهها الطاقة.
حدثينا عن شعورك بعد فوزك بمنصب نائب رئيس المجلس العالمي للطاقة ممثلة لإفريقيا، للمرة الثانية؟
بالطبع سعيدة لأني أقوم بمثيل مصر في هذا المجلس، وبالتأكيد الفترة التانية ستكون أصعب من الأولى، خاصة في جذب أكبر عدد من الدول الإفريقية للانضمام إلى المجلس، وتفعيل دورها.
ففي الأولى كان عدد الدول المشاركة من أفريقيا بسيط، ولكن بدأت الدول تستجيب فانضمت دولتين جدد، إلى جانب فوز اثنان من الشباب الافريقي، بجائزة برنامج مجلس الطاقة العالمي للشباب والمبدعين المجددين، لأول مرة عام 2019.
وهو برنامج للمشاريع المبتكرة الخاصة بالطاقة والتي تضيف جديد، واتمنى في الاعوام المقبلة يكون الفائز من مصر، لأننا نملك شباب واعي ومثقف لديه القدرة على الابتكار، ولكن ينقصه معرفة الطريق.
مشروع ممر التنمية الإسكندرية – كيب تاون أهميته.. وما اللذي سيقدمه للقارة؟
المشروع من ضمن مجموعة مشاريع تم البدء فيها منذ 25 سنة، من وقت تدشين مشروع لتنمية إفريقيا، حينها قاموا بمجموعة من الممرات، ومنها القاهرة كيب تاون، فكيب تاون نقطة النهاية في جنوب افريقيا.
ويعتبر 90% منه مشروع الممر انتهى، فهذا الممر يتكون من الطرق، وأجزاء سكة حديد وممرات مائية، والميزة منه ربط القارة كلها ببعض، وهو ما سيساعد على تسهيل التجارة والسياحة بين بلاد القارة الواحدة، والذي كان من ضمن المسئوليات التي تولتها في المفوضية بالاتحاد الإفريقي.
وكيف تري التعاون السياحي بين دول قارة إفريقيا؟
نحن لا ننظر إلى استغلال امكانيات القارة، فنوع السياحة في مصر يختلف عن نوع السياحة في كينيا عنها في جنوب افريقيا.
فيجب أن يكون هناك تضافر للجهود مع مسئولين عن السياحة في كل دول افريقيا، لعمل حزمة من الزيارات سواء داخليا او خارجيًا، ونتمنى العمل سويًا من أجل تقارب القارة والتعاون لتحقيق الاستفادة القصوى.
كنتي صاحبة مبادر البرنامج تنمية البنية التحتية في أفريقيا PIDA، والذي تبناه الرئيس.. حدثينا عنه واهم المستجدات بشأنه؟
نحن في عملنا نغطى اربع قطاعات، الطاقة والنقل بأنواعه جوي او بري او بحري وسكةحديد، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمياة المشتركة، والبرنامج دخل حيز التنفيذ من 2012، واول مرحلة منه سيتم الانتهاء منها علم 2020.
وتعد شبكة الطرق التي تقوم بها الدولة، إحدى إسهامات مصر في البرنامج، ومنها كايرو كيبتاون، وهنام مشرعات يتم تنفيذها خلال المشروه، كمشروعات توليد كهرباء في غرب افريقيا، وكوبري بين جامبيا والسنغال، ظل 10 سنوات معطل، كان من ضمن المشروعات التي تبنيناها، وتم تنفيذه.
وماذا عن مشاريع الاتصالات؟
هناك مشاريع كثيرة منها عمل ميثاق للأمن السيبراني، ومشروع تم تنفيذه ومن المشروعات فى مجال الاتصالات أيضا، والتى أعتز بأنى لى بصمة فى انجازها هو انشاء نقاط تجميع للبريد الإلكترونى داخل القارة، فهو يقضي بأنه فبدلا من ان يذهب "الإيميل" إلى أمريكا قبل أن يصل لأي مواطن في إفريقيا، أصبحت هناك نقاط تجميع فى القارة الافريقية يذهب "الإيميل" إلى إحداها قبل أن يصل إلى الشخص.
فهناك نقاط تجميع لدول غرب افريقيا، واخرى لشرق وغرب وجنوب أفريقيا، ومن المنتظر اكتمال هذا المشروع لتكون هناك نقطة تجميع خاصة بالقارة الأفريقية، وهذا المشروع يساعد على تبادل الإيميلات بشكل أسرع، ويوفر ذلك فى الوقت، ويساعد على انجاز بعض الأعمال التى تعتمد على الايميلات المتبادلة، كما انه يحفظ سرية وخصوصية الإيميلات، التى كان ينبغى وصولها لأمريكا أولا، قبل أن تصل لأى مواطن داخل القارة الأفريقية.
وما أبرز المشاريع التي قدمتها مصر هذا البرنامج؟
هناك حاليا مشروع قدمته مصر، لعمل ممر مائي آمن واقتصادي بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، فلو تمت الموافقة على المشروع، سيكون أمر جيد للغاية.
فهناك طفرة كيرة في اهتمامنا ورغبتنا في التعامل مع دول افريقيا، فقد كان هنام قصور منّا في فترة من الفترات، على الرغم من ان دول افريقيا بتحب مصر وحريصة على التعاون معها في شتى المجالات.
ونحن الآن في حاجة إلى جرأة من المستثمرين، فالمناخ مواتي للتعاون مع دول القارة، في ظل اتفاقية التجارة الحرة، التي تم تفعيلها في يوليو الماضي، بالاضافة إلى اتفاقية الكومسنت المنعقدة منذ عامين.
ما حجم الموارد التي تمتلكها مصر من الطاقة؟
مصر نموذج مصغر من إفريقيا، فهناك الشمس والمساقط المائية والرياح، وفي المستقبل سيتم الاتجاه إلى طاقة امواج البحر، وطاقة حرارة باطن الارض، التي لم تستغل اقتصاديًا حتى الآن.
ونحن تأخرنا في فترة من الفترات في مجال الطاقة المتجددة، فقد تم انشاء هيئة الطاقة المتجددة فى الثمانينيات، لكننا لم نعمل على تفعيلها بالشكل اللازم، وهو ما جعل كثيرا من الدول التى بدأت بعدنا فى هذا المجال تحقق نجاحات كبيرة.
ولكن في الخمس السنوات الاخيرة تداركنا الوضع وانجزنا الكثير، فتم إنشاء مجمع الزعفران لطاقة الرياح، ومنطقة جبل الزيت، ومناطق أخرى على خليج السويس، لتوليد الكهرباء، فطاقة الرياح ارخص من اي نوع اخر وننافس بيه عالميًا.
كما تم بناء اول محطة تعمل بالطاقة الشمسية، مع الطاقة التقليدية في الكريمات، ومجمع بنبان كأكبر مجمع للطاقة الشمسية في أفريقيا، وهو يعد مشروع عظيم ستعمل الحكومة على تكراره في مناطق مختلفة في اسوان، لتكون عاصمة شمسية.
وما أكبر التحديات التي يواجه قطاع الطاقة ؟
يجب أن يتم توفير الطاقة للجميع وبأسعار مناسبة، الى حانب ضمان استدامتها، وهو ما يعد تحدي كبير، في ظل البعد البيئي.
ومن المخاطر التي تواجه قطاع الطاقة المتغيرات المختلفة في العالم كالتحول الرقمي، والحرب السيبرانية من جيل الرابع والانترنت، والتلوث البيئي والتكنولوجيا والتجديد، وهو ما يتطلب منّا التوحد بين الدول والانفتاح على بعضنا البعض، وسيأتي وقت قريب تكون فيه كل شبكات الكهرباء، في العالم متصلة ببعضها البعض، واللذي سيحقق مزايا مختلفة.
وما هي تحديات مصر في هذا الصدد؟
في الماضي كانت الأسعار الخاصة بالمكونات أكبر التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة، وهو الأمر الذي تم تذليله الآن، فانخفاض السعر بشكل سريع أدى إلى أن المشروعات الخاصة بالطاقة المتجددة، ووحدة الطاقة المنتجة منافسة لاسعار الطاقة التقليدية.
وما هي مميزات استخدام الطاقة المتجددة؟
استخدامها يعني الحفاظ على المصادر الاخرى من الطاقة للأجيال القادمة، علاوة على الحفاظ على البيئة، فكل مصادر الطاقة المتجددة ليس لها اي انبعاثات كربونية أو غيرها من الملوثات.
كما أن هذا النوع من الطاقة يحقق المثلث المعروف، من كونها متاحة باستمرار للجميع، وبأسعار مناسبة، في ذات الوقت التي تحافظ عليه على البيئة.
وماذا عن فرص الاستثمار في هذا المجال في مصر؟ "خاصة مع صدور قانون لتحفيز الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة"؟
ساعدت اصدار الدولة لعدد من القوانين والتشريعات، على تشجيع المستثمرين، باعطائهم مزايا للعمل على أرض الواقع، فما اللذي يجعل أكثر من 50 شركة تعمل في محطة بنبان، فالموضوع مبشر وسيكون هناك مجال أوسع لإشراك المستثمرين في مشروعات الدولة للطاقة المتجددة.
وماذا عن المواطنين؟
شجعت الدولة المواطنين، على المشاركة في توليد الكهرباء، من خلال وضع أنظمة طاقة متجددة في البيوت، بحيث يكون هناك عدادين، احدهما يوضح ما يتم توليده وهل يرحّل لتغذية الشبكة أو يأخذ منها.
وما رايك في الخطوات التي اتخذتها مصر في الطاقة النووية الضبعة؟
فكرة الطاقة النووية هام جدا، فأنا مؤمنة بتنوع المصادر، واي امكانية لاستخدامها يجب أن تُستغل فهي طاقة نظيفة.
وأثمن اتجاه الدولة إلى الطاقة النووية، فهو اتجاه مطلوب كمصدر مستمر ومضمون لا يحتوي على أي تلوث، إلى جانب الفحم النظيف، الذي أولته الدولة عناية في الوقت الحالي لاهميته.
_ في تصريحات سابقة نوهتي إلى حجم الطاقة الكبير في المخلفات،، فكيف يجب ان يتم استغلالها؟
يجب تكاتف كل الجهود في هذا المشروع، لأن المخلفات مصدر طاقة رهيبة، لأن بها موارد عضوية يتم تخميرها بشكل لا هوائي، وينتج عنها غازات مثل الغاز الطبيعي، ويمكن استخدامها لتوليد الكهرباء.
فقد زورت مصنع لتدوير القمامة في أديس أبابا، وهو نموذج رائع أتمنى تطبيقه في مصر، يعتمد على تجميع المخلفات واجراء عملية فرز، والقابل منها للتخمر، يتم استخراج الغاز الطبيعي منه.
وكان لدينا في التسعينات بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، معامل لانتاج الغاز الحيوي من المخلفات العضوية، بشكل تجريبي ومصغر، ولكن في الوقت الحالي فالمخلفات مجال يحتاج إلى دعم وتعاون القطاعي الخاص والعام، لانها ثروة ومصدر لم يستغل حتى الان.
وماذا عن مجال الطاقة المائية؟
مصر رائدة في هذا المجال، فنحن نمتلك خزان أسوان الذي يعد أول سد يُبنى بهذا الحجم وأكبر سد مُشيَّد في العالم عام 1926، ليأتي بعده السد العالي.
فف السبعينات من القرن الماضية، كان اجمالي الطاقة المائية تمثل لنا 75% من القدرة الكلية للكهرباء في مصر، أما اليوم فتمثل 5.1%، وهو أمر غير محزن، لأننا قمنا باستغلال كل مصادر الطاقة الماية المتاحة، ونأمل خيرًا في المشروع الذي يُقام حاليا كأول محطة كهرباء بتكنولوجيا الضخ والتخزين، بقدرة 2400 ميجاوات، بجبل الجلالة.
رأيك في مدى اهتمام الرئيس السيسي بالطاقة المتجددة؟
الطاقة أساس الدولة، واهتمام الرئيس السيسي، بها وتنويع مصادرها واستغلال المتاح منها، يأتي من وعيه بأهميته، ولذا فانا اتفق وادعم الرئيس فيما ما يقوم به.
كيف ترين مستقبل الطاقة في افريقيا ومصر؟
إفريقيا أغنى قارة من قارات العالم بمصادر الطاقة سواء التقليدية، مثل البترول والغاز والفحم ، او الطاقة المتجددة، كالشمس والرياح المتوفرة، علاوة على تميزها بطاقة حرارة باطن الارض.
وماهي تلك الطاقة؟
هي طاقة حرارية مرتفعة مختزنة فى باطن الأرض، فالدراسات تشير إلى أن 99% من كتلة الكرة الأرضية عبارة عن صخور تتجاوز حرارتها 1000 درجة مئوية، وترتفع درجة الحرارة بزيادة العمق، ويتم الاستفادة من هذه الطاقة في توليد الكهرباء.
وماهي بصمتك في هذا المشروع في إفريقيا؟
قمنا بإنشاء صندوق لدعم مشروعات طاقة الأرض، بتمويل مقدم من الاتحاد الأوروبى بقيمة 50 مليون يورو، ويمول هذا الصندوق الدراسات الفنية والبرامج التدريبية وأعمال الحفر والتنفيذ، وهناك دول استفادت منه بشكل كبير مثل كينيا التى تعتمد على هذا المصدر بنسبة 30 % من مصادر الطاقة فيها.
وماذا عن مصر؟
للأسف لم تستفد مصر من الصندوق، ويجب السعي في اجراء ابحاث تعمل في هذا النوع من مصادر الطاقة، للاستفادة منها بالشكل الأمثل.
فالطبيعة الجغرافية عندنا ليست كدول أفريقيا مثل كينيا وجيبوتى والصومال، التي تعد طاقة حرارة باطن الأرض مهمة وغنية بها، وفي مصر أعتقد أن منطقة الصحراء الغربية فى مصر يمكن أن تكون مصدر لتلك الطاقة، ولذا فإن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسات.
مل فوائد ربط شبكات الاقاليم ببعضها اليعض؟
هو أمر هام جدا، فمصر عامرة بشبكات الربط الكهربائي، فكان لدينا الربط مع ليبيا، وليبيا مع تونس، وتونس مع الجزائر والمغرب، ومن الناحية الأخرى نربط كهربائيا مع الأردن، وحاليًا نعمل في الربط بينا وبين السعودية ودول الخليج، واوروبا عن طريق شبكة شمال افريقيا.
وما هي مميزاته؟
من الممكن ان يكون لدينا في وقت من الاوقات فائض من القدرة الكهربائية، فالذروة في مصر في استخدام الكهرباء بعد المغرب، وفي السعودية بعد الظهر، فممكن أبيع ما أملكه من فائض وقت الظهيرة للدول التي تحتاجها، وهو ما يترتب عليه في مرحلة من المراحل عدم الحاجة إلى بناء محطات كهرباء بالوصول الي مرح الاكتفاء من جيراني من الدول.
فهو اتجاه عالمي، ودول الخليج لديهم ربط مع بعضهم البعض، ويسعو للربط مع افريقيا، باعتبار ان كافة الدول تتجه بها، ولذا يجب ام نحافظ على كوارد القارة ونمنع تصدير مواد الخام منها للمحافظة على مصادرها المتتوعة.
وماذا عن مستقبل الطاقة في مصر؟
نسير على الطريق الصحيح، والوعي بأهمية التنوع فى الطاقة، والتوسع فى مجالات الطاقة المتجددة، أمر رائع من الدولة.
كيف دعمتك الأسرة خلال مسيرتك العلمية المشرفة؟
يعد زوجي الداعم الأول لي منذ بداية مسيرتي العلمية والمهنية، فكان يتولى أمور الأسرة التي تتكون من ولد وبنت، خلال فترة الماجستير.
في الدكتوراه، كانت جميع الأسرة تعاني، خاصة وأن نجلي كان في المرحلة الثانوية، ورغم ذلك ساعدني زوجي على كتابة رسلة الدكتوراه كاملة، من خلال كمبيوتر قام بشرائه خصيصًا لهذا الغرض، فأسرتي عانت وتحملتني بالدعم والتشجيع، حتى كافئنا الله.
وبماذا تطمحين بعد انتهاء مدة عملك في مجلس الطاقة العالمي؟
رفضت الوظائف المقدمة لي للعمل كمستشارة في بعض الشركات الخاصة، لأن ما أتعرض له من ضغوط أنهكني كثيرًا، ولكن لن أتوانى لحظة في إفادة وطني في حالة احتاج مني ذلك، فسأقوم بواجبي على الوجه الأكمل وبدون مقابل.