مازالت قضية الطفلة جنة تشغل بال الرأي العام ليس على مستوى مصر، ولكن على مستوى العديد من الدول، حيث جاء خبر وفاتها قاسيًا على قلوب المواطنين إثر التعذيب الذي كانت تتعرض له خصوصًا على يد جدتها، والتي تحولت جنازتها لجنازة شعبية وأصبحت قضيتها رأي عام.
ولم تغلق النيابة دفتي دفاتر القضية بعد موت الطفلة جنة، لكن عادت قصتها من جديد تتداول خاصة بعد الانتهاء من تقرير الطب الشرعي للطفلة المصرية جنة، والذي أثبت أن سبب إصابة الطفلة جنة، بحروق من الدرجات الثلاث بالظهر وفي المناطق الحساسة في جسمها، إضافة إلى وجود كدمات حول كاحلها الأيمن ورسغيها نتيجة تقييدها بقوة.
وأثبتت التقارير الطبية أن شقيقتها أماني مصابة بحروق من الدرجتين الأولى والثانية بالمناطق الحساسة في جسمها، وكدمات بأنحاء أخرى من جسدها.
وقال أشرف عبد الوهاب محامي الطفلة جنة، إن الطفلة أماني شقيقة الطفلة جنة، تم إيداعها صباح اليوم في دور رعاية دار أهل مصر الطيبين، التابعة للأزهر الشريف وذلك لتتلقى الدعم النفسي والمعنوي والعلاج اللازم، وبعد ما يقرب من شهرين من تلقي الدعم سيتم الذهاب للعيش مع جدتها في قرية بساط كريم الدين.
وأضاف، أن النيابة العامة بالفعل أسقطت الحضانة عن الجدة من ناحية الأم، وأثبتتها للجدة من ناحية الأب التي تتولى رعايتها، موضحًا أن الطفلتين أماني وجنة استقروا وعاشوا مع جدتهم للأب ما يقرب من 5 سنوات، وأن جدتها لأمها استقبلتها في بيتها بقوة القانون ما يقرب من 10 أشهر فقط، وهي الشهور المؤلمة التي تلقت فيها الطفلتين التعذيب والاعتداء الجنسي.
وتابع، لم يتم إحالة خال الطفلتين للمحاكمة الجنائية، بعد ثبوت عدم تعرض الطفلتين للاعتداء الجنسي، لكن جدة الطفلتين، صفاء عبد الفتاح، أحيلت للمحاكمة الجنائية العاجلة، لاتهامها بضرب وتعذيب حفيدتيها وإحداث إصابات أودت بحياة إحداهما، وقد حملت القضية رقم 1416 لسنة 2019، وتم تحديد جلسة خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل.
وعن العقوبة المتوقعة للجدة قانونيًا، أكد المحامي أن تلك الجريمة أقصى عقوبة لها هي 15 عامًا، لأنها جريمة تعذيب أودت إلى القتل.
يذكر أن والدي الطفلتين جنة وأماني منفصلان وتولّت الجدّة الحضانة مع فقدان والدتهما البصر.
كانت قد تلقت النيابة بلاغاً من مستشفى الشربيني العام بوصول الطفة جنة محمد سمير مصابة بأنحاء مختلفة من جسدها وحروق بالاماكن الحساسة في جسدها، وبسؤال الطفلة قبل وفاتها أقرت بقيام جدتها بالتعدي عليها، ومن جهتها، أوضحت الطفلة أماني أن الاعتداء عليها جرى بأدوات صلبة.
وعلى إثر هذا الفعل الشنيع، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر وطالب العديد من الناشطين بمحاسبة المتهمين وإعدامهم، من خلال استخدام هاشتاجات بصور الطفلة جنة داخل المستشفى والأذى الذي تعرضت له، وقد ألقت هذه الحادثة الضوء على التعذيب الذي قد يتعرض له بعض الأطفال داخل المنازل.