أصوات بكاء عالية تعم أرجاء المكان، أطفال صغار يقعون في شباك الضرب والتعذيب، سيدة تقيد طفلتها من ساقيها وتنهال عليها ضربًا، وآخرى تكوي حفيدتها في مناطق حساسة بزعم تأديبها.. هكذا بات المشهد السابق يستخدم بشكل يومي في شتى المنازل المصرية، حتى صارت دفاتر تحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، ممتلئة عن بكرة أبيها بجرائم أسرية راح ضحيتها أطفال أبرياء لا علاقة لهم بتلك المأساة التي سقطوا في شباكها.
جرائم قتل الأطفال، أصبحت سيناريو مثير للجدل، حيث تنقش ما بين الحين والآخر سطور جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، وتصبح قضية رأي عام، بسبب مشاكل أسرية وخلافات ترمي بالأطفال في مرمى النيران.
بلدنا اليوم تستعرض عبر السطور القيلة التالية، أبرز 3 جرائم تعذيب وقتل أطفال، أثارة جدلًا واسعًا على الساحة ونالت استعطاف الجميع في الشارع المصري.
الطفلة جنة.. ضحية تعذيب الجدة والخال
في الخامسة من عمرها ملامحها دقيقة رقيقية، عاشت برفقة جدتها بعدما انفصل والديها الكفيفين عن بعضهما، ورغم صغر سنها واجهت معاناة لم تمر بها طفلة في عمرها، فلم تتخيل ذات الخمس سنوات أن طلقة الغدر ستأتيها من جدتها وخالها وأفراد أسرتها، وتكتب السطور الأخيرة في حياتها على أيديهم، لتصبح ضحية جديدة في سلسلة الأطفال ضحايا الجرائم الأسرية.
بداية القصة تعود إلى بلاغ تلقاه اللواء فاضل عمار مدير أمن الدقهلية، من العميد سامي الحديدي، مأمور مركز شربين ببلاغ مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة جنة، المقيمة طرف جدتها للأم في قرية "بساط كريم الدين"، مصابة بكدمات متفرقة بالجسد، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلي الأيسر، وآثار حروق في الظهر من الجسم وتم تحويلها إلى مستشفى المنصورة العام الجديد "الدولي" لاستكمال العلاج.
الأمر ازداد سوءً عقب نقل الطفلة إلى مستشفى المنصورة الدولي، والتي بادرت بفريقها الطبي ببتر الساق اليسرى لجنة، وأكد تقرير الحالة الطبية لها، أنها وصلت محولة من مستشفى شربين المركزي، مصابة باعتداء من آخرين وبالكشف الطبي الظاهري تبين وجود غرغرينا في الأعضاء التناسلية الخارجية، واشتباه جلطة بالطرف السفلي الأيسر.
طفلي ميت سلسيل.. الأب يضحي بطفليه في العيد
لم تكن جنة هي الحالة الفريدة في سلسال المعاناة الذي يعيبشه الأطفال بشتى المحافظات، ولكن في أبريل الماضي أسدلت محكمة جنايات المنصورة، الستار عن قضية بشعة دارت أحداثها ببن أب نجليه الصغار، حيث قضت بإعدام محمود نظمي السيد، قاتل طفليه "ريان ومحمد" في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"طفلي ميت سلسيل"، بمحافظة الدقهلية، وذلك بعد موافقة مفتي الجمهورية على إعدامه.
الاعترافات التي سجلتها جهات التحقيق في القضية المثيرة للجدل، أكدت أن نظمي قال: "كانت نفسيتي تعبانة قبلها بأسبوع وكان عندي اكتئاب، وكنت ناوى أبيع قطعة أرض، لكن إخواتي نصحوني أسيبها لولادي، وقالوا لي استنى لما الأرض بتاعت الترعة تتباع، وبسبب الاكتئاب اللي كان عندي كنت بخرج أقعد مع واحد صاحبي اسمه رامي، ورامي هو كمان لاحظ عليّا موضوع الاكتئاب، وكان بيقول لى: "فيه إيه مالك، فقررت أبعد شوية عشان محدش يقولى زعلان ليه وكده".
وأضاف: "أول يوم العيد فكرت إني أبعد أولادي ريان ومحمد عن الحياة ومشاكلها، وحسيت إنهم لما يكبروا ممكن يلاقوا صعوبة ومشاكل في الدنيا، وقلت أرحمهم أحسن، وهما لو ماتوا طاهرين، هيبقوا دخلوا الجنة، وبعدين كان كريم نسيبي جاي ياخد الأضحية في العيد، فطلع عيّد على الأطفال وقال لي ابقى تعالى بقى، وأنا كنت تعبان وما كنتش قادر أخرج، فريان قال لى يا بابا أنا عايز أخرج عشان العيد، ومراتي برضه قالت لي خدهم خرّجهم، وعيّد على نسيبك وكده، وقُلت لها خلاص، ورُحت لابس وقمت خارج".
جريمة المرج.. أم تقتل أولادها الثلاثة
في منطقة المرج بمحافظة القاهرة، كان قطار موت الأطفال توقف قليلًا ليحصد أرواح 3 أطفال حيث تبين أن والدتهم هي من أقدمت على هذا الأمر، بضغط من الأب وزوجته الثانية.
الزوج تجرد من معاني الإنسانية، وخضع لزوجته الثانية، وأجبر الأولى على قتل أطفالها الثلاثة، من بينهم رضيع، تحت التعذيب، وقام بتصوّير جريمة القتل، حتى يهددها إذا فكرت في فضحه، وهو ما كشفته صاحبة العقار الذي وقعت فيه الجريمة.
حاحبة العقار كانت قالت في تصريحات سابقة لـ"بلدنا اليوم" أن الأم أخبرتها بأن حماها اغتصبها، وأن زوجها أجبرها مع ضرتها على قتل طفلتيها عن طريق إغراقهما في وعاء كبير من الماء إلى أن لفظتا أنفاسمها الأخيرة، وأشارت إلى أنها فعلت نفس الشيء مع طفلها الأخير فور ولادته.